علي الرغم من الجهود الدولية التي تبذل لمواجهة تلوث البيئة علي كل الاصعدة إلا ان النفايات الالكترونية هي نوع من التلوث البيئي الذي يطلق عليه الخط المخفي وهو الأشد خطورة وتشمل التليفزيونات, الحاسبات الالكترونية, كاميرات الفيديو, أجهزة الهاتف النقال.. وغيرها, كل الأجهزة تلك تشترك في صفتين تجعلها من النفايات الالكترونية وهي كونها تمتلك أما لوحة الكترونية أو انبوب الاشعة الكاثودية وهذا الأخير يحتوي علي نسب من الرصاص بمستويات تؤدي إلي زيادة الخواص السمية وبالتالي تنتج نفايات خطرة. وذكرت أن احدي الدراسات التي اعدت في الولاياتالمتحدةالأمريكية ذكرت أن3.2 مليون طن من هذه الاجهزة يتم طمره سنويا كطريقة للتخلص منه وبالاضافة إلي ذلك ان250 مليون طن من هذه الأجهزة تصبح خارج الخدمة بدون فائدة وان6 ملايين من هذه الأجهزة مخزونة في البيوت والدوائر بدون استخدام وان هذا القدر الكبير من النفايات الالكترونية سيؤثر حتما علي الدول التي تدعي أنها تملك تقنية عالية تمكنها من السيطرة الكاملة علي مقومات البيئة. وذكر تقرير صادر من الأممالمتحدة كشف عن أزمات بيئية واقتصادية متوقعة ستتعرض لها كيانات كبري في العالم بسبب وجود جبال النفايات الالكترونية التي تضم أجهزة كمبيوتر قديمة وطابعات وهواتف محمولة حيث إنها باتت تنذر بتهديد حقيقي علي البيئة والصحة العامة ما لم يتم التحرك السريع لإعادة تدويرها واستخراج ما بها من معادن ثمينة علي رأسها الذهب والفضة حيث يقيم التقرير الجديد السياسات الحالية والنشاطات غير الرسمية لشبكات إعادة تدوير النفايات الالكترونية وشمل11 كيانا اقتصاديا ناميا في آسيا وإفريقيا والأمريكيتين متمثلة في الصين والهند وجنوب إفريقيا وأوغندا والسنغال وكينيا والمغرب والبرازيل وكولومبيا والمكسيك وبيرو كما يضع حلولا بيئية مستدايمة لإدارة النفايات الالكترونية في تلك البلدان. وقد شارك في تأليف التقرير جامعة الأممالمتحدة والجمعية البرلمانية الأورومتوسطية السويدية في محاولة عملية لحل مشكلة النفايات الالكترونية التي تهدد البيئة وتوقع التقرير أن مبيعات المنتجات الالكترونية الحديثة من أجهزة كمبيوتر وهواتف وصور رقمية وأجهزة موسيقية وثلاجات ولعب أطفال وتليفزيونات في دول مثل الصين والهند سترتفع بشكل كبير في السنوات ال10 المقبلة. ما لم يتم العمل بشكل جاد علي جمع وإعادة تدوير النفايات الالكترونية القديمة بشكل سليم واستخدام خاماتها في المنتجات الحديثة وهذا السلوك سينقذ البيئة من خطر تلك النفايات. وحذرت الأممالمتحدة من أن العالم سيشهد تضخما كبيرا في نسب النفايات الالكترونية ما لم تتحرك الدول والحكومات سريعا لحل الأزمة, ففي جنوب إفريقيا والصين علي سبيل المثال يتوقع أنه بحلول عام2020 ستقفز نسب النفايات الالكترونية من أجهزة الكمبيوتر القديمة من200 400% عن مستوياتها في2007 وبنسبة500% في الهند وبحلول ذلك العام نفسه ستقفز النقابات الالكترونية الناجمة عن الهواتف المحمولة في الصين إلي7 أضعاف مستوياتها في2007 بينما ستصل في الهند إلي18 ضعفا وجاءت الولاياتالمتحدةالأمريكية في المرتبة الأولي عالميا من حيث النفايات الالكترونية إذ تقدر مخلفاتها بنحو3 ملايين طن سنويا تليها في المرتبة الثانية الصين التي تنتج2.3 مليون طن سنويا, وجاءت في المرتبة الثالثة عالميا الهند; إذ قدرت مخلفاتها المتمثلة في الثلاجات وأجهزة التليفاز والحواسب المحمولة والهواتف والطابعات بنحو500 ألف طن سنوياو ورابعا جاءت كولومبيا بنحو35 ألف طن سنويا. وكشف التقرير عن العديد من الحقائق حول مشكلة النفايات الالكترونية وما تمثله من تهديد حقيقي لثروات الأرض ومقدراتها, ومقدراتها وكذا خطرها المحدث علي البيئة والأرض, أهمها تزايد النفايات الالكترونية في العالم بنحو40 مليون طن سنويا وتستهلك عملية تصنيع الهواتف المحمولة والحواسيب الشخصية نحو3% من احتياطي الذهب والفضة, و13% من البلاديوم, و15% من الكوبالت, في جميع أنحاء العالم كل عام. كما تقدر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن عملية التعدين وإنتاج النحاس والمعادن الثمنية والنادرة المستخدمة في المعدات الكهربائية والالكترونية بأكثر من23 مليون طن سنويا, وهذا الكم الهائل يمثل نسبة0.1% من الانبعاثات العالمية.