(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكاري حتي تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتي تغتسلوا وإن كنتم مرضي أو علي سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لا مستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا),43]. يا أيها الذين صدقوا بالله ورسوله وعملوا بشرعه, لا تقربوا الصلاة ولا تقوموا إليها حال السكر حتي تميزوا وتعلموا ما تقولون, وقد كان هذا قبل التحريم القاطع للخمر في كل حال, ولا تقربوا الصلاة في حال الجنابة, ولا تقربوا مواضعها وهي المساجد, إلا من كان منكم مجتازا من باب, حتي تتطهروا. وإن كنتم في حال مرض لا تقدرون معه علي استعمال الماء, أو حال سفر, أو جاء أحد منكم من الغائط, أو جامعتم النساء, فلم تجدوا ماء للطهارة فاقصدوا ترابا طاهرا, فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه. إن الله تعالي كان عفوا عنكم, غفورا لكم (ألم تر إلي الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل),44] ألم تعلم أيها الرسول أمر اليهود الذين أعطوا حظا من العلم مما جاءهم من التوراة, يستبدلون الضلالة بالهدي, ويتركون ما لديهم من الحجج والبراهين, الدالة علي صدق رسالة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم, ويتمنون لكم أيها المؤمنون المهتدون أن تنحرفوا عن الطريق المستقيم, لتكونوا ضالين مثلهم. ( والله أعلم بأعدائكم وكفي بالله وليا وكفي بالله نصيرا),45] والله سبحانه وتعالي أعلم منكم أيها المؤمنون بعداوة هؤلاء اليهود لكم, وكفي بالله وليا يتولاكم, وكفي به نصيرا ينصركم علي أعدائكم.