الثانوية العامة شرط أساسي وليس شرطا كافيا, ذلك أن معظم جامعات العالم تشترط أساسا الحصول علي شهادة إتمام الدراسة الثانوية أو ما يعادلها, وغالبا ما يضاف لذلك بعض الشروط والمتطلبات الأخري التي قد تختلف من بلد لآخر ومن جامعة لأخري في ذات البلد, بل من كلية لأخري في ذات الجامعة, ومن أمثلة ذلك أن أهم المتطلبات هي شهادة الثانوية العامةGCE ثم تتبع الكليات أساليب عديدة للمفاضلة بين الطلاب مثل: المقابلة الشخصية, أو امتحان القبول, أو امتحان قدرات, أو امتحان مسابقة, أو تقرير عن الطالب خلال دراسته بالمدارس الثانوية, أو التعرف علي معلومات الطالب عن مهنته التي ستؤهله الكلية لممارستها, أو مراعاة شخصية الطالب من حيث أسباب اختياره الكلية المتقدم إليها وقدرته علي التفكير المستقل ولديه مستوي مناسب من النضج الفكري. إن هناك نظما أخري مثل إجراء امتحان دولة مرة كل عام( معادلا لامتحان الثانوية العامة) يشترط ألا يقل سن المتقدم له عن18 عاما, ويجوز لمن تجاوز السن(2520 عاما) أن يتقدم. وهذا النظام يعطي فرصة أكبر للمتقدمين, حيث لا يقتصر القبول علي الحاصلين علي شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة في ذات العام كما هو متبع في مصر, ونظرا لأن هناك كليات معينة مثل الكليات الطبية تحتاج إلي دراسات تأهيلية كما كان في مصر من قبل( السنة الإعدادية), وتنظم بعض الجامعات دراسة بعد الثانوية العامة لمن يرغب في التقدم للالتحاق بتلك الكليات شرط نجاح الطالب في المقرر الذي حددته الجامعة. كما أن هناك نظام الدراسة البينية والقبول علي مرحلتين: المرحلة الأولي, ومدة الدراسة بها سنتان ويقبل بها الحاصلون علي الثانوية العامة طبقا لمجموع درجاتهم والمواد المؤهلة ويحصل الخريج علي دبلوم في العلوم الطبية الأساسية يؤهله للالتحاق بعمل ما إذا لم يتمكن من الالتحاق بكلية الطب, والمرحلة الثانوية يقبل بها الحاصلون علي دبلوم العلوم الأساسية تبعا لشروط معينة تضعها الكلية وهذه هية الكليات التي تمنح درجة البكالوريوس. إن رؤية مستقبلية لسياسة القبول بالجامعات تتطلب(1) إعادة النظر في نظام قبول الطلاب, مما يسهم في تطوير التعليم الجامعي;(2) إ عادة النظر في إعداد خريج التعليم قبل الجامعي, حيث تعد هذه المرحلة إحدي رواتب مدخلات العملية التعليمية بالتعليم الجامعي;(3) كما يتطلب تطوير أهداف التعليم الجامعي, حيث يتم الاهتمام بإعداد خريج تتوافر فيه بعض المعطيات مثل الاهتمام بممارسة التفكير العلمي, والقدرة علي مواجهة بعض المشكلات وإيجاد حلول لها, والتزود بالثقافة القومية والإقليمية, والاهتمام بترسيخ الهوية الإقليمية لديه, وترسيخ المواطنة لدي الطالب الجامعي, وممارسة التفكير النقاد الذي يهدف إلي الإصلاح والتطوير;(4) تطوير برنامج إعداد الخريج الذي يتضمن الاهتمام بتكوين خريج متفتح العقل ومفكر ومبدع, يتمتع بترسيخ المواطنة والهوية القومية والإقليمية. ما يتبقي هو تحقيق نظام عادل لانتقاء الطلاب وتصنيفهم وهو ما يحتاج إلي إنشاء هيئة مختصة بالتوجيه التعليمي, والانتقاء والتصنيف, وقد تكون علي المستوي القومي أو علي مستوي كل جامعة تكون من مهامها الأساسية:(1) وضع استراتيجية وطنية لاختيار الطلاب في مستوي التعليم الجامعي في ضوء الحاجة الفعلية المستقبلية لهذه التخصصات;(2) إجراء البحوث العلمية والمسوح الميدانية لتحديد أدوات اختيار الطلاب وتصنيفهم في تخصصات مختلفة;(3) استخدام التكنولوجيا في عمليات الرصد والمتابعة للنتائج من خلال قاعدة بيانات;(4) استخدام هذه الأدوات في عملية الانتقاء والتصنيف الجامعي بعد الوثوق من نتائجها الفعلية واستخراج المعايير لتتلاءم والتخصصات المختلفة. إن قبول الطلاب في مرحلة التعليم الجامعي يتطلب الأخذ بما يلي:(1) الإبقاء علي نظام القبول من خلال مكتب التنسيق لكونه مسئولا عن تنسيق وتنظيم القبول منفذا ما توصي به لجان القطاعات المختلفة من خلال إجازته من المجلس الأعلي للجامعات;(2) إلغاء شرط الحصول علي الثانوية العامة سنة التقدم للجامعة, والتوصية بعدم فقد صلاحية الشهادة لمدة خمس سنوات;(3) تفعيل دور المستوي الرفيع الذي يختاره الطالب بإرادته; حيث تلعب الميول والاتجاهات نحو دراسة جامعية ترتبط بهدف الاختيار دورا فاعلا, علي أن يشترط أن تقوم وزارة التربية والتعليم والقطاع الجامعي المسئول وضع محتوي هذه المادة ووضع امتحانها وتصحيحه;(4) استيفاء الشروط التي قد تتطلبها جامعة معينة أو كلية معينة أو تخصص معين. والخلاصة; تتمثل في استمرار مكتب التنسيق للقبول بالجامعات كآلية للتوزيع علي مؤسسات التعليم العالي بناء علي رغباتهم ووفقا لمجموع اعتباري يتكون من نسبة من نتيجة امتحان المرحلة الثانوية العامة80%, ونسبة من نتيجة اختبار قياس القدرات والمهارات( اختبار القبول بالجامعات)(20%) وذلك ضمانا لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرصة وشمولية العوامل المؤثرة في نتيجة القبول. وبذلك يفقد المجموع الكلي لامتحان الثانوية العامة جزءا من هيبته, ويأخذ القبول بالجامعات دورا في حسم الموقف للالتحاق بالجامعة.