قال المخرج محمد زهير رجب ان تجربته الثانية في الدراما المصرية ملكة في المنفي الذي تناول حياة الملكة نازلي وعرض في عدة فضائيات عربية, حققت نجاحا كبيرا في مصر والدول العربية يكفي انه جاء مرتبة متقدمة بكل الاستفتاءات التي اجراها عدد من الصحف المصرية ذات المصداقية العالية كصحيفة الأهرام. وأشار زهير إلي أنه سعيد بردود أفعال المسلسل وتحديدا في سوريا, خاصة أن هذه أول مرة يحقق مسلسل مصري بإخراج سوري هذا النجاح مع الجمهور السوري, لدرجة ان هناك بعض المحال علقت بوسترات للمسلسل علي الجدران. وقال: عملنا علي المسلسل اكثر من تسعة أشهر كي يصل للمشاهد بشكل يليق بملكة مصر, وقدمنا هذه الشخصية بشكل صادق ولذلك وصل العمل إلي المشاهدين العرب, ومن يحاول تشويه صورة العمل من خلال الإدعاء بأن المسلسل يسيء لسمعة مصر فأعتقد انه لم ير العمل من الاساس وليس لديه معلومات كافية عن تلك الفترة, وانه يحقق مصالح شخصية من خلال تشويه صورة العمل.أضاف: العمل تمت مراجعته تاريخيا من قبل اساتذة ومستشارين متخصصين منهم, د. لطيفة سالم أستاذة التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس وجمال شقرة عضو الجمعية التاريخية بالإضافة للجان الرقابة بالتليفزيون وكلهم اثنوا علي المسلسل.ولفت زهير إلي أن الدراما المصرية هذا العام شهدت تقدما كبيرا من حيث المستوي الفني وما شاهدناه كان بمثابة العودة بالدراما المصرية للغة السينما, حيث أصبح الاهتمام بالجودة والصورة والصوت والاضاءة والديكور والملابس لا يقل أهمية عن الاهتمام بموضوع العمل, هذا بالإضافة إلي اتجاه العديد من مخرجي السينما للدراما التليفزيونية, والذين طوروا منها, وأنا سعيد بأن ملكة في المنفي ومن قبله أنا قلبي دليلي كانا من ضمن هذه الأعمال التي تميزت بالمستوي الفني الجيد.قال: اعتقد ان الدراما المصرية استعادت مكانتها بعد تقديمها لأعمال غاية في الأهمية ورصد المنتجين لميزانيات ضخمة واستخدام تقنيات عالية لمواكبة التطور التقني الحاصل في العالم, وعن تعامله مع الفنانة نادية الجندي وإذا ما واجه صعوبات يقول: اخترت نادية الجندي لانها قريبة جدا من الملكة نازلي من حيث الشكل والحس رغم ان البعض حاول الإيحاء بانها ترهق المخرج وتتطلب وقتا أكبر أثناء التصوير ولكني اكتشفت ان هذه الفنانة الكبيرة صاحبة التاريخ الفني المميز كانت بمنزلة التلميذة المطيعة لقد كانت ملتزمة بالتعليمات وخائفة وقلقة علي عملها وهذه صفات الفنانين الكبار, وادت مشاهد صعبة للغاية قد لا تستطيع ممثلة اخري بعمرها القيام بها حيث, ركضت لمسافة طويلة, وقد اعدت المشهد أكثر من مرة بسبب اخطاء تقنية وليس بسبب خطأ منها, وكانت مستعدة لإعادته اكثر من مرة, وفي احدي المرات كادت تقع علي وجهها حتي شعرت بالخوف عليها من المشاهد الصعبة فكانت تقول لي: معك نادية الجندي فلا تقلق. انها تحب عملها لدرجة كبيرة, ولديها قلق الفنان ولهذا أصبحت من أهم نجمات السينما المصرية, اتمني من الجيل الجديد سواء في الدراما المصرية او السورية ان يتعلم من هؤلاء الكبار حب المهنة والالتزام والتضحية من أجلها, لقد كانت نادية الجندي تعمل عشرين ساعة في اليوم وهي صائمة فأين الجيل الجديد من نادية الجندي ويحيي الفخراني وعبدالرحمن ابو زهرة ويسرا ونورالشريف اتمني منهم ان يتعلموا حب المهنة والاخلاص فيها من هؤلاء العمالقة.وعن شراكته مع المنتج إسماعيل كتكت التي أثمرت مسلسلي( أنا قلبي دليلي) و( ملكة في المنفي) يقول: هو من المنتجين العرب القلائل الذين يتميزون بثقافة عالية, إنه يحمل مشروعا دراميا ثقافيا مهما ولديه وعي كامل بتفاصيل العملية الانتاجية, وقد منحني الفرصة المميزة لدخول الدراما المصرية وأنا ملتزم معه وله الأولوية وهناك أعمال أخري بكل تأكيد بيننا. وأشار رجب إلي انه يقرأ الآن العديد من النصوص التي قدمتها له شركات انتاج سورية ومصرية وسيختار العمل الذي يحمل المضمون الجيد ويشكل تحديا وأضاف أن نجاح مسلسل( ملكة في المنفي) حمله مسئولية كبيرة وأصابه بالخوف والقلق من القادم الذي يجب أن يكون ذا مستوي أعلي.