بيروت وكالات الانباء: فيما يبدأ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اليوم زيارة هي الأولي له منذ توليه السلطة إلي لبنان والثانية لرئيس ايراني منذ زيارة سلفه محمد خاتمي اشتعل التوتر علي الحدود اللبنانية الإسرائيلية حيث كثف الطيران الحربي الإسرائيلي طلعاته فوق مزارع شبعا بالتزامن مع رصد حركة لافتة لقوات الاحتلال. يأتي ذلك في وقت رصدت فيه مصادر أمنية في جنوب لبنان تحليقا مكثفا للمروحيات الاسرائيلية أمس فوق مزارع شبعا المحتلة والتي عمدت إلي خرق الاجواء اللبنانية في محور الوزاني والغجر وعين عرب بالتزامن مع حركة لافتة للجيش الاسرائيلي علي طول الحدود عشية زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للبنان. من جهتها رفعت قوات اليونيفيل الدولية والجيش اللبناني من استعداداتهما لمراقبة الوضع علي جانبي الحدود والتحركات الإسرائيلية. من ناحية أخري جدد الطيران الحربي الاسرائيلي امس انتهاكاته للاجواء اللبنانية, حيث اخترقت طائرة استطلاع تابعة له الاجواء فوق بلدة كفركلا. وذكر بيان لقيادة الجيش اللبناني أن طائرة استطلاع اسرائيلية معادية اخترقت الاجواء اللبنانية من فوق بلدة كفركلا ونفذت طيرانا دائريا فوق منطقة البقاع الغربي ثم غادرت من فوق بلدة رميش. قال الجنرال جابي أشكنازي رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي' إن علي إسرائيل أن تعمل علي حسم الحرب القادمة في حال اندلاعها داخل أراضي العدو, ويجب ان يستخدم الجيش كل ما أتيح له من قوة خلال تلك الحرب علي حد قوله ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن اشكنازي قوله امس خلال تمرين عسكري للجيش في منطقة النقب بمشاركة قوات من سلاح الجو والمدرعات والمدفعية والمشاة والهندسة والاستخبارات ' لا بد من استعمال كل القوة المتاحة لدينا لكي نضمن أن تكون الحرب قصيرة ولكي لا يظهر المنتصر من الخاسر في النهاية ولا يثير الأمر أي تساؤلات. وتدربت قوات الجيش خلال التمرين العسكري علي احتلال قرية سورية. ورأت صحيفة( النهار) اللبنانية أن المشهد الإقليمي يسهم في تعقيد فهم ما يحصل في لبنان, معتبرة أنه ترجمة أيضا للصراعات المتجددة في المنطقة والتي كانت نائمة لبعض الوقت أو كانت في اتجاه آخر مختلف عن الاتجاه الذي تأخذه الأمور راهنا. وأوضحت الصحيفة- في عددها أمس- أن هذا المشهد الإقليمي كان قائما قبل أشهر علي مقاربة عربية تهدف إلي تشجيع العودة للانخراط مع الدول العربية, مشيرة إلي أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس الإيراني إلي لبنان اليوم التي يراد لها أن تؤثر علي المعادلات الإقليمية بإظهار قدرة طهران علي تجاوز العقوبات وعدم خضوعها للعزلة المفروضة عليها, بل في سياسة متشددة من خلال استعادة سوريا إلي جانبها في موقفها من المفاوضات وزيارة لبنان في وقت بالغ الحساسية علي الصعيد الداخلي بما يعنيه من إعطاء حزب الله دفعا في مواجهة أفرقاء الداخل علي خلفية المحكمة الدولية وتثبيت موقع قدم في مواجهة الدول العربية وليس فقط الدول الغربية. واعتبرت الصحيفة أن لزيارة نجاد للبنان مفاعيلها من حيث تسليط الضوء علي ما يدور في لبنان من حيث أن هناك حماية لحزب الله ويفترض أن يرسم الحضور الإيراني خطا لهذه الحماية باعتبار أن العواصم المؤثرة وإن كانت تتابع ما يجري في الداخل اللبناني, فإنها تولي زيارة نجاد ومفاعيلها أهمية أكبر وهي تدرك مجموعة الأهداف لهذه الزيارة ومن بينها تعزيز الأوراق والموقع. وتضع بعض الأوساط السياسية هذه الزيارة أيضا في الخانة نفسها للتحدي الذي يقيمه نجاد في وجه المجتمع الدولي وهو أن بلاده علي رغم العقوبات والتضييق عليها لاتتأثر بما يحصل وتتابع مسارها الطبيعي لا بل تقوم برد فعل متشدد أكثر في الاندفاع نحو المزيد من التخصيب النووي ونحو الخارج لإزالة هذا الانطباع ومنع ترسيخه, وهو الأمر نفسه الذي ينطبق علي وضع التأزيم الذي يواجهه الأفرقاء في لبنان من بينهم حزب الله بالنسبة لإيران في السياسة الهجومية نفسها. من ناحية اخري اشاد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بقدرة اللبنانيين علي تخطي الصفحات السود والعمل لبناء وطن الأمل والوحدة والتعايش. وأكد الحريري- خلال رعايته امس في مقر رئاسة الحكومة توقيع اتفاق مصالحة بين أهالي ثلاث بلدات جبلية بعد أن هجروا منها منذ الحرب الاهلية في حضور وزير المهجرين أكرم شهيب- أن ملف المصالحات حاز منذ بدء مسيرة عودة المهجرين موقعا استثنائي علي جدول أعمال الحكومات المتعاقبة ومجلس النواب. وشدد رئيس الوزراء اللبناني علي أن يكون هذا الاهتمام مدخلا لإحلال التسامح والتآخي الذي توافق الجميع علي ترسيخه في اتفاق الطائف ولكي لا يبقي أي مهجر خارج أرضه, لافتا الي أهمية تعزيز مسيرة السلم الأهلي والحوار لحماية البلاد ومؤسساتها وتوفير الطمأنينة والاستقرار للمواكن اللبناني. في السياق نفسه اعتبر عضو كتلة المستقبل في البرلمان اللبناني النائب محمد الحجار أنه لا يمكن فتح ملف الشهود الزور في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري قبل صدور قرار الإتهام عن المحكمة الدولية. ووصف الحجار في تصريحات له امس تسمية الشهود الزور بالتسمية السياسية مشيرا الي ان للقضاء اللبناني وحده اختصاص قبول الادعاء في هذا الملف, وله وحده صلاحية السير في الدعوي أو تأخيرها ريثما يصدر القرار الاتهامي. وأوضح ان أسباب عدم إمكانية فتح ملف ملف شهود الزور قبل صدور القرار الإتهامي عن المحكمة الدولية يعود الي عدم امكانية خرق سرية التحقيق والمطالبة بالحصول علي اي وثائق أو مستندات من المحكمة الدولية قبل صدور القرار الاتهامي لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلي تهويل وتخويف أي شاهد يمكن أن يتقدم من المحكمة.