تستحق الجولة الخامسة من مسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم أن نطلق عليها جولة العك الكروي فهي من أضعف الجولات فنيا منذ بدء المسابقة لسببين أولهما تراجع المستوي الفني و الحرص الشديد عند كل الفرق دفعها للحفاظ علي النقطه و اللعب عليها فخرجت العديد من المباريات بنتائج سلبية أربع مباريات هي الجونة و دمنهور.. و الزمالك مع وادي دجلة.. و الأهلي و الإسماعيلي.. و الإتحاد السكندري و الشرطة.. و مباراة بالتعادل بهدف لكل فريق و هي مصر المقاصة و المقاولون العرب و باقي المباريات إنتصارت بفارق هدف بإستثناء لقاء إنبي و الرجاء الذي حسمه إنبي بأربعة أهداف لهدف ليسجل هذا الأسبوع أقل نسبة تهديف منذ بدء المنافسات17 هدفا فقط مقابل29 هدفا في الأسبوع الأول و27 في الثاني و21 في الثالث و26 في الرابع.. و التراجع التهديفي في كرة القدم أمر مزعج لأن متعة الكرة في الأهداف و السعي بقوة لتحقيق النصر أما ندرة الأهداف فهذه عملية تقلل من مساحة المتعة و تفرض الوحشة علي المباريات و الملل الأمر الذي يدفع الجمهور ليس للإنصراف عن حضور المباريات في المدرجات بل لا داعي لإهدار كل هذا الوقت أمام شاشات التليفزيون كما أن تراجع المعدل التهديفي مؤشر قوي علي تراجع الكرة الهجومية يحدث هذا في الوقت الذي نشاهد فيه السماء تمطر أهدافا في دوري ابطال اوروبا و هذا ما حدث في اليوم الأول من الجولة الأخيرة و الذي شهد40 هدفا في8 مباريات تخيلوا هذا الرقم بمعدل خمسة أهداف لكل مباراة مقابل17 هدفا في عشر مباريات تقريبا1.5 هدف لكل مباراة معدل متواضع جدا صحيح أن المقارنة ظالمة لكن إلي متي سنظل في المستنقع الكرة المتواضعه بعيدين عن النسبة العالمية في معدلات التهديف نحن نريد أن نلعب كرة قدم يلعبها العالم كله و ليس كرة قدم مصرية لا يعرفها أحد غيرنا. ربما يكون السبب في معدل التهديف المنخفض هو حالة الخوف و الحذر التي بدأت تسيطر علي البعض من أجل حسابات النقطة و الموقف في جدول الترتيب لكن في كل الأحوال لا يجب أن نهرب من الكرة الهجومية ففوز واحد أفضل من تعادلين و يساوي التعدل في3 مباريات فالتعادل كما هو معلوم قريب من الهزيمة و أصلا لم يتم عمل3 نقاط للفائز إلا للتشجيع علي الكرة الهجومية و السعي طوال الوقت لإحراز الأهداف لتأمين الفوز و ضمان الثلاث نقاط و لكن يبدو ان لدي لاعبينا و مدربينا أفكار أخري و قناعات تهدر جهد الفريق علي طريقة نقطة في اليد و لا3 في الهواء. و إذا كنا تراجعنا في معدل التهديف فقد تفوقنا في ناحية أخري سلبية و هذا طبيعي فمن يسعي لمنع الأهداف لابد أن يزيد عنفه و هذا رصدناه من واقع الإنذارات التي شهدتها الجولة الخامسة56 إنذارا حصل عليها لاعبو الفرق في10 مباريات نسبة عالية جدا تفوق أيضا المعدلات العالمية في العنف تشعر أن هناك لاعبين متفرغون للعنف و إيقاف اللعب بأي طريقة و منع المهاجمين من المرور بطرق شرعية أو غير ذلك.. و مباراتان فقط شهدتا18 إنذارا و كارتا أحمر.. و هي المصري و النصر9 إنذارات و كارت أحمد لمحمد ريفي لاعب النصر.. و سموحه و الداخلية9 إنذارات ايضا و الباقي موزع علي8 مباريات و بالطبع هذا العنف يفسد الكرة الجميلة و يعطل اللعب و يقلل من نسب المتعة في اللقاء و يمنع الهجمات من الإكتمال باي طريقة يبدو أن شعار اللي يفوت يموت عاد للظهور في دور الصمت المصري و اللعب كل يوم. و هذا الإسبوع شهد مواصلة كبار الكرة المصرية تراجعهم و هم حسب القيمة و التاريخ الأهلي و الزمالك و الإسماعيلي فلم يستطع اي منهم تحقيق الفوز و كانت نتائجهم سلبية نبدأ بالزمالك الأكثر إثارة للجدل فهو