58 عاما تمر علي ذكري انتصار بورسعيد ايقونة المقاومة والكفاح الحر من أجل الكرامة الوطنية والعزة المصرية,58 عاما تمر اليوم علي درسها التاريخي لأحرار العالم, والشعوب الثائرة ضد جيوش الاحتلال وقوي الاستعمار التقليدية والحديثة بالتاريخ الحديث. هي بورسعيد أنشودة الصمود التي تغني بها العالم شرقا وغربا وهي ترفض العدوان الثلاثي الغاشم علي أرضها وتنتفض ثانيا لمقاومته ودحره من شارع لشارع ومن بيت لبيت.. حتي تحقق لها النصر في النهاية ليشهد العالم الهزيمة المنكرة لمن بغي وتجبر وظن انها بصغر حجمها وقلة عدد مواطنيها لقمة سائغة لا يحتاج بلعها والانطلاق منها لإعادة احتلال مصر من جديد. هي بورسعيد التي خرج أحرار العالم في كل بقاع الأرض بآسيا وإفريقيا وامريكا اللاتينيه لرفع علمها ومساندة كفاح مواطنيها العزل ضد العدوان الانجليزي والفرنسي والاسرائيلي الغاشم.. تظاهروا من اجلها في شوارع الصين والاتحاد السوفيتي وكوريا والهند وكوبا وفنزويلا واثيوبيا وكينيا والسنغال وتنزانيا مطالبين بخروج المستعمر قبل ان يخرجوا لنفس الشوارع للاحتفال بنصرها عليه مع خروج آخر جندي محتل من ارضها في يوم23 ديسمبر عام.1956 بورسعيد المحطة الأشهر من محطات التوحد القليلة لأمة العرب حيث اجتمع لنصرتها100 مليون عربي من المحيط للخليج وأصبح انتصارها الدرس الأول للأجيال العربية حتي ما قبل حقب المؤامرات والصراعات العربية العربية التي أضاعت ما تبقي من هيبة الأمة ووصمتها بالظاهرة الصوتية واليوم والمدينة الباسلة تحتفل بعيد النصر الأول لمصر وللعرب ولأحرار العالم بالتاريخ الحديث تستعيد الأهرام المسائي مع ابناء المدينة قصة بورسعيد الصمود والمقاومة بين3 حروب بدأت في56 وتواصلت في حرب1967 واختتمت بالعبور العظيم في حرب أكتوبر1973 انها قصة البطولة وعبور الهزيمة وسنوات الشتات للنصر العظيم قصة أهالي المدينة وأبطالها ورموزها وشعرائها وفنانيها علي مدار58 عاما. سيمور البولندي.. اليهودي الذي فضح العدوان الثلاثي بالصورة. أبدا لن ينسي تاريخ التصوير في العالم اسم البولندي ديفيد سيمور.. والذي طاف بكاميرته العالم ليسجل مآسي الحروب بدءا من الحرب العالمية الثانية وحتي حرب السويس.. وأبدا لن تنسي بورسعيد دوره في توثيق ماتعرضت له من اهوال علي يد المحتل الانجليزي والفرنسي بدءا من29 اكتوبر وحتي23 ديسمبر1956 حيث غادرها اخر جندي محتل عقب انتهاء الاعتداء الثلاثي الغاشم. لا تنظر بورسعيد كثيرا لماضي هذا المصور العالمي الذي فاقت شهرته الآفاق بالاربعينيات والخمسينيات حيث غلب علي سيرته انتماؤه للدولة العبرية الجديدة إسرائيل بعدما قتل والديه بمعسكران النازي, وانخراطه في الجيش الامريكي اثناء الحرب العالمية الثانية كمترجما للصور الاستطلاعية.. ولكنها تنظر للخدمات الجليلة التي قدمها للمدينة الصغيرة التي وجدت نفسها فجأة فريسة لعدوان غادر شنته قوي الاستعمار الكبري انجلترا وفرنسا وصنيعتهما إسرائيل, وراحت ضحيه لمجازره ونيرانه التي أبادت الآلاف وأحرقت المناطق الخشبية لحي المناخ بالكامل وهدمت حي العرب علي رءوس من فيه من الأهالي ولولا عيون سيمور وكاميرته التي لا تعرف إلا الحق والدفاع عن الإنسانية حتي لو خالفت ميوله وانتماءاته ما عرف العالم بفظائع مدعي الإنسانية وحقوق الإنسان بمنتصف الخمسينات. وتعد مجموعة صور ديفيد سيمور عن بورسعيد إبان حرب56 هي الأروع والأشهر في تاريخ حرب السويس بالكامل وقد دفع حياته ثمنا لها, حيث لقي مصرعه يوم11 نوفمبر عندما تعرضت السيارة التي كان يستقلها وزميله المصور الفرنسي جان روي لإطلاق نيران كثيف جنوب بورسعيد وجري تسليم جثتيهما يوم14 نوفمبر1956 وسط مراسم عسكرية أقيمت ببورفؤاد بحضور جميع المراسلين الموجودين في بورسعيد حينذاك. ورغم مرور58 عاما بالتمام والكمال علي مصرع سيمور مازالت الشكوك بشأن واقعة مصرعه قائمة.. حيث تؤكد المواقع الغربية والصفحات المتخصصة علي انتهاء حياته علي يد المصريين جنوب بورسعيد ويشكك البقية الباقية من أبطال حرب56 في الرواية الغربية ويؤكدون ان المستفيدين من قتله بعدما فضح الاحتلال وبشاعته في قتل المدنيين وتدمير المدينة, وتداولت وكالات الأنباء العالمية انتاجه من الصور الرهيبة للحرب علي بورسعيد هم الإنجليز والفرنسيون والإسرائيلون أنفسهم. ويقول المصور البورسعيدي وليد منتصر إن ديفيد سيمور وشهرته تشيم مصور صحفي وثائقي يرقي لدرجة فنان بولندي الأصل يهودي الديانة هاجر إلي أمريكا بعد عمله بالتصوير وتجنس بجنسيتها وهو واحد من أكثر المصورين شهرة في تاريخ التصوير الفوتوغرافي بصوره التاريخية والإنسانية وهو واحد من3 مصورين أسسوا أكبر وكالة تصوير صحفي بالعالم وهي وكالة ماجنم, وقد قتل والداه علي يد النازي عام.1942 ويضيف حضر ديفيد سيمور إلي بورسعيد قادما من قبرص في ذروة الأزمة يوم7 نوفمبر1956 أثناء العدوان الثلاثي عليها وقام بعمله الصحفي وصور معاناة الشعب في بورسعيد وما نالها من دمار كبير وبالرغم من كونه يهودي الديانة لم يمنعه هذا عن تناول القضية من الجانب الإنساني لتكون صورة داعمة للموقف المصري أو بالأحري الموقف الإنساني في بورسعيد. في يوم10 نوفمبر استقل ديفيد سيمور سيارة جيب مع زميله الصحفي الفرنسي جان روي واتجها جنوب بورسعيد ليصورا مراسم لتبادل للأسري ولكن سيارتهما تعرضت لإطلاق نار كثيف أدي لمقتلهما علي الفور لتنتهي أقصر مهمة تصوير إنسانيه في تاريخ الحروب بالعالم والتي لم تستغرق4 أيام ولكن إنتاجها سيبقي في ذاكرة التاريخ دليلا علي أهوال وفظائع الحرب الأخيره للقوي الاستعمارية الكبري قبل أن تحال للتقاعد ودليلا علي سمو ورقي مهنة التصوير عين العالم علي الحقيقة بعيدا عن خداع الحروف والكلمات.