وجه مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة دعوة عامة لجميع القيادات الدينية علي مستوي العالم بالعمل معا لنشر ثقافة السلام والتعاون ودراسة التحديات الهائلة التي تواجه الإنسانية والسعي لإيجاد الحلول المناسبة لها بدلا من زرع العداوة بين شعوبها. وأكد مفتي الجمهورية أن الإسلام لم يكن أبدا دينا جامدا, يعترف بالنظام الوحدوي المفتقر إلي المرونة إنما هو دين متجدد, يسع الناس جميعا في كل وقت وعصر, وأن العيش وفق أحكام الإسلام لا يلزم عودة إلي العصور الوسطي, ولا يعني التخلي عن هويتنا, فلم يأمر الإسلام أتباعه بالتنكر لثقافاتهم ليصيروا عربا, وهو ما يفسر هذا الزخم الذي نراه أمس من إنجازات ثقافية وفنية وعلمية وحضارية من طنجة إلي جاكرتا التي يصح أن نضفي عليها الصفة الإسلامية والتي نفخر بها نحن المسلمين. جاء ذلك في الكلمة التي وجهها مفتي الجمهورية في مؤتمر الأديان والحداثة في عالم متغير والذي تنظمه جامعة نوتردام والأكاديمية الأمريكية للأديان في نيويورك حاليا وألقاها نيابة عنه مستشاره الدكتور إبراهيم نجم. وأضاف الدكتور نجم, في الكلمة, أن العالم شهد تطورات هائلة في الأعوام الأخيرة, تمثلت في ظهور تقنيات وأيديولوجيات حديثة وتطورت تكنولوجيا المعلومات لتتيح معرفة ما يقع في كل جزء من أجزاء العالم تقريبا لحظة وقوعها, مما أحدث تغييرات هائلة في كل جوانب حياتنا تقريبا, حتي الطريقة التي ننظر بها إلي أنفسنا والآخرين, وهذا هو التحدي العظيم الذي ينتظر فقهاء المسلمين ومفتيهم, للبقاء في هذا العالم الحديث مشاركين وشركاء يواجهون المستجدات بحكمة وتوازن مع التمسك بالموروث الديني.