قررت نيابة غرب القاهرة بإشراف المستشار عبدالخالق عابد المحامي العام الأول تشكيل لجنة من الجهاز المختص بالتفتيش علي أعمال البناء وإجراء حصر شامل لورثة العقار لبيان المالك الحقيقي وكانت النيابة برئاسة محمد رضوان قد استعجلت ملف العقار المنهار من الحي التابع له واستدعاء رئيس الحي ومدير التنظيم لمعرفة حالة العقار والقرارات الصادرة بشأنه من تنكيس أو إزالة من عدمه. وأوضحت المعاينة الأولية للعقار المنهار تسببه في إصابة14 شخصا ووفاة شخص واحد فقط تم نقل المصابين إلي المستشفي لتلقي العلاج حيث أن البعض في حالة مستقرة والبعض الآخر في حالة حرجة فيما أمرت بتسليم جثة المتوفي البنغالي لسفارة بلاده بالقاهرة. ومن جانبه قرر الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة تشكيل لجنة هندسية من الحي لتحديد سبب انهيار جزء من العقار رقم26 بشارع القصر المتفرع من شارع مصر والسودان بمنطقة دير الملاك بحدائق القبة ومراجعة العقارات المجاورة له وتحديد مدي تأثرها من الانهيار. وقد أمر المحافظ بتوفير ست وحدات سكنية يتم نقل الأسر الست إليها وصرف تعويضات خمسة آلاف جنيه لكل أسرة لتوفير المنقولات والأثاث اللازم وصرف3 آلاف جنيه لكل مصاب و15 ألف جنيه لأسرة المتوفي. وقد بذل أهالي منطقة دير الملاك جهودا مضنية في عمليات رفع الانقاض لاستخراج الضحايا حيث ظلوا بالمشاركة مع قوات الحماية المدنية في رفع الحجارة والطوب حتي الساعات الأولي من صباح أمس من أجل استخراج الضحايا والتأكد من خلو الأنقاض من أي ساكن. وفي غضون ذلك, انتهت قوات الحماية المدنية بالقاهرة من عمليات البحث تحت الانقاض بعد التأكد من استخراج جميع الضحايا من العقار المنهار بعدما أسفر سقوط العقار عن وفاة بنجلاديشي أو بنجالي علاء الدين حسين الذي سقط عليه العقار وتم انتشال جثته بعد ساعات من تحت الانقاض وإصابة8 من زملائه البنجلاديشيين العاملين في أحد مصانع الملابس وهم جوال الرمل ومحمد روبيل وبلال حسين عبدالخالق وزياهول إسماعيل وإسلام إدريس وخادم كل الإسلام وشوكسي نور الإسلام وحسن عبدالمطلب حسن. وأربعة مصريين من سكان العقار هم خالد محمد شافعي وصبحية علي الشاعر وحنان محمد شافعي ومحمد أحمد إبراهيم وتم نقلهم من خلال سيارات الإسعاف لمستشفيات الدمرداش ومنشية البكري والزيتون. وكشفت المعاينة أن العقار مكون من خمسة طوابق تقطنه ست أسر باستثناء الدور الأرضي الذي به محل أقمشة وشقة مهجورة ويقع علي مساحة80 مترا وملك ورثة كاميليا سيد عباس. التقي الأهرام المسائي ببعض قاطني العقار ومنهم جورج وديع45 سنة صاحب محل الأقمشة بالطابق الأرضي بالعقار المنهار الذي أكد أنه نجا بأعجوبة من الموت حيث إنه كان ينقل البضاعة داخل المحل وفي لحظة انقسم العقار لنصفين وسقطت واجهته بالكامل. وأضاف أن جميع شقق العقار مؤجرة من ورثة المدعوة كاميليا سيد عباس وكنا ندفع الايجار لوكيل الورثة المدعو حلمي علي نجم ومقيم بطنطا, وبعبرات من الحزن بدأ جورج يرثي حاله بعد أن سقط العقار علي مصدر رزقه وهو محل الأقمشة الذي كان يمتلكه خاصة أنه مدين بالبضاعة داخل المحل لبعض كبار التجار الذين لن يرحموه إذا تأخر في رد الدين. وأرجع سيد مهدي35 سنة عامل سبب انهيار العقار إلي المدعو محمود شحاتة30 سنة ومؤجر الشقة بالطابق الأرضي التي أغلقها دون صيانة أو اهتمام منذ30 عاما وهو ما أدي لانفجار مواسير الصرف بداخلها التي أدت لتأكل الحوائط الأساسية للشقة وانهيار العقار فوق رءوس قاطنيه. بينما ارجعت أم مريم46 سنة صاحبة محل عطارة مواجهة للعقار المنهار أن سبب السقوط يعود إلي الإهمال حيث أننا منذ21 يوما نسمع أصوات طقطقة بجدران العقار لكن سكانه لم يهتموا بمراعاة شئون العقار أو تنفيذ قرار التنكيس الصادر له لأن العقار ليس ملكهم فضلا عن استجابة الحي لمطالبهم وتأخره في تنفيذ القرارات الصادرة بشأن العقار. ثم توجه الأهرام المسائي إلي مستشفي الدمرداش لمقابلة بعض المصابين ومن ضمنهم البنجالي زياهول الحسين25 سنة الذي قال إنه قدم من بلاده منذ أربعة أشهر للعمل في إحدي شركات الملابس الجاهزة بالقاهرة وكان من ضمن الاتفاق أن يوفر لنا صاحب الشركة مقرا للاقامة فيه أنا و9 من أبناء دولتي فوفر لنا صاحب العمل شقة بمنطقة دير الملاك ولم نكترث بحالة العقار أو الشقة التي نقطنها لأن شغلنا الشاغل هو كيفية تدبير النقود وكانت الشقة بالنسبة لنا مجرد مكان للاقامة فقط. ويوم الحادث وبعد عودتي من العمل خلدت إلي النوم حيث إنني كنت متعبا جدا لأفاجأ بسقوط العقار فوق رأسي وتأكدت لحظتها أنه حان وقت فراقي للحياة لكني لم أعرف كيف ظللت حيا لمدة نصف ساعة تحت الأنقاض حتي تم استخراجي ونقلي إلي المستشفي حيث, فقدت وعيي بالكامل ولم أشعر بنفسي إلا بعد وصولي إلي المستشفي.