الدعم الامريكي لاثنين من المبادرات الدبلوماسية في سوريا يؤكد وجهات النظر الامريكية المتغيرة ازاء كيفية انهاء الحرب الاهلية في سوريا الي جانب تراجع الغرب عن مطالبته للرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي الفوري عن السلطة. وبينما أجري وزير الخارجية الامريكي جون كيري محادثات مع ستيفان دي ميستورا مبعوث الاممالمتحدة الخاص لسوريا في اجتماع عقد في جنيف تدعم محادثات السلام السورية, رفضت المعارضة السورية التحركات الروسية لوقف اطلاق النار في دمشق وذلك علي الرغم من ان البلاد أصبحت تمزقها الحرب دون وجود نهاية في الافق. وذكرت صحيفة( نيويورك تايمز) أن واشنطن بدأت تدرك أن اقصاء الاسد عن السلطة لن يؤدي الا للمزيد من العنف والفوضي علي الارض واتاحة المجال للرديكاليين للسيطرة علي المشهد, حيث تتبادل واشنطن الان مع الطائرات السورية عمليات قصف تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام( داعش). والمثير كما تذكر الصحيفة ان مسئولين أمريكيين أكدوا للاسد من خلال وسطاء عراقيين أن الجيش السوري ليس هدفهم بينما لاتزال الولاياتالمتحدة تدرب وتجهز المتمردين السوريين ولكنها في المقام الاول تستعد لمحاربة( داعش) وليس الحكومة السورية. لقد انتقلت واشنطن والدول الغربية الاخري الي مرحلة الترحيب العلني بمبادرتي الاممالمتحدةوروسيا لوضع حد للحرب الاهلية في سوريا الا ان محادثات جنيف الاخيرة فشلت قبل عام مضي وسط خلاف عنيف حول ما اذا كان انتقال السلطة في سوريا للحكم الانتقالي سيشمل الاسد أم لا. واحدة من المفاهيم الجديدة هو اقتراح الأممالمتحدة لتجميد القتال علي الأرض لأول مرة في حلب, والآخر هو مبادرة من روسيا الداعم الرئيسي للأسد, في محاولة لتحفيز المحادثات بين الجانبين المتحاربين في موسكو في أواخر يناير الحالي. ويقول دبلوماسيون وغيرهم اطلعوا علي خطط الرؤية الروسية إنها تشمل تقاسم السلطة بين حكومة الأسد وبعض الشخصيات المعارضة, والانتخابات البرلمانية ربما من شأنها أن تسبق أي تغيير في رئاسة الجمهورية.