لايزال قطاع السياحة الترفيهية والشاطئية بنطاق محافظة البحر الأحمر يستحوذ علي اهتمامات المسئولين والمستثمرين, ويأتي في مقدمة الأنشطة الاقتصادية, خاصة علي مستوي مدن الغردقة كل من سفاجا والقصير ومرسي علم. ولا أحد يستطيع إنكار دور هذا القطاع فيما شهدته هذه المدن من تنمية عمرانية وما وفره من آلاف مؤلفة من فرص العمل ليس لأبناء المحافظة فقط بل لأعداد هائلة من أبناء المحافظات الأخري ولكن في ظل المنافسة السياحية الشرسة التي تشهدها صناعة السياحة علي مستوي العالم فلابد من السعي لإيجاد منتج سياحي جديد يضيف لقطاع السياحة الترفيهية ويلبي جميع أذواق السائحين الوافدين لهذه المنطقة فهناك من السائحين الذين لا يتركز اهتمامهم بالجانب الترفيهي فقط, بل يتوقون لمشاهدة وزيارة المعالم الأثرية والدينية ومحافظة البحر الأحمر لاتقتصر في إمكاناتها ومقوماتها علي جانب السياحة الترفيهيةوالشاطئيةالمتمثلة في شواطئها ومياهها وما تحتويه من كائنات بحرية وشعاب مرجانية نادرة وجزر بحرية فريدة,بل تتوافر بها مقومات فريدة للسياحة الدينية والثقافية لكن هذا الجانب مازال يطويه الإهمال ويحتاج لمن ينفض عنه الغبار ليخرج لدائرة الضوء بما يتيح الفرصة لجذب نوعية جديدة من السائحين للمنطقة بما يضاعف من حجم الحركة السياحية وفرص العمل. يقول عبد الرافع إدريس- أحد العاملين بقطاع السياحة- ان اهتمام المسئولين والمستثمرين تركز خلال السنوات الماضية علي قطاع السياحة الترفيهية والشاطئية ونجحت هذه التجربة في الوصول بمعدل الحركة السياحية الوافدة للمنطقة إلي جذب نحو أربعة ملايين سائح سنويا في الظروف الطبيعية وإن كانت المقومات السياحية لهذا القطاع تستحق مضاعفة هذا العدد لكن هناك قطاع السياحة الدينية والثقافية والذي إذا استغل لتضاعفت الحركة السياحية بالمنطقة وتضاعفت معها فرص العمل فعلي سبيل المثال لا الحصر تحتوي صحراء الزعفرانة علي ديرين من أقدم أديرة العالم وهما ديرا الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس والأخير تأسس في القرن الرابع الميلادي ويقع علي سطح الجبل ويحتوي علي نحو سبع كنائس فريدة وبه عدة مذابح ومجموعة من الأيقونات ومعصرة زيتون أثرية وطاحونة أثرية وعيون ماء وغيرها من الآثار القبطية ودير الأمبا بولا وهو من أقدم الآثار القبطية في مصر, حيث تأسس في القرن الرابع الميلادي بواسطة تلاميذ الأنبا أنطونيوس ويحتوي علي معالم أثرية فريدة لكن لا يوجد ترويج سياحي جيد لهذين الموقعين الفريدين وبالتالي فإن حجم الحركة السياحية سواء الداخلية والخارجية لا تتناسب مع مقوماتهما المشار إليها. ويضيف محمد عبده حمدان من مدينة القصير أن مقومات السياحة الدينية لا تقتصر علي ديري الأنبا أنطونيوس وبولا بل هناك مقام الشيخ أبو الحسن الشاذلي القابع في صحراء مدينة مرسي علم ويتوافد عليه سنويا الآلاف من المصريين وغيرهم من زوار الدول الإسلامية الأخري, خاصة من المغرب العربي التي هي مسقط رأس القطب الجليل أبو الحسن الشاذلي ولكنها زيارات سنوية بمناسبة مولده كما تحتوي مدينة القصير علي مجموعة من المواقع الأثرية الفريدة منها طريق وادي الحمامات الأثري الذي يربط بين مدينتي القصير علي ساحل البحر الأحمر ومدينة قفط بمحافظة قنا ويحتوي هذا الطريق علي جانبيه علي نحو2200 نقش أثري ترجع لعدة عصور وهذا الطريق مطلوب وضع خطة تتضمن الاستفادة من إمكاناته السياحية الثقافية تتضمن تشغيله أمام حركة التفويج السياحي التي تنطلق يوميا إلي الأقصروقنا عن طريق طريق سفاجا قنا وفي حالة تشغيل هذا الطريق أمام حركة التفويج السياحي سيؤدي إلي مضاعفة هذه الحركة وخلق فرص عمل جديدة للشباب من خلال إقامة المشروعات الخدمية علي جانبيه ويطالب وزارة الآثار بالاهتمام بالآثار الموجودة بهذا الطريق وإدراجها علي الخريطة السياحة. ويضيف أن مدينة القصير يوجد بداخلها عدة مزارات أثرية مهملة سياحية منها الطابية أو القلعة العثمانية التي بناها السلطان العثماني سليم الأول بالإضافة إلي عدة أضرحة أثرية منها ضريحي الشيخ عبد الغفار وعبدالله الهندي وشونة الغلال الأثرية وكل هذه المواقع تحتاج لخطة كاملة تخرج بها لدائرة الضوء لتصبح مزارات سياحية يقصدها السائحون الوافدون إلي منطقة البحر الأحمر بما يضاعف من الليالي السياحية ويضاعف من حجم ما ينفقه السائح الأجنبي من عملة أجنبية بالمنطقة ويزيد من فرص العمل للشباب بدائرة المحافظة.