لاشك أنالأزهر الشريف يلعب دورا مهما في نشر ثقافة التنوير الإسلامي الصحيحة في شتي بقاع العالم والتصدي لمحالاوت بعض الأشخاص أو الهيئات واحيانا الدول التي تسعي لتشويه صورة الإسلام وتعليمه السمحة واظهاره امام الرأي العام العالمي بأنه مرادف للإرهاب والعنف. وأعتقد أن دور الأزهر الشريف والذي انطلق منذ أكثر من ألف عام لخدمة قضايا الاسلام والمسلمين بات أكثر أهمية والحاحا من ذي قبل في ظل المستجدات الراهنة وظهور حركات إرهابية متشددة مثل داعش وغيرها من الحركات التي تسيء إلي الاسلام وتسعي إلي تحقيق مكاسب شخصية علي حساب صورة الاسلام وتعاليمه وهو مايتطلب دعم دور الأزهرو الشريف والذي يمثل الاسلام الوسطي في العالم كله في التصدي لتلك الحركات الإرهابية المتطرفة فكريا عن طريق نشر الافكار والتعاليم الاسلامية الصحيحة بشأن قضايا الإسلام والمسلمين في العالم. وأعتقد أن الزيارة التي قام بها وفد الأزهر الشريف إلي مملكة تايلاند والتي ستمرت أسبوعا كاملا خلال الفترة من 20 25 الشهر الحالي بتكليف من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف وبدعوة من وزارة الخارجية التايلاندية جاءت في ذلك السياق وفي اطار سعي الازهر لتعظيم تواجده ودوره لدعم المسلمين في المجتمعات غير الاسلامية خاصة وان الوفد الازهخري ضم كلاً من د. عباس شومن وميل لأزهر رئيسا للوفد ود. ابراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الازهر لشئؤن التعليم والطلاب ود. محي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الاسلامية، ود. عبدالدايم نصير مستشار الامام الاكبر ود. محمود فرج مدير مركز الازهر لتعليم اللغة العربية والسفير عبدالرحمن موسي مستشار شيخ الازهر بينما رافق الوفد السفير بير اسكاشنتافارين سفير تايلاند بالقاهرة وشارك في مشاورات الوفد مع المسئولين التايلانديين السفير المصري لدي بانكوك اسماعيل خيرت وخلال الزيارة قام الوفد بعقد لقاءات مهمة مع المسلمين في اقاليم تايلاندالجنوبية - جالا وسونكلا وفطاني ورنار اتيواث - حيث يتركز أكثر من 80% من المسملين داخل الدولة كلها والتي بلغ عددهم عشرة ملايين نسمة تقريبا حيث ناقش أعضاء الوفد كيفية دعم التعاون والتنسيق مع مسلمي الجنوب وتصحيح المفاهيم الإسلامية المغلوطة لدي العديد منهم وهو ماشار اليه وفد الازهر بان رسالة الازهرالشريف هي دعم الوسطية ومحاربة العنف والتطرف في جميع صوره واشكاله بالاضافة الي دعم وتشجيع احترام العقائد والديانات الاخري والتعايش السلمي بين الاديان والمعتقدات في المجتمعات المختلفة مثلا يحدث في تايلاند والتي تعتبر - وفقا لوفد الازهر الشريف - نموذجاً يحتذي في التعايش السلمي بين الاديان والمعتقدات المختلفة في جنوب شرق اسيا. ورغم أن الازهر به اكثر من ثلاثة آلاف طالب تايلاندي يدرسون به الا ان الوفد وجد من المسئولين التايلانديين ورؤساء المجالس الإسلامية سواء في الجنوب او بانكوك نفسها إصرارا كبيرا علي زيادة المنح من قبل الأزهر للطلاب التايلانديين بل والتفاوض علي إنشاء مركز لتعليم اللغة العربية للطلاب الراغبين في الدراسة بالأزهر حيث يقوم بأعدادهم قبل الالتحاق بالدراسة حتي لايتعثروا بها وأيضا مطالبتهم الأزهر بضرو رة زيادة المنح الدراسية في الكليات العملية وبالتحديد الطب والهندسة حتي يتمكن الطلاب من دراسة العلوم الاخري إلي جانب العلوم الشرعية أيضا. والمؤكد أنالتقدير والترحاب بل والحب الذي استقبل به وفد الأزهر الشريف من مسلمي تايلاند سواء في الجنوب أو في بانكوك نفسها انما يعكس مكانة الازهر في تايلاند بصفة خاصة وفي العالم كله بصفة عامة حيث لم نجد أي من خريجي الأزهرالشريف لم يرحب بالوفد بل ويتزاحم المئات منهم لمصافحة أعضائه والتقاط الصور التذكارية معهم مؤكدين أن للأزهر ومصر مكانة خاصة لديهم وان الزيارةتعد تقديراً كبيراً من الازهرلهم. ولاشك ان تأثيرالأزهر لايضاهيه اي تأثير في تايلاند وهو ماأكده لي السفير اسماعيل خيرت بقوله الفعال للأزهر الشريف في نشر الأسلام الوسطي والتعاون والتنسيق واحقاقا للحق فانني اقول ان حكومة تايلاند تهتم اهتماما كبيرا بالمسلمين بهالدرجة ان الملك نفسه يضع جمعية الطلاب التايلانديين المسلمين تحت رعايته الشخصية بالاضافة الي الدعم المستمر للمجالس الاسلامية الموجودة في الولايات التي تتمتع بأغلبية مسلمة خاصة في الجنوب والتي تتبع جميعها مجلسعلماء شيخ الاسلام في تايلاند وهو أعلي هيئة اسلامية في البلاد تتولي ادارة شئون المسلمين والاشراف علي بناء المساجد ورعاية الطلاب والسعي للتنسيق مع الازهر الشريف لدعم التعاون معه لصالح مسلمي تايلاند والسعي لنشر منهج الاسلام الوسطي الذي يتبناه الازهر داخل تايلاند وهو ماأكدته مفاوضات وفد الأزهر المهمة مع شيخ الاسلام ومجلس علماء الاسلام في تايلاند. وأعتقد ان زيارة وفد الازهر الشريف يمكن ان نطلق عليها وبجدارة مهمة الدبلوماسية الناعمة والتي يمكن ان تستفيدمن دورها مصرليس في دعم التعاون والعلاقات مع تايلاند فقط بل مع العالم كله خاصة مع افريقيا ودول حوض النيل في ظل الظروف المتوترة التي تمر بها علاقات مصر مع تلك الدول. فهل من مجيب [email protected].