أكد الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية أن الاقتصاد المصري شهد العديد من الاصلاحات التي أسهمت في زيادة معدلات نموه, مشيرا إلي أن الحكومة ركزت في الاصلاحات علي3 محاور وهي إحداث تنوع في حركة الاقتصاد مع استقرار السياسات والتأكيد علي سيادة القانون وهذا ما اهتمت به وزارة المالية. وقال أن وزارة المالية بدأت مسيرة الاصلاحات من الجمارك لتيسير حركة التجارة الدولية, مشيرا إلي أن الجمارك المصرية كانت تعد الأكثر تعقيدا من حيث اجراءات الافراج الجمركي, كما أن وقت الافراج عن الرسائل كان يستغرق وقتا طويلا, أما الان فان زمن الافراج عن الرسائل اصبح عدة ساعات فقط, كما حصلت مصلحة الجمارك المصرية علي شهادة الايزو العالمية9001, وهو ما يؤكد مدي التطور الذي حققته في أساليب العمل ووصولها إلي مستويات جودة تضاهي المستويات العالمية, جاء ذلك خلال افتتاح الوزير لمؤتمر ومنتد ي الابتكار والتكنولوجيا الذي تنظمه منظمة الجمارك العالمية بالتعاون مع مصلحة الجمارك المصرية وتستمر أعماله لمدة ثلاثة أيام بمشاركة200 مشارك يمثلون كافة المنظمات الدولية والهيئات الجمركية علي مستوي العالم, ويعقد للمرة الأولي خارج أوروبا. وأضاف أن منظومة الاصلاحات الجمركية أوجدت اجراءات واضحة ومحددة للافراج الجمركي وهذه الاجراءات مستقرة وتتسم بالشفافية في التعامل بين المتوردين والمصدرين. وقال إن مسيرة التطوير في الجمارك مستمرة كي تعكس حقيقة ما يشهده الاقتصاد المصري من تطور ونمو, مشيرا إلي ان دور الجمارك لم يعد تجميع الأموال لصالح الخزانة العامة وانما هي خط الدفاع الأول للأمن القومي ضد الممارسات غيرالمشروعة وايضا الارهاب بجانب حماية المستهلك وان تتأكد من ان الرسائل الواردة مطابقة لما هو مدون عليها وألا تتسرب سلع مغشوشة أو مقلدة تضر بسلامة وصحة المستهلك. وأكد أن التطوير والتحد يث امتد أيضا إلي منظومة الضرائب كي لا تكون عائقا امام القطاع الانتاجي بل سند وعون له. وأضاف الوزير أن التكنولوجيا والاساليب الحديثة في الفحص والتفتيش اصبحت جزءا أساسيا من منظومة عمل الجمارك المصرية, وقالاأن وزارة المالية تسعي إلي نقل كل اساليب العمل المتطورة والمطبقة في مصالح الجمارك في دول العالم المتقدم إلي مصر, فمازال أمامنا شوط نقطعه في هذا المجال, مشيرا إلي تعاون مصلحة الجمارك مع العديد من الجهات والأطراف ذات الصلة خاصة منظمات الأعمال المختلفة فالجمارك تعمل في اطار منظومة عمل أكبر لخدمة الاقتصاد أيضا فإن حماية الفكرية إحدي المهام الرئيسية التي تحرص عليها باعتبارها أداة رئيسية لجذب الاستثمارات الدولية. من جانبه أشاد كونيو ميكوريا أمين عام منظمة الجمارك العالمية بأداء مصلحة الجمارك المصرية ودورها في تيسير التجارة مشيرا إلي أن مصر تشهد ثورة في هذا المجال منذ عام2005. وأكد ضرورة اللجوء إلي التكنولوجيا في عمليات الفحص والتفتيش علي الحاويات وأيضا تطبيقنتظام ادارة المخاطر فهذه الأساليب ستعمل علي رفع كفاءة إدارة الحدود بين الدول بحيث تصبح هناك شبكة عالمية واحدة للجمارك لتتحول من حدود عزل إلي نقاط ارتباط. وأضاف أن الكثير من دول العالم تتجه أكثر نحو استخدام التكنولوجيا في جماركها وهو ما يحفز ويدعم حركة التجارة العالمية, مشيرا إلي أن محاربة الفقر تأتي علي رأس أهداف الالفية كما حددتها الأممالمتحدة, وتيسير التجارة وجذب الاستثمارات أحد أهم وسائل تحقيق هذا الهدف ولهذا فان تيسير اجراءات الافراج الجمركي سيلعب دورا مهما لتحقيق هذه الأهداف. وبالنسبة للمخاطر التي تواجه الجمارك في العالم قال سكرتير عام المنظمة ان أبرزها خطر تزييف الأدوية والتي تمثل مشكلة كبيرة أمام دول العالم وهو مادفع فرنسا إلي اعداد برنامج متكامل لمواجهتها, أيضا عمليات تهريب المخدرات والأسلحة فالجمارك اصبحت خط الدفاع الأول والاخير ضد هذه المخاطر, مشيرا إلي ضرورة التنسيق والتعاون مع العديد من التنظيمات والأجهزة الرقابية لمواجهة تلك المخاطر. ومن جانبه اشار أحمد فرج سعودي رئيس مصلحة الجمارك إلي أن الجمارك في الالفية الثالثة اصبح دورها تسهيل التجارة الدولية وتأمين سلسلة التجارة بما يضمن تحقيق وفورات اقتصادية حقيقية لكل من المستورد والمصدر ينعكس ايجابيا علي المستهلك النهائي وحصوله علي السلع المختلفة بأسعار مناسبة, مؤكدا ان دور الجمارك اصبح أكثر اهمية فنحن نعيش في عالم تكاد تختفي فيه المسافات والحدود الجغرافية والحوافز السياسية والاقتصادية وهو ما جعل من الادارات الجمركية من أهم الأجهزة التي تقوم بدور حيوي في ادارة الاقتصاد القومي.