كنت في طريقي صباح يوم الاثنين الموافق 22 نوفمبر الماضي الي عملي كالمعتاد.. وفي الطريق تلقيت مكالمة تليفونية من والدي يستغيث بي "الحقني يابني" انا بموت في الشارع.. أنت فين يابابا.. قال انا امام البنك الاهلي في شارع عبدالخالق ثروت ونظرا لبعد المسافة وتعذر وصولي بسرعة بسبب الفوضي المرورية الذي يعيشها الشارع فقررت الاستعانة بالاسعاف وطلبت من متلقي الاتصال ضرورة انتقال سيارة مجهزة لرعاية القلب لان والدي مريض قلب منذ الستينيات والشهادة لله وصلت سيارة الاسعاف بسرعة ونقلت والدي الي مستشفي المنيرة بالمبتديان وعند وصولي وجدت الاطباء حوله ومركبين له محاليل وسألت الطبيب عن حالته.. فقال تعرض والدك لهبوط حاد في الدورة الدموية بسبب الاجهاد.. فقلت له ولماذا لايستطيع التنفس بشكل طبيعي ولماذا يشكو من آلام شديدة بالكتف فقرر عمل رسم قلب لوالدي.. وقال بعدها والدك تمام والقلب سليم تماما وعندما شاهده لايستطيع التنفس قال للممرضة وصلي له الاكسجين وبعدها عمل رسم قلب للمرة الثانية وقرر ان والدي تمام الموضوع شوية هبوط واجهاد وبس!! ثم قال يمكن ان نحجزه يومين للاطمئنان عليه فقلت له بس أنا شايف الامكانيات ضعيفة جدا هل تتطلب الحالة نقله باستخدام سيارة الاسعاف لمستشفي آخر أم لا.. قال لا ليس ضروري اسعاف يمكنك أخذه معك في سيارتك!! وبالفعل اخذت والدي مسرعا الي مستشفي مصر للطيران وكانت كارثة بسبب الازدحام المروري فقد تعب والدي جدا واحتاج الي الاكسجين.. وعند باب الطوارئ شاهدني الدكتور احمد سليمان وانا مذعور علي والدي وسلمته رسم القلب الذي عمله الأطباء في "مدرسة المنيرة للطب" وطلب من التمريض سرعة نقله لغرفة الرعاية الحرجة وقام بفحصه وخرج بعد 5 دقائق يقول لي الحمد لله انك وصلت في الوقت المناسب والدك مصاب بجلطة في الشريان التاجي وشديدة جدا وبالفعل قرر الدكتور حسام قنديل استاذ امراض القلب اجراء قسطرة وتركيب دعامة في الشريان التاجي وحتي يوم الاحد الموافق 28 نوفمبر الماضي وهو يرقد في قسم رعاية القلب وبعد ثلاثة اسابيع سيتم اجراء قسطرة اخري وتركيب دعامة جديدة في الناحية اليمني. وبعد الاطمئنان علي والدي من الدكتور حازم شهاب رئيس وحدة العناية المركزة طلبت منه مستفسرا هل رسم القلب الذي عمله والدي في مستشفي المنيرة لم يوضح انه مصاب بجلطة فقال بعد مشاهدته الرسم.. الاصابة واضحة وضوح الشمس ومطبوع عليه بالانجليزية ان القلب غير سليم وبه جلطة فقررت كتابة الموضوع من البداية للنهاية ليكون امام الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة ليعاقب المسئول عن تواجد هؤلاء الاطباء في استقبال المرضي والحالات الحرجة كيف وهم لايعرفون قراءة رسم القلب والانجليزية ومعاقبة مدير مديرية الصحة بالقاهرة ومدير المستشفي لانهما المسئولان عن تردي حالة المستشفي بشكل يصعب وصفه وانتشاله من حالة الغيبوبة حتي لايتعرضان رواد هذا المستشفي لاهمال تلاميذ الطب الذين لايستطيعون قراءة رسم قلب والتسيب لدرجة ان الطبيب عندما طالبته بكتابة تقرير بحالة والدي رفض اعطائي تقريرا رسميا وبحث عن ورقة غير رسمية يكتب عليها وصف الحالة!! الدكتور حاتم الجبلي يحاول اصلاح منظومة الصحة اليست هذا المستشفي يبتعد خطوات بسيطة عن الوزارة فما هو الحال بالمستشفيات البعيدة ربنا يستر علي الناس.. في الحقيقة لا اعرف الخطأ في الناس أم في المسئولين. طبعا انا محتفظ برسم القلب الذي فشل تلاميذ مستشفي المنيرة في قراءته!! وفي النهاية أتقدم بخالص الشكر لمرفق اسعاف القاهرة لسرعة انقاذهم والدي والدكتور حسام قنديل والدكتور احمد سليمان والدكتور علي زين العابدين وفريق التمريض بقسم قسطرة القلب بمستشفي مصر للطيران علي رعايتهم لوالدي طوال فترة تواجده بالمستشفي.