رغم أن المنوفية من المحافظات الزراعية في المقام الأول لجودة أراضيها وخصوبتها إلا أنه مع مرور الأيام تحولت إلي أراضي بور بسبب انتشار المصارف بها وتهالك شبكات الصرف المغطي فضلا عن عدم وصول المياه إلي نهايات الترع وندرتها في جميع الترع معظم الأوقات مما اضطر آلاف الفلاحين إلي الري من المصارف المحملة بالسموم وأخطرها الرهاوي و الخضراوية بقويسنا والتي تقوم معظم المصانع بصرف مخلفاتها الصناعية فيهما مما أدي إلي تدهور50% من الأراضي الزراعية بالمحافظة. يقول محمد الجمل مهندس زراعي من مركز أشمون: إن مصرف الرهاوي يبدأ من القرية التي تحمل ذات الاسم بالجيزة ويمتد021 كيلو مترا يمر خلالها بقري مركز أشمون وصولا إلي منوف حاملا معه20 مليون متر مكعب يوميآ من مياه الصرف الصحي و الصناعي تروي آلاف الأفدنة بالسموم والعناصر المعدنية الثقيلة التي تؤدي إلي هلاك الزرع والضرع مما يهدد بكارثة إنسانية. ويضيف عبد اللطيف علي موظف من منوف أن مصرف الرهاوي يمثل كارثة إنسانية بكل المقاييس لأنه السبب المباشر في تلوث فرع رشيد بمياه الصرف القادمة من الجيزة مما أدي إلي هلاك الأرض وإنتاج محاصيل سامة للإنسان.. وأكد سامي الفيشاوي مزارع أن مصرف الرهاوي أدي إلي بوار03 ألف فدان من أجود الأراضي الصالحة للزراعة وأصاب آلاف المواطنين بأمراض الفشل الكلوي والالتهابات الكبدية وغيرها من الأمراض المزمنة التي تقتل الإنسان ببطء. وأضاف حسين سلامة صياد انضم مئات الصيادين إلي طابور العاطلين نتيجة نفوق الأسماك بفرع رشيد من سموم مصرف الرهاوي التي تصب في فرع النيل.. مشيرا إلي أن وزارة البيئة أرسلت73 جنيها تعويضا لكل صياد وهذا المبلغ لا يكفي إطعام أسرة فول وطعمية لمدة يومين أو ثلاثة وتساءل أين تعويضات المصابين بالأمراض المزمنة نتيجة هذا المصرف القاتل؟!. و يقول عبد الإله عبد العظيم من قرية شمنديل بقويسنا: إن أكثر من150 مصنعآ بمنطقة قويسنا الصناعية يلقون بمخلفاتهم في ترعة الخضراوية التي تمر بحوالي25 قرية بمركز قويسنا وتروي آلاف الأفدنة بسموم قاتلة تنتقل عبر المحاصيل إلي المواطنين.. وأوضح الدكتور عاطف أبو العزم نائب رئيس جامعة المنوفية لشئون البيئة أن هناك دراسة للدكتورة منال فتحي طنطاوي أستاذ علوم الأراضي كشفت ارتفاع محتوي مصرف الخضراوية من الأملاح الكلية الذائبة مما يسبب أضرارا للنباتات التي تروي بها فضلا عن ارتفاع محتوي المواد الصلبة المعلقة و العناصر الثقيلة مثل النيكل والكوبلت والكادميوم والرصاص عن الحدود المسموح بها عالميا ووجدت الدراسة أيضا ارتفاع محتوي العناصر الثقيلة في عينات التربة عن الحدود المسموح بها مما يمثل خطورة بالغة علي الأرض والمحاصيل المنتجة منها..