لايزال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يحاول جاهدا ان يظهر كزعيم مسلم يعادي اسرائيل ويهدد ويتوعد قادتها بالرد علي هجماتهم الوحشية ضد أبناء الشعب الفلسطيني, ودائما ما يستخدم كلماته الرنانة مثل ارتكاب تل أبيب جرائم حرب وضد الانسانية يجب ان تعاقب عليها. وان تل أبيب هجمية بربرية تجاوزت في اعمالها وحشية هتلر. وأكدت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية أن أردوغان اكتفي بالتنديد بمجزرة الشجاعية التي تعد من أبشع اعمال العنف التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية منذ بداية العدوان إذ أنها تسببت في استشهاد اكثر من87 فلسطينيا معظمهم من النساء والاطفال واصابة ما يقرب من380 اخرين خلافا لآلاف الفلسطينيين الذين فروا هاربين من منازلهم. واشار المحللون إلي أن أردوغان يسعي من وراء هذا الشو الإعلامي الي استغلال حرب غزة في تحقيق مكاسب انتخابية قبيل خوضه السباق الرئاسي المقرر ان يجري في مطلع الشهر القادم خاصة وانه تعمد توجيه انتقاداته اللاذعة والحادة ضد احزاب المعارضة في تركيا والتي اتهمها بتأييد ودعم الاعتداءات الإسرائيلية علي غزة, مؤكدين ان أردوغان يراهن علي تلك الانتخابات ويسعي جاهدا الي دخول قصر اتاتورك كرئيسا للبلاد كما ان أجندة أردوغان وحزبه المعروفة تؤكد انه يشتاق الي تطبيع العلاقات مع تل ابيب حتي ولو علي حساب القضية الفلسطينية, وما يؤكد ذلك هو امداد انقرة الطائرات الحربية الاسرائيلية بالوقود اللازم لشن الحرب علي غزة. ولم يكن ذلك مستغربا خاصة وان تركيا تربطها علاقات سياسية وعسكرية واقتصادية وطيدة بإسرائيل بدأت منذ الثمانينات كما انها من اولي الدول التي اعترفت بوجود الكيان الاسرائيلي بل وسمحت بوجود قاعدة أمريكية علي أراضيها. واشاروا إلي أن هذا الأمر لم يكن غريبا علي جماعة مثل جماعة الإخوان المسلمين ففي الوقت الذي يتاجر فيه أردوغان بدماء الفلسطينيين لكسب منصب ما ملطخا يديه بالدماء, يستثمر قادة حركة حماس دماء الفلسطينيين أيضا للحفاظ علي مناصبهم وكراسيهم واقفين خلف الكواليس يشاهدون المذابح والمجازر ترتكب بحق هذا الشعب الأعزل.