يعد مركز علاج الأورام التابع لجامعة المنصورة الثاني علي مستوي الجمهورية في تخصصه بعد معهد أورام القاهرة, وبرغم حصوله علي شهادة الأيزو(9001) وتقديمه لخدمات العلاج بالمجان للمرضي ويخدم5 محافظات مجاورة, فإنه يعاني نقص الاعتمادات اللازمة للانتهاء من إنشاء الدور الحادي عشر الخاص بوحدة زرع النخاع, التي تتكلف10 ملايين جنيه لإنقاذ آلاف الأطفال من الموت وإنهاء معاناتهم مع هذا المرض اللعين. ويؤكد الدكتور أحمد ستيت مدير المركز أن المركز يقدم خدمة متكاملة لتشخيص وعلاج مرضي السرطان حيث يوجد بها أحدث وسائل التشخيص المعملية والأشعة, وكذلك أحدث وسائل العلاج الجراحي والاشعاعي والكيماوي ويدير هذه المراكز ويشرف عليها ويقوم بالعمل بها أعضاء هيئة التدريس من جامعة المنصورة,وكبار استشاريي الأورام ولذلك يقدم المركز خدمة متميزة وعالية الأداء سواء في العنصر البشري أو التقني. ويقول الدكتور عادل دينور كبير جراحي الاورام بجامعة المنصورة إنالمشكلة تكمن في الانتهاء من وحدة زرع النخاع بالدورالحادي عشر, حيث مازالت تلك المشكله قائمة حيث تحتاج الوحدة إلي10 ملايين جنيه ليتم علاج مرضي اللوكيميا. وأضاف دينور: كنا في اشد الحاجة للحصول علي جهاز أشعة(memogram) وتكلفته مليون و300 ألف جنيه, للكشف المبكر عن أورام الثدي كنوع من الوقاية من المرض الخبيث وعلاجه في بداية ظهورهحيث تمكنا من الحصول عليه بعد المعاناة الشديدة للمرضي الذين كانوا يضطرون لتحمل نفقات باهظة للكشف بالمراكز الطبية الخاصة. وأضاف: نحن نعمل في جهة حكومية ولا يوجد مجال للدعاية عن احتياجات المركز لنقص الموارد المالية لكن مما لاشك فيه ان تجهيز الدور الحادي عشر سيكون سببا في شفاء الآلاف من المرضي ووقاية الكثير من مضاعفات المرض, فالدولة توفر للمركز ميزانية سنوية تقدر ب10 ملايين جنيه, بينما المركز يقوم بتوفير علاج للمرضي يصل الي140 مليون جنيه حيثتقوم بعض الجمعيات الخيرية بمساعدتنا علاوة علي الجهود الذاتية لكن الامكانيات ضعفت بعد الثورةنتيجة لتدهور الحالة الاقتصادية. وأشار دينور إلي دور المركز في جراحات تجميل الثدي وعودته بكامل هيئته بعد استئصاله حيث تتم زراعة ثدي مماثل بذات الانسجة الاصلية. وفي الدور العاشر وعلي الرغم من توافر وسائل اللهو والترفيه إلا أن عيون الاطفال الذابلة تعتصر القلوب. فهنا يرقد كريم أشرف من بورسعيد طالب بالإعدادية يعاني ورما في الكبد, وتقول والدته وهي تبكي إن ابنها يتم علاجه منذ أربعة أشهر من عدة اورام بالكبد. بينما تقول والدةحنان مفرح(15 سنة) من إحدي قري مدينة الجمالية: إن ابنتها مصابة باللوكيميا ودخلت المستشفي منذ الاسبوع الماضي وانهم بالفعل يعيشون مأساة, وتضيف: نحن لا نعرف إلي أي مدي سيصل علاجها رغم توفير المستشفي جميع الاحتياجات, ولكننا فقط نريد معرفة حالتها,فقد تزوجت مبكرا وأنجبت طفلا منذ عدة أيام وقامت ادارة المستشفي برعايتها هي وطفلها, ولكن التأمين الصحي لا يقوم بصرف جميع الجرعات المخصصة, كما أن بنك الدم المفترض أن يقوم بصرفأكياس دم وصفائح لنا, ولكن المشكلة أن هناك دائما أزمة فلا يقومبنك الدم بصرف احتياجات المرضي حتي لو قمنا بدفع مقابل مادي, فنحن نعيش حالة من الحزن والرعب علي ابنتنا وطفلها الصغير فقد تشتت شملنا وأقوم أنا وأشقائي بالسفر