بعد شهرين من تذبذب سعر سهم الشركة العربية للاستثمارات والتنمية, بناء علي أخبار صفقة عمر أفندي, انخفض سهم الشركة أمس انخفاضا طفيفا بنسبة0.96%, بعد إعلان الشركة تراجعها عن شراء نسبة85% من أسهم شركة عمر أفندي وذلك في بيان رسمي أرسلته إلي إدارة البورصة تؤكد فيه أن النتائج التي انتهت إليها تقارير اللجان المكلفة بالفحص النافي للجهالة لتلك الصفقة غير مرضية تماما, وبالتالي فإن مجلس إدارة الشركة قد وافق بالإجماع علي توصية لجنة المراجعة الداخلية بعدم الاستمرار في تلك الصفقة. وأكد خبراء سوق المال أن تراجع الشركة العربية للاستثمارات والتنمية عن تلك الصفقة يعد قرارا صائبا ويصب في مصلحة الشركة وأدائها المالي, خاصة بعدما أثبتت التقارير أن تلك الصفقة قد تمثل عبئا وضغوطا مادية علي الشركة. يقول محسن عادل خبير أوراق مالية إن تراجع الشركة العربية للاستثمارات عن شراء أسهم عمر أفندي يعتبر خطوة إيجابية لمصلحة الشركة, خاصة أن صفقة عمر أفندي كانت في ضوء ما تم الكشف عنه في الفحص النافي للجهالة ستؤدي إلي ضغوط مالية قوية علي الشركة العربية للاستثمارات, حيث إنها كانت ستلتزم بضخ استثمارات كبري لإعادة هيكلة عمر أفندي وتطويره, بالإضافة إلي سداد الالتزامات البنكية والحكومية إلي جانب مستحقات العاملين والجهات السيادية, خاصة بعد المطالبات الضريبية ومطالبة التأمينات الاجتماعية الأخيرة البالغة قيمتها نحو100 مليون جنيه. وأضاف أن شركة عمر أفندي تعاني من تعثر داخلي شديد يستلزم توفير خبرات متخصصة في مجال التجزئة المصرفية تستطيع إعادة صياغة الأوضاع الداخلية وإنقاذها من عثرتها, خاصة أن الأمر بعد الفحص النافي للجهالة قد كشف عن مشكلات في إدارة المخزون, وفشل استراتيجية إعادة هيكلة العمالة, بالإضافة إلي المنافسة السوقية الشديدة للشركة, ووجود ضغوط تمويلية ومالية وقانونية, هذا إلي جانب وجود ضعف واضح للإدارة الداخلية بما لا يتوافق مع القدرات الكامنة لأصول الشركة, بالإضافة إلي المشكلات العمالية. وتوقع عادل أن تقوم الشركة العربية للاستثمارات خلال الأسابيع المقبلة بمحاولة الحصول علي استثمار مماثل لعمر أفندي, خاصة أن توجهها لقطاع التجزئة بالسوق المصرية أصبح واضحا. ويقول سيد عويضي محلل فني بإحدي شركات تداول الأوراق المالية إنه مع ظهور أنباء صفقة شراء عمر أفندي في نهايات شهر أكتوبر الماضي, وبالتحديد في جلسة28 أكتوبر, صعد السهم من مستوي93 قرشا ليغلق في نهاية الجلسة عند مستوي1.03, وبالكاد وصل إلي مستوي1.05 في الجلسة التالية, وعاود الهبوط مرة أخري, مما يعني أن نظر المتداولين والمحللين للصفقة لم يكن إيجابيا, مما انعكس علي أداء السهم, ولم يستطع السهم إنهاء الحركة العرضية التي يتحرك من خلالها. وأضاف أنه مع أنباء فشل الصفقة التي بدأت في الظهور منذ بداية هذا الأسبوع هبط السهم مرة أخري, لكنه في حدود الهبوط الطبيعي, فقد أغلق في جلسة أمس عند مستوي95 قرشا بعدما سجل في بداية الجلسة مستوي98 قرشا, ويتوقع عويضي أن يصل السهم إلي مستوي الدعم الرئيسي له عند93 قرشا, وربما يجد من عنده المشتري قصير الأجل الذي يستهدف به في المدي القصير مستوي1.05 قرش, مما يعني أن تأثير الصفقة في الحالتين كان محدودا, سواء في حال الإعلان عنها, والآن في حال فشلها. وأوضح أن السهم مازال يتحرك في اتجاه عرضي علي المدي القصير, وهابط علي المدي المتوسط, وقد يتغير الاتجاه العرضي القصير الأجل في حال إغلاق السهم فوق مستوي1.05 و1.10, مشيرا إلي أن نقطة إيقاف الخسائر للمشتري قصير الأجل في السهم تقع في منطقة الإغلاق أسفل مستوي93 قرشا. تجدر الإشارة إلي أن الشركة العربية للاستثمارات والتنمية القابضة للاستثمارات قررت في30 أكتوبر الماضي شراء85% من أسهم شركة عمر أفندي بقيمة320 مليون جنيه, ووقعت عقد مع المستثمر السعودي جمال القنبيط المالك لحصة85% من شركة عمر أفندي لشراء كامل حصته في شركة عمر أفندي ويبقي باقي الحصص ملكا للشركة القومية للتشييد10%, والبنك الدولي5% حسب العقود التي أبرمت عند خصخصة عمر أفندي علي أن تقوم الشركة العربية فورا بالبدء في المعاينة النافية للجهالة لمدة8 أسابيع كحد أقصي تقوم بعدها بدفع ثمن الأسهم المباعة من الجانب السعودي.