أصدر القضاء التركي يوم الجمعة(19 ديسمبر/ كانون الأول2014) مذكرة توقيف بحق الداعية فتح الله كولن الحليف السابق للنظام التركي والخصم الحالي للرئيس رجب طيب اردوغان, والذي يتهمه الرئيس التركي بالسعي للإطاحة به, وبالإرهاب والتآمر لصالح دول أجنبية, من الغريب أن أنصار أردوغان يصفون الداعية التركي الأشهر بالعمالة لإسرائيل والغرب, وأنه وجماعته تعارض لمجرد المعارضة كل سياسات أردوغان!وأنها تخون تركيا لوقف برنامج أردوغان النووي السلم! كما يقول أحد الموالين لأردوغان! ويتهمون الرجل وجماعته بأنهم الفرع الديني لشبكة أرغينيكون التي سطت وكانت تهدف للانقلاب علي أردوغان! وأنه تخلي عن دينيته وإسلاميته وصار يؤيد وفقط المعارضة التركية ممثلة في حزب الشعب الجمهوري! كل الاتهامات تلقي قنابل الآن في وجه كولن تلوث سمعته وتستهدف حياته ودعوته وهو الداعية الأكثر اعتدالا الذي تجاوز مرجعيات الإسلام السياسي وقدم إسلاما عصريا رحبا وإنسانيا وخدميا وتنمويا استفاد منه أردوغان نفسه حين كان حليفا! واستفادت منه تركيا ويحترمه العالم الإسلامي والغربي علي السواء.. لا يذكر أنصار أردوغان جرائم الفساد التي تورط فيه بعض المقربين من أردوغان, ولا ما يجد منها, ولا البذخ الذي يقوم به في بناء قصره الجديد أو غيره, ولكن يزورون الحقائق ويتهمون الداعية الوطني المعتدل بالإرهاب بينما هو يدافع عن الإرهاب والمتطرفين في بلادنا! ويرفض ما هو أقل من ممارساته الاستبدادية بكثير.. ثارت ثائرة الرجل وتحول متوحشا مستبدا لا يقبل نقدا عاما أو خاصا, بعد جرائم الفساد التي ارتكبها بعض المقربين من الرئيس التركي, وفي مقدمته ولده, وتدخل أردوغان علي أثرها مؤثرا علي أحكام القضاء واستقلاله والشرطة ونحي عن مواقعه بعض من قاموا بالتحقيقات! وغضب أردوغان المتأله الذي لا يقبل النقد. من يصدقك أردوغان؟ من يصدق أن كولن المعتدل الصوفي الروحي العقلاني إرهابي! وهو من أصدر البيانات تلو البيانات ضد النصرة وداعش وضد كل المتطرفين في عالمنا! من يصدق وصفكلأسبوع الماضي الداعية التركي العالمي فتح الله كولن بأنه إرهابي! وخارج علي القانون, ونحن نعرفه من كتبه ومن رسائله ومن بياناته, ومن أنشطته ومؤسسته حركة الخدمة التي تبتعد عن الإسلام السياسي وأطروحاته الجامدة وتقترب من الإسلام الروحي والعقلاني.. ولكن استبداد أردوغان الذي لا يقبل نقدا من قريب أو بعيد, من داخل أو خارج فهو يري نفسه وفقط فوق النقد! من يصدق أن هذا الداعية الوطني عميل لإسرائيل والغرب كما يروج أنصارك, وتروج أنت, من يصدق استقلال القضاء والتحقيقات وأنت من سبق أن تدخلت فيها, من يصدق يا أردوغان ما أعلنته يوم السبت20 ديسمبر الجاري, ان الاجراءات القضائية المثيرة للجدل التي يتخذها ضد معارضيه بما فيها توقيف اعلاميين معروفين قانونية, وقال اردوغان في خطاب في اسطنبول بثه التلفزيون كنت اراقب هذه العملية عن كثب كرئيس لهذه البلاد. ككل شيء قانوني ومطابق للاجراءات القانونية اجراءات سريعة ونظيفة تجري حاليا. إن تركيا تنحدر وتتعرض للانهيار والعزلة في الشرق الأوسط والعالم, نتيجة هذا الخطاب المنتفخ المتعالي والاتهامي للجميع, دفاعاتك كما كان يوم الاثنين قبل الماضي16 ديسمبرعنالمداهمات, لوسائل الإعلام تشبه وتزيد عما تنتقده لدي الآخرين, فقد تمت مداهمة صحيفة زمان اليومية وقناة سمانيولو التليفزيونية تصعيدا في معركة اردوغان مع حليفه السابق فتح الله كولن. ولأن أردوغان منتفخ لا يقبل نقدا او انتقادا فالنقد والخلاف حق له وحده, قال اردوغان في افتتاح توسعات لمصفاة نفط قرب اسطنبول إنهم يتباكون علي حرية الصحافة لكن( المداهمات) لا علاقة لها بهذا... نحن لا ننشغل بما يمكن أن يقوله الاتحاد الأوروبي سواء قبلنا الاتحاد الأوروبي كأعضاء أملا.. نحن لا ننشغل بهذا. أرجوكم احتفظوا بحكمتكم لأنفسكم... أردوغان كذب المستبد.. أما كولن فداعية شريف خطأه وفقط أنه صنع أمثالك ممن ينكرون الجميل ويزورون الحقائق فقط! كف عن نقدنا وانشغل بالنظر في المرآة قد تنتقد نفسك!