سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نيابة عن المفتي .. د. نجم في مؤتمر الأديان بأمريكا: الإسلام لم يكن أبداً دينا جامدا.. وإنما متجدد دائما دعوة القيادات الدينية في العالم لنشر ثقافة السلام
أناب فضيلة الدكتور علي جمعة -مفتي الجمهورية- الدكتور إبراهيم نجم مستشار فضيلته لحضور مؤتمر "الأديان والحداثة في عالم متغير" والذي نظمته جامعة نوتردام والأكاديمية الأمريكية للأديان مؤخرا. ألقي الدكتور نجم الكلمة الرئيسية نيابة عن فضيلة المفتي ركز خلالها علي عدد من النقاط المهمة في توضيح قدرة الإسلام ومرونته الذاتية علي التكيف مع التحديات المعاصرة. وسعيه لمد الناس بنهج حياتي عملي مع المحافظة علي مبادئه الأساسية التي تمثل الثوابت التي لا يمكن تجاوزها أو الإخلال بها. مؤكداً في كلمته أن الإسلام لم يكن أبداً ديناً جامداً. يعترف بالنظام الوحدوي المفتقر إلي المرونة» إنما هو دين متجدد. يسع الناس جميعا في كل وقت وعصر. والعيش وفق أحكام الإسلام لا يلزم منه عودة إلي العصور الوسطي. ولا يعني التخلي عن هويتنا. فلم يأمر الإسلام أتباعه بالتنكر لثقافاتهم ليصيروا عرباً. وهذا يفسر هذا الزخم الذي نراه اليوم من إنجازات ثقافية وفنية وعلمية وحضارية من طنجة إلي جاكرتا التي يصح أن نضفي عليها الصفة الإسلامية والتي نفخر بها نحن المسلمين. أوضح الدكتور نجم في كلمته أن العالم قد شهد تطورات هائلة في الأعوام الأخيرة. تمثلت في ظهور تقنيات وأيديولوجيات حديثة» وتطورت تكنولوجيا المعلومات لتتيح لنا معرفة ما يقع في كل جزء من أجزاء العالم تقريبا لحظة وقوعها. مما أحدث تغييرات هائلة في كل جوانب حياتنا تقريبا. حتي الطريقة التي ننظر بها إلي أنفسنا والآخرين. وهذا هو التحدي العظيم الذي ينتظر فقهاء المسلمين ومفتيهم. للبقاء في هذا العالم الحديث مشاركين وشركاء يواجهون المستجدات بحكمة وتوازن مع التمسك بالموروث الديني. أشار إلي أن هناك كثيرا من الغربيين ربطوا بين "الفتوي" وتصريحات سلبية التأثير لبعض القادة السياسيين رغم أن الفتوي أحد أهم الأدوات في محاولة فهم العلاقة بين الإسلام والعالم الحديث. فالمفتون -وهم في سعيهم لتقديم ارشاد ديني ذي مرجعية- لا يعتمدون التراث الفقهي فحسب. وإنما يدركون الواقع المعيشي حتي لا يمدون الناس بأحكام مبتوتة الصلة بالواقع. فالفتاوي والمفتون جسر يربط بين التراث الفكري والفقهي والواقع المعاصر. وهم بمثابة حلقة الوصل بين المطلق والنسبي. والنظري والعملي. ولهذا السبب تتطلب عملية إصدار الفتوي ما هو أكثر من مجرد المعرفة بالفقه الإسلامي. بل ينبغي عليهم أن تكون لهم دراية واسعة بالعالم الذي يعيشون فيه ومعرفة بالمشكلات التي تواجهها مجتمعاتهم. اختتم د. نجم كلمته بدعوة القيادات الدينية في العالم بالعمل سوياً علي نشر ثقافة السلام والتعاون ومدارسة التحديات الهائلة التي تواجه الإنسانية والسعي لإيجاد الحلول المناسبة لها بدلاً من زرع العداوة بين شعوبها.