لاحظنا خلال الفترة الأخيرة انهيارا كبيرا في رسالة مدارس المعاهد القومية وتراجع مستواها التعليمي بسبب الادارات الفاسدة وضياع ميزانيات المدارس واختيار معلمين لايرقون الي تلك المدارس في الوقت الذي حاربت فيه قيادات المعاهد القومية الإدارات الناجحة والسؤال الدائم أمام المواطن العادي كيف تتراجع تلك المدارس رغم الامكانيات الضخمة ؟ فهي تمتلك اصولا كبيرة من أراض تصل الي عدة أفدنة للمدرسة الواحدة وملاعب وحمامات سباحة وتمتعها بعدد كبير من الفصول لاتتوافر للمدارس الخاصة التي تكسب الملايين سنويا بينما تلك المدارس تحقق خسائر ويجب علي وزير التربية والتعليم أن يتخذ عدة قرارات حاسمة وقوية لإعادة بناء تلك المدارس فنيا واداريا وتعليميا من جديد لتتحول الي منارة تعليمية وثقافية وفكرية للمجتمع الذي تشع فيه وان ينسي كلمة تشكيل لجان لدراسة أوضاع المعاهد القومية لأن اللجان تشكل بشكل فيه مجاملات ولاتمتلك المهارات التي تقيم تلك المدارس وتكون معوقة لمسيرة التطوير وان تكون قراراته حاسمة وواجبة النفاذ من خلال استراتيجية فنية وادارية, ويتم تحويل المعاهد الي شركة تعليمية استثمارية تكون مسئولة عن ادارة تلك المدارس بنظام القطاع الخاص تحت اشراف الحكومة من أجل الحفاظ علي مستواها العلمي والتعليمي مع الحفاظ علي أسماء المدارس التي تعتبر علامة تجارية دولية لها ولكي تنجح تلك المدارس تحتاج الي تعديل شامل في لوائح وقرارات المعاهد القومية وتعديل القوانين بحيث تسمح بإنشاء شركة تعليمية لادارتها بشكل علمي مثل شركات الكهرباء والبترول مما يتيح لها تحقيق الأرباح المالية التي تؤدي الي الإنفاق علي العملية التعليمية واختيار القيادات التعليمية المشهود لها بالكفاءة لإدارة تلك المؤسسات التعليمية مع الاختيار الدقيق للمعلمين وإخضاعها للرقابة الحكومية حتي لايكون التغير الذي طرأ شكليا لا علي المضمون. كما يتطلب تطوير المعاهد اعادة تقييم وتأهيل معلمي المعاهد القومية وإخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة في مؤسسات تعليمية عالمية مثل الجامعة الأمريكية او المركز الثقافي البريطاني والمؤسسات التعليمية العالمية العاملة في مصر ومنح المتفوقين منهم بعثات خارجية في دورات علمية في مجال الإدارة والتخصص, وإعادة النظر في أجور ومرتبات العاملين بها مع التخلص من العمالة الزائدة غير المؤهلة والتي أثقلت ميزانيات تلك المدارس مع وجود حوافز للعاملين المتميزين بها. اعتماد القبول بتلك المدارس علي المقابلات الشخصية للأطفال وولي الأمر حتي يتم الاختيار الجيد والدقيق للالتحاق بتلك المدارس وتكون مقابلات حقيقية مع عدم تدخل الإدارات التعليمية في الاختيار وإخضاعها للسن حتي لايفاجأ المسئولون بعجز أولياء الامور علي دفع المصروفات وتضرر المدارس من عدم وجود الدخول للصرف علي الانشطة والعملية التعليمية وتنظيم الدورات التدريبية التخصصية للمعلمين والادارة ويبدأ الحديث عن وجود عجز في ميزانياتها. تشكيل مجلس جديد للمعاهد القومية حاليا من خبرات تكون قادرة علي إعادة هيكلة وتنظيم المعاهد في شكلها الجديد وتكون مهامها واضحة ومؤقتة ومعروفة مسبقا التكليفات المنوطة اليهم وبأجور واضحة او من المتطوعين حتي يتم تسليم المدارس في ثوبها الجديد الي إداراتها الجديدة في قانون وهياكل ادارية ومالية واضحة وتبدأ الشركة الجديدة للادارة مهامها في ادارة تلك المؤسسات التعليمية. وأستطيع ان أجزم وبكل صدق ان مدارس المعاهد القومية تستطيع بعد وقت بسيط ان تكون منارة تعليمية في محافظاتها وان تكون هي المدرسة الداعمة الحقيقية والمسئولة عن تطوير المدارس المحيطة بها وايضا تكون الشركة لديها المرونة والقدرات المالية لانشاء مدارس في كل المحافظات ترفع عن كاهل الحكومة بناء المدارس وتساهم بشكل كبير في حل البطالة مع تقديم تعليم متميز يقدم لمصر المواهب ورعايتها وان يسمح لتلك الشركة بإقامة المؤسسات التعليمية الجامعية للحفاظ علي المستوي التعليمي الذي قدمته في مدارسها وأن تكون جامعاتها ومؤسساتها للنابغين والمتفوقين وأتمني ان تلقي تلك الافكار اهتمام المسئولين لدراستها ووضعها حيز التنفيذ ويمكن ان تكون تلك الأفكار نابعة من أحد الحالمين او حتي من المجانين وهناك مثل يقول خدوا الحكمة من افواه المجانين. [email protected]