[email protected] لم يعد استخدام التكنولوجيا يقتصر علي مجال ما أو صناعة بعينها بل أصبح يمتد إلي جميع القطاعات لتحسين الإنتاجية وزيادة كفاءة الإنتاج ورغم جميع الاتهامات التي يوجهها البعض للتكنولوجيا بأن لها آثارا ملوثة للبيئة إلا أنه بشكل عام تعتبر التكنولوجيا أفضل صناعة صديقة للبيئة. وحذر بيان نشرته جمعيات بريطانية تعني بشئون البيئة عبر مواقعها علي شبكة المعلومات العالمية من خطر الأجهزة الالكترونية المنزلية وأثرها المدمر علي الإنسان، وخاصة الخلايا العصبية للمخ، فضلا عن إضعاف القدرة المناعية للجسم مما يؤدي إلي الإصابة بصداع مزمن وفقد التوازن والإرهاق. ويتعرض الإنسان بشكل متواصل إلي سيل من الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الأجهزة الالكترونية والكهربائية كالحاسوب والتليفزيون والانترنت ومحطات تقوية شبكات الهواتف النقالة المنتشرة في المناطق السكنية وهو ما يعرف بخطر "التلوث الالكتروني". ومن ثمة فإن مخاطر أخري تكمن في مخلفات تلك الأجهزة الالكترونية التي تحوي بعض قطعها الصغيرة مواد سامة مثل الزئبق والرصاص تترسب في التربة لفترات طويلة وتحيلها إلي أراض غير صالحة للزراعة، وتتسرب إلي الإنسان عبر سلسلة الغذاء ويعتبر كل من الزجاج والبلاستيك والكربون الصلب وغاز الكلورين السام التي تكون الكم الأكبر من محتويات تلك المخلفات، مواد يصعب التخلص منها أو إعادة تصنيعها ما يجعلها مصدرا دائما لتلويث البيئة. ومن ناحية أخري أظهرت إحصائية أعدتها إحدي الجامعات الأمريكية أن الشركات الأمريكية تتخلص مما يقرب من 50 مليون جهاز حاسوب قديم سنويا عبر تصديرها إلي الصين والهند وباكستان حيث شهدت هذه البلدان وغيرها بروز صناعة جديدة لتأهيل الحواسيب المتقادمة. ونتصور أن ما يزيد من خطورة هذه الظاهرة هو عدم وجود قوانين تحمي العاملين في مجال التخلص من النفايات الالكترونية التي تظهر آثارها الصحية السلبية علي المدي البعيد لمواجهة أخطار التلوث الالكتروني ومن ثمة نعتقد أنه من المهم الاستفادة من التجارب العالمية في معالجة المخلفات التكنولوجية ومنها المبادرة التي قام بها البرلمان الأوروبي لإصدار قانونين ينظمان عملية إعادة تأهيل الأجهزة الالكترونية المتقادمة وإيجاد آلية للتخلص من نفاياتها كذلك اتخذ قطاع صناعة الحواسب الياباني قرارا يقضي بجمع الحواسب المستعملة ومعالجتها للحيلولة دون تسببها في تلوث البيئة. كما نعتقد أنه من المهم التعرف علي رؤية ومدي استعدادات الشركات العالمية المنتجة لمختلف أجهزة الكمبيوتر والتي تشكل نحو 40 % من السوق المحلي لمبيعات الكمبيوتر "اي . بي . إم - أبل - إتش بي - كانون - فوجيستو سيمينز - أيسر - لوفينو" إلي اعتماد خدمات تسترجع من خلالها المواد السامة في الأجهزة الالكترونية قبل الشروع في التخلص منها بالإضافة إلي حث الشركات المحلية العاملة في مجال تجميع أجهزة الكمبيوتر والتي تشكل نحو 60 % من حجم السوق المحلي للكمبيوتر ولاسيما المشاركة في مبادرة حاسبات مصر 2010 لتبني استراتيجيات مستقبلية تستهدف الحد من مخاطر ظاهرة التلوث الالكتروني والاعتماد علي ما يعرف بمكونات الكمبيوتر صديقة البيئة.