عقب ساعات قليلة من دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة تجديد الخطاب الدينى بدأ الأزهر الشريف فى تنفيذ ما جاء فى خطاب الرئيس خلال احتفالية المولد النبوى الشريف، من خلال خطة عمل تنفيذية عاجلة لنشر صحيح الدين ومواجهة الفكر المتطرف، بينما أشاد علماء الأزهر بالدعوة إلى التجديد لأهمية اظهار عظمة الإسلام فى الرحمة والصدق والامانة وكريم الاخلاق، معترفين بوجود أزمة حقيقية فى الخطاب الدينى بسبب خلط المفاهيم وعدم وجود خطاب دينى يرتكز على صحيح الإسلام. وفى تصريحات ل"الأهرام المسائي" قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر إن الفترة المقبلة ستشهد خطوات فعالة نحو تطوير وتجديد الخطاب الدينى من خلال خطة عمل جديدة للأزهر تعلى من وسطية الإسلام ونشر صحيح الدين، مشيرا إلى أن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى واضحة وأن الأزهر الشريف بدأ بالفعل فى طريق تطوير رسالته. وأكد شومان أن الأزهر بدأ بالفعل فى تطوير مناهج الأزهر بما يتواءم مع متطلبات ومتغيرات العصر لمواجهة الفكر المتطرف ونشر المذهب الوطنى الوسطى وتم تطوير كتابين بالعام الدراسى الحالى وسيتم تطوير بقية المناهج العام المقبل. وقال شومان إنه تم استبعاد جميع المسائل الخلافية التى كانت موجودة فى الكتب ولا تدرس فى المناهج من الكتب الجديدة، موضحا أنه لم يتم الاقتصار فقط على مناهج التعليم قبل الجامعى لكن على التعليم الجامعى ايضا وأن الأزهر يعمل حاليا على تخريج ائمة ودعاة يتواكبون مع متغيرات العصر ويتحدثون اللغات المختلفة لنشر الفكر الوسطى ومواجهة التطرف. وأوضح شومان أن مطالبة الرئيس بتطوير الخطاب الدينى ومواجهة الفكر المتطرف أمر ضرورى وسنعمل عليه ليل نهار لتنفيذ ذلك. وأشار إلى أن المجلس الأعلى للأزهر وافق أخيرا على إنشاء عدد من المعاهد الأزهرية بالمحافظات المختلفة للغات لمواجهة الفكر المتطرف بكل اللغات بالإضافة إلى عودة دور الكتاتيب وتحفيظ الطلاب القرآن الكريم وتفسيره الصحيح. وذكر أن القوافل الدعوية التى يقوم بها الأزهر ستجوب جميع مناطق الجمهورية لدحض الفكر المتطرف. ومن جانبه، أكد الدكتور عبدالحى عزب رئيس جامعة الأزهر أن الجامعة تحرص وستعمل على مقاومة كل الأفكار الدخيلة المتطرفة التى يلفظها الإسلام ونشر الفكر الوسطى المعتدل الذى هو رسالة الأزهر، موضحا أن جميع المناهج التى تدرس بالجامعة تحرص على نبذ العنف والتطرف والتشدد وقال إن الفترة الماضية شهدت اهتماما كبيرا التى تقوم بتخريج دعاة المستقبل لإعدادهم بالشكل الكافى ونشر وسطية الإسلام. وأكد الدكتور محمد أبوليلة، عميد كلية اللغات والترجمة الاسبق ضرورة تصحيح الاخلاق وانعكاس ذلك على السلوك حتى يتم تصحيح الصورة الإنسانية لينعكس ذلك على الخطاب الدينى الذى يتلون بلون الحياة التى يعيشها الناس فإن كان مجتمعا سعيدا كان الخطاب سعيدا، موضحا أهمية الارتقاء بالتعليم وبث المودة بين الناس وحل المشكلات المتداخلة فلا يعقل أن تبنى قلعة بانصاف القوالب، فإذا كانت هناك عدالة وصحة وتعليم وقلل الناس من النقض لبعضهم لتغير الحال، وهدأ الماء الوطنى واتضحت الصورة الإسلامية فى السلوك فسينعكس ذلك على الخطاب الدينى.