من داخل كنيسة مارى جرجس بشارع على مبارك بمدينة طنطا احتشد المئات من أبناء محافظة الغربية لاستقبال جثامين الأسرة القبطية المصرية المكونة من الدكتور مجدى صبحى توفيق طبيب القلب وزوجته الدكتورة سحر طلعت رزق صيدلانية ونجلتهما الكبرى كاترين بالصف الأول الثانوى الذين راحوا ضحية الغدر عندما هاجمهم عدد من الميليشيات الليبية بمنزلهم بمدينة سرت بليبيا وأطلقوا وابلا من الرصاص عليهم ليدفعوا حياتهم ثمنا لجريمة ارهابية خسيسة ووحشية بلا أى ذنب اقترفوه حيث لم ينجو من الحادث الغاشم سوى طفلتيهما، واثناء مراسم تشييع جنازة الضحايا وخلال نقلهم لمثواهم الاخير لدفنهم كان المشهد الذى اوجع قلوب جميع المصريين اكثر ألما بين صفوف المشاركين حيث اختلطت الاحزان بالدموع والتى لم تفرق بين مسلم ومسيحى لترسم لوحة وطنية تكشف عن تلاحم المصريين وقت الشدة وقد تساقطت الدموع من عيون الانبا بولا اسقف طنطا وتوابعها عندما ارتسمت حالة الحزن على الطفلتين كارلا وكارول لفراق والديهما وشقيقتهما. وبنبرات تملؤها الحسرة والاسى ناشد الدكتور سمير صبحى شقيق الطبيب مجدى الرئيس السيسى والمسئولين وضع حد لاستهداف الاسر المصرية بليبيا وأن يتم القبض على الجناة مشيرا ان جميع المصريين فى ليبيا يتعرضون للمخاطر وأن يد الإرهاب الأسود اصبحت لا تفرق بين دم المصريين وانه واثق من قدرة القيادة السياسية على حماية المصريين فى كل مكان مؤكدا ان شقيقه كان يعمل لخدمة الليبيين بكل إخلاص وتفان فقتله الإرهابيون بدم بارد وأمام أطفاله ثم تخلصوا من زوجته أمام أطفالها الثلاثة ايضا ثم خطفوا الابنة الكبرى كاترين وقتلوها دون ذنب وبلا رحمة فى حين طالب مايكل شقيق الام المجنى عليها الخارجية المصرية بالتدخل الفورى والعاجل لإنقاذ المصريين من جهل الجماعات الارهابية والمتوحشة التى ليس لها قلب او دين وخاصة الأقباط المقيمين فى ليبيا لان الحادث البشع والغادر الذى نال من شقيقتة وزوجها ونجلتهما ليس الأول من نوعه فهناك الكثير من المصريين معرضون للاختطاف والموت هناك بينما أكد الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها ان هذا الحدث لن يزيد الكنيسة الا تماسكا وقوة ووحدة مع جموع شعب مصر واصفا ماحدث بأنه يهدف الى النيل من المسيحيين ويستهدف مصر التى أحبطت المخطط الغربى الذى خطط له منذ أكثر من 15عاما من أجل ضياع المنطقة العربية ثم جاءت ثورة 30 يونيو التى شارك فيها المصريون مسلمين ومسيحيين وحماها الجيش وأحبطت ذلك المخطط وأضاف بأن الإرهاب حاول حرق الكنائس وضاعت جهودهم فى تفتيت وحدة هذه البلد مضيفا أن الكنيسة تحتضن ابنتى الكنيسة وأصبح لهما عوضا عن الأب مائة أب وأوصى السفير حسام عيسى مساعد وزير الخارجية الكنيسة على البنتين كما تقدم بالشكر لمحافظ الغربية لتذليل العقبات فى إنهاء إجراءات نقل أوراق ابنتى الفقيدين من ليبيا لإكمال دراستهم فى مصر وناشد المصريين أن لا يغامروا بأرواحهم والعودة لمصر فى حالة عدم وجود واجب وطنى يقتضى وجودهم هناك فمصر تستوعب أبناءها بكل انتماءاتهم وطالب الشعب المصرى بالتكاتف وتوحيد الجهود ونبذ المصالح الفئوية والشخصية والحزبية وإعلاء قيمة الوطن مؤكدا أن مصر ستفتح أحضانها للجميع مصريين وغيرهم كما اكد ان الكنيسة سوف تحتفل بأعياد الميلاد ولن تؤثر هذه الجريمة على الاحتفالات هذا العام وسنصلى ليحفظ الله المصريين وأن يهدى القتلة والمخربين كما قدم اللواء محمد نعيم محافظ الغربية واجب العزاء لأسرة الطبيب المصرى وزوجته وابنتهما كاترين والذين لقوا مصرعهم على أيدى الارهاب الغاشم بالأراضى الليبية حيث حضر المحافظ مشاركا الكنيسة قداس العزاء بكنيسة مارى جرجس بطنطا وسط جمع غفير من أبناء مدينة طنطا وحضور اللواء أسامة بدير مدير أمن الغربية والقيادات التنفيذية والقساوسة والكهنة وأعلن المحافظ عن خالص تعازيه للكنيسة والأسرة وجميع المسيحيين عن هذا الحادث الأليم وأكد على شمول الطفلتين بالرعاية والاهتمام الكامل والعمل على توفير كل سبل الراحة لاستكمال دراستهما بالمدارس.