أكثر الفرق المصرية التي تم تدعيمها بصفقات قالوا إنها من العيار الثقيل قد تكون هناك فرق اشترت لاعبين أكثر لكن ليس بحجم الزمالك الذي جمع ما يريد من اللاعبين كما و كيفا لكنه رغم كل هذا فاجأنا بفريق مفكك المستوي متواضع الأحلام ما أن يخرج من تعادل حتي يسقط في تعادل أخر فشيء عجيب لفريق يقدم بداية نارية بفوز رقمي وصل ل1/6 علي طلائع الجيش ثم في3 مباريات علي التوالي يفشل في تسجيل اي هدف و يخرج بنتائج سلبية جدا و عروضا مهتزه دفعت إدارة الزمالك للإطاحة بالجهاز الفني بعد3 اسابيع فقط و التعاقد مع مدير فني برتغالي هو باتشيكو لكنه سيبدأ عمله الفعلي من لقاء سموحة غدا و قاد محمد صلاح المهمة في المباراة الوحيده بعد رحيل التوءم لكنه ايضا لم يوفق.. الزمالك فيه حاجة غلط فريق غير منسجم غير متفاهم تشعر أن لاعبيه كل يلعب علي طريقته الخاصة و ايضا لا يؤدون بحماس و روح قتالية عالية فريق الواقع اثبت أنه يعاني من عجز في الأداء الهجوم بشكل واضح بدليل أنه علي مدار3 مباريات لم يستطع مهاجموه هز شباك المهاجمين هجوم صفر في كل شيء و يكفي أن اللقاء الأخير للزمالك أمام وادي دجلة لم يتعرض أمير عبد الحميد حارس دجلة لاختبار حقيقي علي مدار94 دقيقة باستثناء ركلة الجزاء التي تصدي لها إذن هجوم الفريق عاجز و ضعيف و عندما تري العجز الهجومي أنظر مباشرة لخط الوسط المؤكد أنه نائم في العسل لا يعمل أما لضعف لاعبيه و إما لتشابه قدراتهم فيفقد الفريق التنوع في المهارات و المهام و هذا ما ظهر بوضوح في اللقاء الأخير من خلال الثلاثي إبراهيم صلاح و طارق حامد و هما لا فارق بينهما و معهم مؤمن زكريا و كان اسوأ منهما و كل من بالمقدمة دفع ثمن فشل من في الوسط سواء سيسيه أو خالد قمر أو عيد عبد الملك و كل منهم ايضا له عيوبه و عدم أمتلاكه قدرات خاصة تفيد الفريق لم نر ذلك حتي الآن علي الأقل.. ببساطه فريق الزمالك إذا أراد العودة يحتاج لإعادة تأهيل و تغيير الفكر الخططي و التكتيكي للفريق و تطوير الجانب الهجومي و اللعب بروح و رغبة في الفوز و تنويع الهجوم و ظهور عقل للفريق و الوصول لتشيكلة ثابته.. ست نقاط فقط جمعها الزمالك من أربع مباريات مقابل خمس لمنافسه في هذا اللقاء فريق وادي دجلة الذي تولي مهمته الفنية حماده صدقي الذي خرج بلا سبب مقنع من سموحه إلا إذا كانت هناك اشياء أخري في الكواليس و رغم حداثة عهده بالفريق إلا أنه نجح في إدارة اللقاء بشكل جيد و تسطيع القول أنه كان مسيطرا من خارج الملعب و حرم الزمالك من اللعب بغلق كل طرقه الهجومية و قدم الفريق أداء دفاعيا منظما صحيح أنه لم يفز لكنه خرج بنقطه في ظروف صعبة عليه و هي عدم إلمامه بقدرات كل لاعب و المؤكد أن المراحل المقبلة ستشهد مستوي أفضل لدجلة مع صدقي المدرب المحترم و صاحب لقب أفضل مدرب في الموسم الماضي. و من الزمالك إلي الأهلي الذي لم يجمع سوي أربع نقاط فقط من9 نقاط لعب عليها فخسر لقاء و فاز في الثاني و تعادل في الثالث وهو الأخير مع الدراويش و خلال المباراة قدم الأهلي مستوي متميزا و لم يكن الإسماعيلي سيئا و كان الأهلي الأقرب للفوز في كل الأوقات لولا سوء الحظ الذي عاند لاعبيه من ناحية و سوء قرارات التحكيم التي حرمت الفريق من هدف صحيح لتريزيجيه ليتعرض جهاد جريشه حكم اللقاء لهجوم عنيف من الأهلي و جمهوره لكن بعيدا عن هذه الأزمة كان الأهلي فنيا يؤدي بشكل جيد و بدأ يستعيد قوته توازنه و أصبح له شكلا هجوميا باللعب بمهاجمين صريحين أحيانا بجانب المسندة من خط الوسط لهذا شاهدن فرصا كثيرة و عديدة للنادي الأهلي. أما الدراويش فهم مهما كانت أزماتهم سيظلون هم