أكد د. إبراهيم نجم المستشار الاعلامي لمفتي الجمهورية ان الفتوي أهم أدوات فهم العلاقة بين الإسلام والغرب. وان المفتين لا يعتمدون علي التراث الفقهي فقط في فتاواهم. وإنما يدركون الواقع المعيشي حتي لا تكون احكام فتاواهم مقطوعة الصلة بالواقع. موضحا في الكلمة التي ألقاها نيابة عن فضيلة المفتي بمؤتمر "الأديان والحداثة في عالم متغير" الذي تنظمه جامعة نوتردام والأكاديمية الأمريكية للأديان في الفترة من 18 إلي 22 نوفمبر الجاري: ان المفتين بمثابة جسر يربط بين التراث الفكري والفقهي والواقع المعاصر. وحلقة وصل بين المطلق والنسبي. والنظري والعملي. لا يكتفون معرفة بالفقه الإسلامي فقط. وإنما لديهم دراية واسعة بالعالم الذي يعيشون فيه ومعرفة بالمشكلات التي تواجهها مجتمعاتهم. انطلاقا من قدرة الإسلام ومرونته الذاتية علي التكيف مع التحديات المعاصرة. وسعيه لمد الناس بنهج حياتي عملي مع المحافظة علي مبادئه الأساسية التي تمثل الثوابت التي لا يمكن تجاوزها أو الإخلال بها. أكد د. نجم ان الإسلام لم يكن أبدا دينا جامدا. يعترف بالنظام الوحدوي المفتقر إلي المرونة. إنما هو دين متجدد. يسع الناس جميعا في كل وقت وعصر. وان العيش وفق أحكامه لا يلزم منه العودة إلي العصور الوسطي. ولا التخلي عن الهوية. مبينا ان العالم شهد تطورات هائلة في التقنيات والأيديولوجيات الحديثة. وتطور تكنولوجيا المعلومات مما يعتبر تحديا لفقهاء المسلمين ومفتيهم. للبقاء في هذا العالم الحديث مشاركين وشركاء يواجهون المستجدات بحكمة وتوازن مع التمسك بالموروث الديني..دعا مستشار المفتي في نهاية كلمته القيادات الدينية في العالم للعمل علي نشر ثقافة السلام والتعاون ومدارسة التحديات الهائلة التي تواجه الانسانية والسعي لإيجاد الحلول المناسبة لها بدلا من زرع العداوة بين شعوبها.