تمتلئ جدران المعابد الفرعونية فى مصر بصور المرأة المصرية فى كامل زينتها وحليها بتصاميمها الفريدة الرائعة. ولا يزال السائحون الوافدون إلى مصر من أنحاء العالم يحرصون على اقتناء قطعة أو أكثر من الحلى المصنوعة محليا بتصاميم فرعونية أو عربية مستوحاة من التراث. فى عام 1969 بدأت مصممة الحلى المصرية عزة فهمى مشوارها مع الحرفة بعد أن تلقت أصول مبادئها على أيدى حرفيين لهم باع طويل فى المجال. ثم درست بعد ذلك فى كلية بوليتكنيك فى لندن فى منتصف السبعينات حيث تعلمت الجمع بين النظرية والتطبيق فى صناعة الحلي. ولمعت على مر العصور فى مصر أسماء كبيرة لصناع الحلى الذهبية والفضية المطعمة بالأحجار الثمينة وكان كثير منهم أرمن ويونانيون وإيطاليون استوطنوا البلد منذ أواخر القرن التاسع عشر. وفى قلب القاهرة الفاطمية منطقة مشهورة لتجار وصناع الحلى تسمى منطقة "الصاغة" وبالقرب منه حى خان الخليلى المعروف أيضا بمتاجر الحلى والمجوهرات. لكن الأسماء الكبيرة فى عالم الحلى فى مصر ظلت كلها أسماء رجال إلى أن أصبح الآن اسم عزة فهمى اسما معروفا فى الكثير من أنحاء العالم. وفالت المصممة المصرية فى مقر شركتها التى يعمل فيها 190 فردا بين مصممين وصياغ للحلى "ما كانش عندى سكة ثاني. كان سكة قصيرة. بدل ما كنت أروح أدرس أربع سنين فى الجامعة ثانى أنا قلت أروح أتعلم حرفة. قعدت سنتين فى خان الخليلى وتعلمت مبادئ الحرفة وابتديت بها". لم تكتف عزة فهمى باقتحام مجال مقصور على الرجال بل عملت على تشجيع أبناء وبنات الجيل الجديد على العمل فى تصميم وصناعة الحلي. وقالت "يمكن أكثر حاجة همانى دلوقتى أن احنا نعمل مدارس جيدة فى مصر. مدارس للمصممين ومدارس للعمال. يعنى تدريب مهني. فدا يعنى همى القادم". تملك عزة فهمى مدرسة لتدريب الحرفيين على صنع الحلى كما شجعت ابنتيها على الانضمام إليها فى مهنتها. درست أمينة غالى ابنة عزة فهمى فى بريطانيا ثم عادت إلى مصر للانضمام إلى والدتها فى شركتها. وذكرت أمينة أنها تؤمن بأهمية المنافسة لحث الصانع على مواصلة الإجادة والإتقان. وقالت أمينة غالى "الظريف أن السوق المصرى انتعش جدا فى العشر سنين اللى فاتوا ودى حاجة كويسة جدا. يعنى ناس كثير قوى تقول لى آه بس أنتم بقى عندكم ناس كثير قوى بتنافسكم. بالعكس. دى حاجة كويسة. لأن المنافسة دى حاجة صحية (بالانجليزية) جداً فى السوق. لأنها تجعلنى أقدم شغل أحسن.