لكل عام منذ بدء الخليقة حدث, أو شخص, أو لون يفرض نفسه علي العام, ويطبعه بشخصيته, بحيث يصبح شخصية العام, التي تميزه عن غيره من الأعوام, وسألت مجلة التايم الأمريكية قراءها عن شخصية العام, فاختاروا الاسترالي جوليان أسانج مؤسس موقع ويكليكس المتخصص في تسريب الوثائق السرية الأمريكية ونشرها علي الانترنت. لكنها اختارت مارك إليوت زوكربيرج مؤسس أشهر شبكة للتواصل الاجتماعي علي الانترنت' فيس بوك', وقالت إن سبب اختيارها له هو أنه نجح في ربط أكثر من نصف مليار شخص حول العالم, ووضع خريطة للعلاقات الاجتماعية بينهم, ولخلقه نظاما جديدا لتبادل المعلومات, ولتغيير حياتنا التي عشناها من قبل. وجاءت حركة حزب الشاي اليمنية الأمريكية في المركز الثاني خاصة بعد الجدل الكبير الذي أثارته في انتخابات التجديد النصفي لمجلسي الكونجرس في الولاياتالمتحدة, بينما وضعت المجلة أسانج في المركز الثالث, والرئيس الأفغاني حامد كرزاي في المركز الرابع, وعمال المناجم الشيليين, الذين ظلوا محتجزين لمدة شهرين تحت الأرض, في المركز الخامس. ويبدو أن التايم لم تستسلم لاختيارات القراء, وقررت اختيار شخصية العام استنادا إلي آليات وطنية أكثر منها مهنية, فأسانج هو أكثر مواطن في العالم تسبب في حرج للولايات المتحدةالأمريكية بسبب ملايين الوثائق التي يضعها بشكل يومي علي الانترنت, جعلت الإدارة الأمريكية تشعر بالحرج أمام حلفائها وأصدقائها في جميع أنحاء العالم, خاصة وأن المكاتبات السرية للخارجية الأمريكية المنشورة علي موقع ويكليكس أدت فعلا إلي إحراج الكثير من السياسيين في مختلف قارات العالم. وبينما تجاهلت التايم عن عمد جوليان أسانج ولم تختره شخصية العام رغم أنه يستحقها حسب اختيارات قراء المجلة الأمريكية العريقة, والعديد من وسائل الإعلام في العالم, فإن الوضع في مصر يبدو مختلفا كثيرا. صحيح أن موقع ويكليكس وصاحبه يحظيان بشهرة في مصر, لكنها لم تتحول إلي شعبية طاغية تجعل المصريين يختارونه شخصية العام, وفي الحقيقة نحن في مصر مغرقون في المحلية أكثر من اهتمامنا بالشئون العربية والدولية, أو ما يدور حولنا في جميع أنحاء العالم. قد نتابع ما يحدث, لكنها متابعة سريعة, لقطات وشظرات ولمحات متفرقة من نشرات الأخبار في المنازل, أو عبر راديو السيارة, أما إذا سألت المصريين من هو شخصية2010 فربما تتعدد الاختيارات. قد يختار البعض أبو الليف شخصية العام بسب شكله وكلمات أغانيه, وقد يختار أخرون عمرو دياب او تامر حسني أو محمد منير, وقد يري بعض المهتمين بالسياسة أن انتخابات مجلس الشعب هي أبرز أحداث العام ومن ثم يصبح البرلمان الجديد هو البطل, وإن كان بعض الوفديين سيراهنون علي حكومة الظل, بينما يري النواب المستقلون الذين فشلوا ان مجلسهم الموازي الذي التأم ليوم واحد علي الرصيف هو بطل العام. لكن أغلب المصريين سيختارون الطماطم بلا شك, فقد وصلت أسعارها خلال العام إلي أرقام فلكية, وقفزت من جنيهين للكيلو إلي12 جنيها, وهو ما أثر علي مائدة معظم المصريين وميزانيات أغلب البيوت. وبما اننا مشغولون بلقمة العيش, ومحاولة تدبير الحياة, والاقتصاد في المصروفات اليومية, فقد شكلت أسعار الطماطم أزمة مستفحلة, واستغرقت أكثر من شهر لحلها, وشهد المواطنون مشهدا قد لا يتكرر كثيرا, حيث نزل بعض المحافظين إلي الشوارع, ووقفوا أمام أقفاص الطماطم وهم ينادون' باثنين ونص وتعالي بص'!2010 في العالم هو عام جوليان أسانج وموقعه ويكليكس, لكنه في مصر كان أشد جنونا: إنه عام الطماطم.. عام مجنون مثل' الأوطة'!