استعرضت بالأمس عناوين الصحف الرئيسية والتي تتحدث عن يوم الانتخابات الذي عاشته مصر بالأمس سريعا, بعض هذه العناوين جاء محايدا, وبعضها جاء مزايدا, وبعضها جاء محزنا. اليوم انطلاق معركة تكسير العظام' عنوان رئيسي في جريدة, وعنوان آخر يقول' الكلمة اليوم لشعب مصر', وآخر يقول' نداء الأمة', وعنوان يقول' يوم المواجهات', وعنوان أكثر تشاؤما قال' الانتخابات الأسوأ في تاريخ مصر', وصحيفة اختارت أن تصف الانتخابات ب' يوم المعركة', وصحيفة وصفتها بأنها' انتخابات المستقبل', وأخري قالت' معركة الدم والمال', ولكن أكثر العناوين التي توقفت أمامها, هو العنوان الذي يقول' اليوم تكرم مصر أو تهان', وهو العنوان الوحيد الذي لم أستطع أن أستسيغه أو أقبله رغم كل الملاحظات, ورغم التجاوزات التي حدثت, وهي في إطار انتخابات مدعو لها40 مليون مواطن مصري, وشارك فيها أكثر من5000 مرشح, في ظل أجواء الشحن المتبادل, وحالة التوجس فإنه يمكن القول بأنها نسبة غير كبيرة, فالواقع يقول إن أي انتخابات في العالم تحدث بها نسب متفاوتة من التجاوزات. لم تظهر النتائج بعد, لكن الأكيد أن هذه الانتخابات أو هذا اليوم قد خيب آمال العديد من المتربصين بمصر سواء من قوي سياسية داخلية أو خارجية أو من وسائل إعلام أرادت أن تجد في مصر ضالتها لبدء الهجوم عليها, توقع البعض أن بحور الدماء سوف تجري في شوارع مصر من الصعيد إلي الإسكندرية, توقع البعض الآخر أن فتيل الفتنة الطائفية سوف يشتعل في هذا اليوم وسوف تجد الفتنة ضالتها في الاشتعال علي أرضية هذا الجو الذي بدا محتقنا, ووسائل إعلام أخري أتت إلي مصر وهي تضع في أجندتها هدفا واحدا وهو الإساءة والتقليل ليس فقط من التجربة السياسية, ولكن من مصر والمصريين. تجربة الأمس رغم الملاحظات عليها هي تجربة مهمة في تاريخ مصر والشعب المصري, ونتمني أن تكون نتائجها علي قدر التوقع ولكنها تدل علي عظمة هذا الشعب, مرة أخري لا يمكن أن توضع مصر في وضع التساؤل أو الاختبار أو أن تمتحن أو تهان, فمصر خلقت كما أقول دائما لتبقي, وخلقت لكي تظل دائما موضع احترام, ولم يخلق كما نقول دائما من يهين هذا الوطن.