عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات أمس مع رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني بحضور رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ووزراء الخارجية والداخلية, الصناعة التجارة, التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري, التعليم العالي, العدل, وسفير مصر في ليبيا, تناولت تطورات الأوضاع علي الساحة الليبية وتأكيد مساندة القاهرة دولة وشعبا لخيارات الشعب الليبي. وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة السفير علاء يوسف, أن الرئيس أكد خلال اللقاء أهمية العمل علي دعم مؤسسات الدولة الليبية لتحقيق استقرار البلاد, وذلك جنبا إلي جنب مع بذل كافة الجهود الممكنة لدعم القيادة الشرعية للدولة, فضلا عن أهمية جمع السلاح, وتأسيس جيش وطني قوي بعيدا عن القبلية أو الطائفية. وقال المتحدث إن رئيس الوزراء الليبي لفت- من جانبه- إلي حرص بلاده علي أن تكون أول زيارة خارجية للحكومة الليبية الجديدة إلي مصر, مستعرضا تطورات الوضع الليبي, لاسيما فيما يتعلق بتأمين مصادر النفط الليبي, وكذا استمرار تدخل بعض الأطراف الخارجية في الشأن الداخلي الليبي. أشار يوسف إلي أن المباحثات شهدت توافقا في الرؤي بشأن ضرورة التصدي للجماعات الإرهابية المتطرفة التي تتخذ من الدين ستارا لتبرير أعمالها الإجرامية, والتي تستهدف النيل من مقدرات دول وشعوب المنطقة, وهو الأمر الذي يتعين أن يتأتي من خلال استراتيجية شاملة لا تقتصر فقط علي المواجهة الأمنية والعسكرية, ولكن أيضا عبر تجديد وتصويب الخطاب الديني, ودعم دور الأزهر الشريف, باعتباره منارة للقيم الإسلامية الصحيحة باعتدالها وسماحتها. وفيما يتعلق بمتابعة نشاط مجموعة دول جوار ليبيا, قال المتحدث إن الرؤي توافقت حول أهمية الاستمرار في التشاور والتنسيق بين كافة دول المجموعة لتحقيق ما فيه صالح ليبيا وشعبها الشقيق. وتابع: إن رئيس الوزراء الليبي تطرق خلال اجتماعه مع الرئيس إلي العلاقات الثنائية بين مصر وليبيا, منوها بضرورة تعزيزها في كافة المجالات, خاصة علي الصعيدين الأمني والاقتصادي. وأشار يوسف إلي أن الثني طالب بمساعدة مصر في مجال الصحة لتقديم العلاج للجرحي والمصابين; وكذا معادلة شهادات الطلاب الليبيين الدارسين في مصر بالإضافة إلي تيسير إجراءات دخولهم وإقامتهم في مصر.. فوجه الرئيس بتقديم جميع المساعدات والتسهيلات الممكنة للأشقاء الليبيين, وكلف الوزارات المعنية ببحث كافة الموضوعات وإيجاد حلول لها. وعلي صعيد إعادة إعمار ليبيا, أكد رئيس الوزراء الليبي أهمية أن تواكب جهودا تحقيق الاستقرار في ليبيا جهود أخري لإعادة الإعمار, مرحبا بالدور المصري في هذا الصدد. وأوضح يوسف أن الرئيس السيسي أعرب في هذا الصدد عن استعداد مصر التام للمساهمة في جهود إعادة الإعمار في ليبيا, أخذا في الاعتبار الخبرات المصرية المتراكمة في مجال الإنشاء والتعمير وفي هذا الإطار, مشيرا الي ضرورة اهتمام كافة مؤسسات الدولة بأوضاع العمالة المصرية في ليبيا, ومطالبا بضرورة توفير الحماية اللازمة لهم.