كما نعرفهم بأداء جيد متماسك بقيادة حسني عبدربه و معه جون أنطوي فالدراويش لا ينتهون صحيح يعانون لكنهم في النهاية لديهم شيء مهم إسمه كرة القدم و رغم التفوق الواضح الذي كان عليه الأهلي إلا أنهم كانوا منافسا قويا و هددوا مرمي الأهلي و كانوا من السهل أن يسجلوا و يفوزوا أيضا لكنهم إكتفوا بالنقطة بشكل عام المباراة كانت جيده و قدمت شكل أفضل للدوري المصري صاحب العروض الصامته. و نذهب إلي حصان المسابقة الأسود حتي الأن و متصدر جدولها إنه فريق الداخلية بقيادة علاء عبد العال و الذي قدم افضل مستوي بين كل الفرق في المسابقة حتي المرحلة الخامسة و جمع11 نقطه من5 مباريات لعبها ليتصدر المسابقة و يتفوق بفارق الأهداف عن فريق حرس الحدود11 نقطه الذي يقوده عبد الحميد بسيوني.. الداخلية حقق فوزا غاية في الأهمية و دليل علي أنه لن يكون فريقا سهلا هذا الموسم ولن يعاني كما عاني في العام الماضي رغم فوزه علي الأهلي مرتين و الفوز الأخير جاء علي حساب سموحه بمديره الفني الفرنسي لافاني بهدف.. لكن يبقي السؤال هلي يستطيع الداخلية الاستمرار في المنافسه الكل يعلم قاعدة الوصول للقمة مسألة ليست صعبة بل البقاء عليها هو الصعب بعينه أما فريق سموحه فمازال يترنح و لم يجمع سوي7 نقاط وضعته في المركز السابع بفوزين و تعادل وهزيمتين وسيخوض غدا مباراة غاية في الصعوبة أمام فريق الزمالك المجروح إذا هو لقاء الجريحين لقد تراجع مستوي سموحة عن نهاية العام الماضي الذي قدم فيه مستوي إستثنائي وتفوق علي الأهلي و الزمالك وحل وصيفا لكل منهما في الدوري و الكأس وهزم الأهلي بطل الدوري في الكأس وهزم الزمالك بطل الكأس في الدوري. ونأتي لفريق آخر حقق مستوي مهم في المسابقة حتي الآن هو فريق حرس الحدود بقياة عبد الحميد بسيوني ونجح في خطف فوز مهم من طلائع الجيش بهدف ليرفع رصيده ل11 نقطه يحتل بها المركز الثاني بفارق الأهداف عن الداخلية و هي بداية جيده و مميزه لفريق الحدود الذي عاد لسابق إنتصاراته و عروضه القوية أما فريق طلائع الجيش الذي يقوده أنور سلامه فهو فريق متذبذب للغاية فهو مرة فوق ومرة تحت وخلال خمس مباريات جمع7 نقاط بالفوز في إثنتين والخسارة في مثلهما و التعادل في واحدة و خسارته الأخيرة أحزنت سلامه كثيرا حتي أنه شن هجوما علي لاعبيه الذي عوضوا في لقاء المصري في افتتاح الجولة السادسة. و مع طارق يحيي المصري مختلف و له شكل بصرف النظر عن الهزيمة أمام طلائع الجيش ليتوقف رصيده عند10 نقاط خلف المتصدر بنقطه. و كان لابد أن يتغير إنبي مع مدرب في حجم طارق العشري فحصد9 نقاط من المواجهات الخمسة و يظهر في منطقة المقدمة و لدي العشري طموحات كبيرة و غير محدودة مع الفريق و نجح في المرحلة الخامسة في تحقيق فوز كبير و مهم علي فريق كان في المقدمة و هو فريق الرجاء الذي يقوده محمد عبد السميع و نال هزيمة مذلة من توابع لعنة الفوز علي الأهلي و تفوق عليه إنبي1/4 في الوقت الذي كان يدخل فيه الرجاء هذه المباراة بمعنويات عالية جدا بفوز تاريخي علي الأهلي بهدفين لهدف لكنه سقط أما العشري و فريقه. و من بعيد عاد بتروجت و هو يحقق فوزه الأول مع مدربه الجديد رمضان السيد بعدما أبعدت النتائج مختار مختار ففريق مثل بتروجت لم يجمع سوي أربع نقاط من فوز و تعادل و نال3 هزائم غريبة و عجيبة.. فوز بتروجت جاء علي حساب الأسيوطي الضيف الجديد في المسابقة بهدفين مقابل هدف ليظل الأسيوطي بنقطه في المركز قبل الأخير.. و فوقه مباشرة دمنهور و الجونه و لكل منهما3 نقاط بعدما تعادلا سلبيا في مواجهتهما الأخيرة و ظل الجونة بعيدا فلم يستطع حتي الآن تذوق طعم الفوز.