يوميا من الجماليةللمنصورة وأعيش علي امل علاج ابنتي وشفائها فلماذا لا يقوم الاهالي بحملة لمصلحة المركز بالمنصورة للانتهاء من وحدة زرع النخاع أسوة بمستشفي57357 أو يقوم احد رجال الاعمال بتولي الانشاءاتوآخر يقوم بشراء الاجهزة وتسمية كل قسم باسم من قام باستكماله رحمة بنا وبأطفالنا. ولأن تكلفة علاج مرضي الأورام باهظة ومعظم العلاج يقدم بالمجان فقد تعرضت هذه المستشفيات لمشاكل التمويل وبعضها عجز عن العمل بكامل طاقته وتوفيرالخدمة الطبية المثلي للمرضي. ويضيف الدكتور ناظم شمس الدين مدير المركز السابق أن هذا النموذج الناجح يحتاج لدعم كبير وتضافرالجهود من أجل تشغيله بكامل طاقته فمركز الأورام بالمنصورة المقام علي مساحة2500 متر مربع داخل الحرم الجامعي بمدينة المنصورة ومكون من13 طابقا يضم4 طوابق للعيادات الخارجية واستقبال مرضي اليوم الواحد وتسعة طوابق للأقسام الداخلية والمعامل والعمليات في جميع التخصصات منها أورام الأطفال وطب الأورام وجراحة الأورام والتحاليل الطبية وتحاليل الأنسجة والتحاليل المناعية والتخدير والاشعة وزرع النخاع والصيدلية, مؤكدا أن المأساة التي كان يعيشها مرضي الأورام قبل بناء مركز الأورام كانت كبيرة حيث لم يكن لهم مكان خاص بهم فكان الكشف عليهم وعلاجهم من خلال الأقسام العامة بمستشفي المنصورة العام. وقد تزامن احتياج هؤلاء المرضي الفعلي لإنشاء مركز الأورام مع بدء انشاء سلسلة مراكز طبيه علي مستوي الجمهورية لعلاج مرض السرطان بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة, ومن هنا بدأ اتخاذ خطوات فعلية وجادة لإنشاء المركز من أجل راحة المرضي وتوفير مشقة السفر إلي القاهرة للعلاج. فالمركز بالفعل هو المركز الثاني الجامعي علي مستوي الجمهورية بعد المعهد القومي للأورام ويتميز هذا المعهد بالجانب العلاجي الذي يقدم الخدمات العلاجية لمرضي الأورام والجانب التعليمي لتقديم الدروس الاكلينيكية للطلاب وعقد المؤتمرات العلمية والبحث العلمي والدراسات العليا لطلاب الماجستير والدكتوراه في مجالات طب الأورام وأمراض الدم. ويضيف شمس أن هذا المعهد يخدم نحو40% من سكان الجمهورية ويقدم الخدمات الطبية المتخصصة لمحافظة الدقهليةوالمحافظات المجاورة مثل الشرقية والغربية وكفر الشيخ ودمياط وبورسعيد, بالاضافة إلي أن مركز الأورام بالمنصورة والتابع للجامعة السعة الاجمالية له بعد الانتهاء من المشروع بالكامل يشتمل علي500 سرير ولكن للأسف الشديد تم تشغيل400 سرير فقط حتي الآن, حيث تم افتتاح أربعة طوابق تضم العيادات الخارجية وأقسام علاج اليوم الواحد ووحدة العمليات والصيدلية وذلك في مارس2004 بسعة320 سريرا وثلاث غرف عمليات وغرفة للعناية المركزة والافاقة وفي عام2005 تم افتتاح مبني المركز الداخلي, ويؤكد أن المركز لا يعمل بكامل قوته لضعف الامكانات المادية فقط. حيث كان من المقرر أن يشتمل الدور الحادي عشر هو الدور الخاص بزرع النخاع ويحتوي علي10 أسرة حالات حرجة و15 سريرا متميزا و30 سريرا عاديا موزعة علي غرف عزل وزرع النخاع و9 غرف اقامة مرضي مزدوجة و2 غرفة اقامة مرضي ثلاثية و4 غرف اقامة سداسية و2 اقامة مفردة لم يتم الانتهاء منه حتي الآن, مشيرا إلي أن كل الخدمات المقدمة للمرضي مجانا, فالمركز يقوم بالعلاج المجاني حيث إنه للتأمين الصحي.