مابين قرار المسئولين في نادي الزمالك الذي يطرح بيع ملاعب النادي في ميت عقبة, والتي يحمل أكبرها اسم استاد حلمي زامورا وبين دموع السيدة روكسان ابنته حزنا علي إزالة اسم وتاريخ والدها صاحب الشأن الكبير في مسيرة هذا النادي العتيد تتوه الحقيقة التي لايعرفها إلا من عاصروها وشاهدوها بأعينهم وشاركوا في أحداثها ووفائها, وأزعم انني واحد منهم. حيث كنت من جموع الزملكاويين الذين حملوا الأحجار ووضعوها في موقع بناء مدرجات الاستاد بل أزعم انني كنت مشاركا في جلسات الحوار حول أنجح الطرق التي تتخذ لإتمام بناء القلعة البيضاء إن لم يكن بالرأي فعلي الأقل بالسماع والإنصات, واستعيد الذكريات التي حدثت وقائعها منذ ستين عاما تقريبا.. ذلك أنه عندما تقرر نقل النادي العتيد من موقعه علي شاطئ النيل حيث مسرح البالون حاليا أسقط في يد الجميع من رجال الحرس الزملكاوي زامورا وسعد متولي ومحمد لطيف ومحمود إمام وحسين لبيب وموريس فخري عبدالنور وغيرهم ليس هناك إلا خزينة خاوية وليس هناك موارد مالية فكيف يتم إنشاء مباني الموقع الجديد أنه خصوصا الملعب ومدرجاته التي يحتشد فيها الجمهور في أثناء إقامة المباريات وتفتق الذهن عن ضرورة البحث عن رئيس للنادي يشترط أن يكون مؤثرا ومن أصحاب اليسار ومن رجال الأعمال حتي يساهم بنصيب وافر في عمليات البناء والتشييد, وكان الراحل الكريم الصعيدي الشهم عبداللطيف أبو رجيلة قد بزغ نجمه في تلك الايام من خمسينيات القرن الماضي كواحد من رجال الاعمال الناجحين خاصة عندما سير خطوط نقل الركاب في أنحاء العاصمة, وأحيائها المترامية من خلال أسطول من الأتوبيسات الجديدة الفاخرة, كما انه بني عمارة ضخمة في أهم شوارع القاهرة وهو شارع سليمان باشا جعلها مقرا لشركاته ومكاتبه وأسرع رجال الحرس الزملكاوي إلي الرجل طالبين منه شغل منصب رئيس النادي, وكان الرجل بحكم اقامته الطويلة وبناء امبراطوريته في ايطاليا يعرف مدي قيمة أن يكون رئيسا لناد كبير له شعبيته وجماهيريته مثل نادي الزمالك مقتديا في ذلك برجال الأعمال الذين يرأسون اندية كروية عريقة في ايطاليا وفي غيرها من دول أوروبا فقبل الرجل ماطلبه مسئولو الزمالك وأصبح رئيسا للنادي وعلي الفور بادر في بناء الاستاد الحالي الذي كان يتسع لاكثر من أربعين ألف متفرج, وازعم أن الرجل يرحمه الله دفع من حر ماله تكاليف التشييد وليس هناك من يدعي أن الزمالك كانت له خزينة مليئة بالأموال كما أزعم ان تكاليف المدرجات وانشاء الملعب بلغت نحو40 ألف جنيه وهو رقم خيالي بسعر العملة في تلك السنوات من خمسينيات القرن الماضي, وأقول أيضا ان نفس الأمر اتبع في بناء المقر الاجتماعي للنادي وهو المقر الذي تم هدمه منذ سنوات, هذا المقر الفضل في إنشائه للمولي عز وجل أولا وأخيرا ثم الفضل لكرم وشهامة الفنان الزملكاوي الجميل فريد الأطرش الذي أقام حفلا غنائيا في النادي بزعامته, وكانت حصيلته هي التي اسهمت في عملية اقامة المقر الاجتماعي ثم حدث ماحدث, وتم تأميم ممتلكات وشركات أبو رجيلة فآثر الرجل العودة إلي ايطاليا وحدث ماحدث ورحل فريد الاطرش إلي عالم الخلود ثم كانت المفاجأة التي أذهلتني وأذهلت كل من شارك في أحداث عملية انشاء الاستاد والمبني الاجتماعي فالملعب الرئيسي أطلق عليه اسم استاد حلمي زامورا والمبني الاجتماعي أطلق عليه اسم كابتن حنفي بسطان ولاتعليق!! والآن فانني أحذر بملء الفم ان عشقي وحبي للقلعة البيضاء يجعلني اتفهم مغزي وجهتي النظر الرافضة والمؤيدة صحيح أنا ومعي الكثيرون من دراويش الزمالك نرتبط بحكم التاريخ والعشرة باسم حلمي زامورا الرجل الذي أفني عمره في خدمة النادي, ولكني من حيث الواقع ومن حيث الأزمات التي تحتشد في النادي العتيد والتي أقلها أن المدرجات الحالية تكاد تكون آيلة للسقوط كما أنه من المستحيل إقامة مباريات علي ملعب زامورا ونظرا لان المبالغ التي يقال انها ستكون ثمنا للملاعب مبالغ رهيبة تبني استادا جديدا علي آخر طراز وتتسع لاكثر من ستين ألف متفرج وتشيد صالات للعبات أخري وفندقا للاعبين بما يتناسب مع اسم النادي العريق ليستقبل مئويته الثانية بإنشاءات رياضية لن تكون مفخرة له فقط بقدر ماهي مفخرة للرياضة المصرية, من أجل ذلك أنا مع عملية البيع وعملية المنشآت الجديدة ولا مانع من كفكفة دموع السيدة روكسان بإطلاق اسم زامورا علي الاستاد الجديد.