قبل دقائق من كتابة هذا العمود, عرفت أن الصحفي القدير الأستاذ سعيد عبدالخالق, أدركته حالة من الإرهاق الشديد, وهو يمسك بالقلم, ويعيد قراءة بروفات الطبعة الثانية من الصحيفة مساء الاثنين, حيث أسعفه الزملاء ونقلوه الي المستشفي, ليعلموا أن الإرهاق ضغط علي قلب الرجل حتي أجهده وهو في محراب العمل.. سعيد عبدالخالق, من الرواد المؤسسين للصحافة الحزبية, منذ عرفنا تعدد الأحزاب في منتصف السبعينيات, بدأ حياته الصحفية في جريدة الجمهورية, ومنها انتقل الي تأسيس صحيفة الأحرار مع أستاذنا صلاح قبضايا, ثم شاءت له الأقدار أن يكون الي جانب الصحفي العظيم مصطفي شردي في تأسيس صحيفة الوفد عام1980 ومعهما الراحل العظيم جمال بدوي وعباس الطرابيلي, هؤلاء الأربعة كانوا أول من تلقينا عنهم الدروس العملية في ممارسة الصحافة, في وقت كانت صحيفة الوفد تنطلق كأنها الصاروخ وكان المحرر في الوفد يتم تعيينه بمرتب ثلاثة أضعاف المحرر في الصحف القومية. سعيد عبدالخالق, أستاذ, معلم, صديق, جدع, شهم, يصادق ويصاحب تلاميذه, ويعترف بالتطور, ويقبل سنة الحياة, يفرح بنجاح الزميل, يسعده أن يكبر أبناؤه أمام عينيه, يجود لك بخبراته ومعارفه ومصادره, لا يبخل بشيء, تجده اليوم كما كان بالأمس, متواضعا, لا يتقلب, لايدركه الغرور, لا ينسي نفسه, لايصدق أكذوبة الكرسي, ولايسكر بكأس السلطة, ولاتستعبده نشوة رئاسة التحرير, سعادته في كونه محررا ومخبرا صحفيا, يولد كل جديد, يري نجاحه في أن يكون مجرد محرر في بلاط صاحبة الجلالة, لا يتحول الي قالب محشور داخل بدل أنيقة وكرافتة تخنق العنق. يا خال سعيد, صباح الفل, أرجو أن تكون كفارة, وعكة طارئةو أهديك هذه الكلمات, لتقرأها مع صحافة الصباح التي تبدأ بها يومك... شفاء عاجل, وعودة سريعة, الي أحبابك وأصدقائك في الوفد وخارجها....