ومن ثم علي الإنسان وأكد محمود عادل مزارع أن أراضي قري بجيرم ودمهوج وميت برة وبني غريان وكفر بني غريان وبرة العجوزةوشبرابخوم ومنشأة أبو ذكري ومنشأة دملو وأجهور الرمل تعتمد في الري علي مياه ترعة الخضراوية السامة مما أدي إلي بوار10 آلاف فدان وانخفاض إنتاجية باقي الأراضي بنسبة05%.. وقال الدكتور أيمن حافظ أستاذ البساتين بزراعة المنوفية: إن الطماطم والبسلة والباذنجان والفول والقمح والذرة والبرتقال وغيرها من المحاصيل والخضروات المنتجة من الري بواسطة مياه ترعة الخضراوية ليست طعاما غذائيا ولكنها سموما قاتلة تسبب السرطان والفشل الكلوي والجلطات.. وأكد فتحي عبد العال من قرية كفور الرمل الملاصقة للمنطقة الصناعية بقويسنا أن مصانع الورق والبلاط والسيراميك والغراء والجلود تصرف المياه غير المعالجة علي مصرف الخضراوية مباشرة دون معالجة مشيرا إلي أن مياه الصرف الناتجة من مصانع الجلود تحمل معها عنصر الزئبق السام مما أدي إلي إصابة المئات من أبناء القرية والقري المجاورة بالأمراض الخطيرة علاوة علي موافقة هيئة الثروة السمكية علي إنشاء021 مزرعة سمكية علي طول الخضراوية مما يمثل كارثة تهدد أكثر من002 الف مواطن بالإصابة بالأمراض نتيجة تغذيتهم علي تلك الأسماك المحملة بالعناصر والمواد السامة.. وقال محمد حواش بالمعاش إن عملية إحلال وتجديد شبكات الصرف المغطي التي بدأت من مارس2013 لمساحة105 آلاف فدان بتكلفة513 مليون جنيه أصبحت تمثل إهدارا للمال العام نتيجة لسوء التنفيذ وتستهدف خراب وبوار الأرض وليس تحسين خواص التربة فضلا عن زيادة الملوحة وليس الحد منها وقلة المحصول وليس زيادة الإنتاج الزراعي مؤكدا إن تنفيذ شبكات الصرف المغطي الجديدة يتم بطرق مخالفة للمواصفات والمقاييس الفنية خاصة عدم لحام الوصلات جيدا واختفاء بطانة الزلط وغطاء الرمل اللذين يحيطان خطوط المواسير علي امتدادها ويتم الردم بالطين مما يتسبب في انسداد الخطوط بعد أيام قليلة.. وأكد فوزي فاضل نقيب الفلاحين بالمنوفية أنه قام برفع مذكرة للنقابة العامة للفلاحين لتقديمها إلي رئيس الجمهورية يطالب فيها بوقف إلقاء مياه الصرف الصحي والصناعي بمصرف الرهاوي علي أن يتم حفر ترعة بالظهير الصحراوي بالجيزة بديلا عن هذا المصرف السام مشيرا إلي أنه قدم مذكرة للدكتور أحمد شيرين فوزي محافظ المنوفية طالبه خلالها بسرعة إنهاء مشروع الصرف الصناعي بمنطقة قويسنا الصناعية ووضع ترعة الخضراوية تحت الرقابة المستمرة لمنع سيارات الكسح من إلقاء مخلفاتها بالترعة و إغلاق مواسير الصرف الصناعي المفتوحة عليها وعدم السماح للمصانع بإلقاء مخلفاتها بها إلا بعد إجراء معالجة كاملة لمياه الصرف. ومن جانبه أكد اللواء أسامة فرج السكرتير العام لمحافظة المنوفية انه سيتم اتخاذ إجراءات حازمة لمنع إلقاء المخلفات بالمصارف وتوقيع غرامات كبيرة علي المخالفين مشيرا إلي أن افتتاح محطة الصرف الصحي والصناعي العملاقة بقويسنا نهاية الشهر سوف يقضي علي مشاكل مصرف الخضراويةنهائيا.