ليس غريباً أن تحتضن سلطنة عمان المعروفة- بتنوعها السياحى النادر- المؤتمر الدولى السابع للسياحة، الذى نظمته كلية الآداب جامعة السلطان قابوس قبل أيام، بمشاركة 100 عالم وباحث من تخصصات علمية مختلفة، ينتمون ل 23 دولة قدموا 100 ورقة علمية. المشهد الأكثر حضوراً فى المؤتمر، تسابق التخصصات العلمية المختلفة الطبية الصحية، الهندسية والمعلوماتية ،الجغرافية والاقتصادية والبيئية، واللغوية والإعلامية نحو طرح رؤى علمية عميقة لتحقيق التنمية المستدامة فى السياحة عامة وفى السلطنة تحديداً. د جلال محمد حمزة رئيس قسم السياحة بكلية الآداب جامعة السلطان قابوس أكد لشبكة SCIDEV.NeT "أن الرؤى والنماذج العلمية المطروحة التى تستعرض تجارب من إسبانيا والبرتغال وإيران وتركيا وغيرها، فى إطار بحوث مشتركة مع باحثين من سلطنة عمان، تعكس قيمة المقاصد والمرافق السياحية فى السلطنة الناهضة وبمعدلات نمو ملحوظة، وبشكل يجسد أهمية القطاع السياحى فى اقتصاد البلد، وفى تحقيق التنمية المستدامة التى هى جزء أصيل من التنمية الشاملة، المرتكزة على أسس ومناهج وخبرات علمية عالمية وعربية". لنظم المعلومات الجغرافية دورها فى تحقيق تنمية سياحية مستدامة، بحسب الدكتور لطفى عزاز مدير برنامج البحوث الاستراتيجية للمرصد الاجتماعى بمجلس البحث العلمى فى سلطنة عمان، الذى قال لشبكة SCIDEV.Net :نظم المعلومات الجغرافية مصممة آلياً عبر الحاسب لرصد وتتبع وتحليل وتخزين ومعالجة وإدارة وعرض كل البيانات المساحية فى مجالات عدة، منها التخطيط العمرانى والتنمية والزراعة والسياسة والتعليم والرعاية الصحية وإدارة الموارد الطبيعية والهندسة المنية والدارسات البيئة مجتمعة. وبالإمكان توظيفها كقاعدة بيانات للمقاصد السياحية، والاستفادة من تكنيكاتها التحليلية المساحية، كما يمكن توظيف نظم المعلومات الجغرافية أداة لتقويم التخطيط والتنمية السياحية، وبدمجها مع معلومات الشبكة العنكبوتية يمكن تحسين التخطيط السياحى الرامى إلى التحول نحو سياحة مستدامة. كانت المحميات الطبيعية حاضرة بقوة فى المؤتمر بإجماع على إنها عرضة للانقراض جراء الإهمال البشري. الدكتور ضارى ناصر العجمى الأستاذ بجامعة السلطان قابوس قال لشبكة SCIDEV.NET : تعتبر المحميات الطبيعية والحدائق الوطنية التى تزخر بها سلطنة عمان من العوامل المهمة للجذب السياحي، فالمحميات البرية كالغابات وما تحويه من نباتات وحيوانات وطيور أو كالصحراء بما تحويه من حيوانات وزواحف وحشرات أو كالجبال بما تحويه من ترسيبات وطبقات صخرية نادرة تكونت فى أحقاب متعددة من تاريخ الأرض. أما بينما تذخر المحميات البحرية من بحار وخلجان وشواطئ وشعب مرجانية وحيوانات ونباتات بحرية، ومن محميات السلطنة محمية جزر الديمانيات بموقعها المتميز وخصائصها المناخية، وما تحويه من موارد فيزيائية متمثلة فى الطبيعية الجيولوجية المتميزة لأرضها ومواردها الحيوية وتنوع الكائنات الحية فيها، ما جعلها بيئة جاذبة للسياح وبتضافر الجهود يمكن تعظيم الاستفادة منها علمياً وبيئياً فى مكونات البيئة والتنوع الحيوى فى السلطنة. الدكتور كمال حماد مستشار رئيس الجامعة اللبنانية للتعاون والتنسيق الاكاديمى مع الجامعات العربية قال لشبكة SCIDEV.NET: التنمية المستدامة، هى الضابط الرئيس للسياسات الاقتصادية التى وصلت إليها العولمة، فى تعاملها مع البيئة والثروات الطبيعيّة على نحو بدأ يهدد شعور الإنسان بالأمان والاستقرار، بعدما كان يعتقد أن الأرض هى مصدر للثروات لا ينضب، وطاقة للتجديد الطبيعى غير المحدود، لذا لابد من النظر نظرة متكاملة لاستدامة السياحة والتخطيط الاستراتيجى فيها بشكل يربط بين الأمن الإنسانى والتنمية الشاملة. المقاصد السياحية بالسلطنة عديدة وسبل تنميتها تتنوع بين التوسع فى الاستفادة بخبرات وتجارب الدول ذات الثقل السياحى عالمياً، وتطبيق النظم العلمية المتكاملة فى إدارة وتخطيط وتسويق وصون وحماية المنتج السياحى العماني، فقط ما علينا إلا أن نتحرك.