مجموعة من ردود الفعل المتباينة كانت في انتظار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي بدأ أمس زيارة رسمية الي لبنان هي الأولي له منذ توليه الرئاسة. ففي الوقت الذي اصطف فيه آلاف الشيعة في شوارع العاصمة بيروت أمس ورفعت الحشود الشيعية- التي أشرف علي تنظيمها عناصر أمنية من حزب الله وحركة أمل الاعلام الايرانية والملصقات والبالونات والرايات المرحبة بالرئيس الضيف, فإن250 سياسيا وناشطا وإعلاميا ومهنيا لبنانيا معظمهم من تيار14 آذار وجهوا رسالة مفتوحة إلي الرئيس الإيراني حذروا فيها من أن تشكل الزيارة تدخلا في شئون لبنان ومحاولة لتغليب فئة علي أخري.ودعا الموقعون علي الرسالة الرئيس الإيراني إلي اقناع المقاومة بالدخول في كنف الدولة اللبنانية, معربين عن أملهم في أن تكون هذه الزيارة دعما للدولة اللبنانية السيدة المستقلة, ولصيغة العيش المشترك, مثلما كانت زيارة الرئيس الايراني الأسبق محمد خاتمي عام2003, التي تركت أثرا طيبا في نفوس اللبنانيين دون استثناء. ومثلما اثارت زيارة احمدي نجاد قلق واشنطن التي تسعي لعزل ايران بسبب برنامجها النووي.أثار الإستقبال الرسمي له في بعبدا غضب الجانب المسيحي, حيث تم استبعاد كل من أمين الجميل زعيم حزب الكتائب ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبناية سمير جعجع. وقد أرجعت مصادر قرار استبعاد جعجع بسبب الاتهامات الإيرانية له بالتورط في إختفاء4 دبلوماسيين إيرانيين في لبنان خلال الحرب الأهلية. ورفع المواطنون الشيعة صور الزعيم الأعلي الايراني اية الله علي خامنئي ومؤسس الثورة الاسلامية في ايران اية الله روح الله الخميني. واغلقت معظم المدارس في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله وانتشر العشرات من عناصر حزب الله بمرافقة الجيش اللبناني علي طول الطرقات المؤدية الي القصر الرئاسي. وبأستثناء حركة فتح شارك ممثلوالفصائل الفلسطينية المعارضة( حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية- القيادة العامة وحركة فتح- الانتفاضة) الي جانب حشود من اللاجئين الفللسطينيين في مراسم استقبال نجاد عند مدخل مخيم برج البراجنة علي الطريق الي بعبدا, حيث عقد الرئيسان اللبناني والإيراني جلسة مباحثات رسمية. وقد دعا الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد إلي حل عادل للقضية الفلسطينية والي عودة اللاجئين الفلسطينيين الي بلادهم. وشجب نجاد في مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان عقب مباحثاتهما الرسمية- الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية للاراضي والسيادة اللبنانية. وشدد علي أهمية تحرير الأراضي العربية المحتلة في لبنان وسوريا وفلسطين وعلي أهمية وحدة لبنان وتطويره مؤكدا الوقوف الي جانب الحكومة والشعب اللبناني حتي تحقيق كامل أهدافهما. من جهته أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان علي حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وعلي حق ايران في هذا المجال.مشددا علي أهمية التمسك بالحقوق العربية والفلسطينية بما في ذلك استعادة الأراضي المحتلة وتكريس حق العودة ورفض التوطين. ودعا الي مواصلة الجهود لفرض حل عادل وشامل في الشرق الأوسط في وجه تعنت اسرائيل ورفضها خيار السلام وتماديها في بناء المستوطنات. وأكد الرئيس اللبناني حرصه علي العمل علي الزام اسرائيل بالقرار1701 لاسيما الانسحاب الكامل من جميع الأراضي اللبنانية التي مازالت تحت الاحتلال مع الاحتفاظ بحق لبنان في استرجاع هذه الأراضي بكل الطرق المشروعة..مشيرا إلي أن المحادثات اللبنانية الايرانية تناولت الارهاب الدولي وضرورة التفريق بينه وبين المقاومة. كما عقد نجاد لقاءين مع كل من بري ورئيس الوزراء سعد الحريري الذي التقي السفير الإيراني لدي لبنان قبيل لقائه بنجاد. وتناول اللقاءان التطورات الإقليمية وسبل تحقيق الإستقرار والأمن في المنطقة ودعم قضايا لبنان في المحافل الدوليةبالإضافة الي بحث سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين, حيث تم توقيع15 اتفاقية للتعاون بين البلدين. وقد ذكرت مصادر مطلعة أن الحريري أبلغ نجاد رغبة اللبنانيين في الإنفتاح علي مختلف الفرقاء اللبنانيين, فيما صرح السفير الإيراني ركن ابادي بأن زيارة نجاد تهدف الي دعم وحدة اللبنانيين في مواجهة اسرائيل. في المقابل شهدت الحدود اللبنانية الاسرائيلية تحركات عسكرية ومظاهرات لمستوطنين غاضبين ضد الزيارة. وأفادت مصادر أمنية في الجنوب أن الطيران الحربي الاسرائيلي كثف طلعاته فوق مزارع شبعا المحتلة وصولا حتي خط التماس مع قري العرقوب اللبنانية المحررة.
الجامعة اللبنانية تمنح نجاد الدكتوراة الفخرية منحت الجامعة اللبنانية الدكتوراة الفخرية في العلوم السياسية الى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال احتفال أقامته اليوم لهذا الغرض . وألقى نجاد كلمة خلال الاحتفال ركز فيها على أهمية العلم ودوره.. مشيرا الى أن تاريخ لبنان البشري كان أحد المراكز الاساسية المشعة لانتاج العلم ونشره في الحياة وان العلماء والمفكرين وكبار الشخصيات اللبنانية كانوا دائما ينشرون العلم في المنطقة ، وأشار إلى أن استخدام الطاقة الذرية لانتاج الكهرباء يخفض التكلفة الى قيمة السبع.. وقال: هناك من يريدون حرمان الآخرين من الطاقة الذرية دعوات في الكونجرس لتعليق المساعدات العسكرية للبنان بسبب زيارة أحمدي نجاد على الجانب الاخر فقد أثارت الزيارة التي يقوم بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للبنان دعوات جديدة في الكونجرس الأمريكي لإعادة النظر في المساعدات العسكرية المقدمة للبنان ، فقد عارض رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب العضو الديمقراطي هاورد بيرمان والعضوة النافذة في لجنة المخصصات بالمجلس ذاته نيتا لوي "تحويل مبالغ مقررة الشهر المقبل إلى لبنان كجزء من المساعدات العسكرية الأمريكية لها ، وذلك في ضوء الترحيب الحار الذي لقيه أحمدي نجاد في لبنان". وكان لوي وبيرمان قد عارضا في شهر أغسطس الماضي تقديم 100 مليون دولار إلى الجيش اللبناني رغم إقرارها في وقت سابق من جانب الكونجرس والإدارة. وعلل النائبان هذه المعارضة بالقول إنه ينبغي التأكد من طبيعة العلاقة بين الجيش اللبناني وحزب الله الذي تصنفه واشنطن كمنظمة إرهابية. يذكر أن الولاياتالمتحدة قد قدمت إلى لبنان مساعدات عسكرية بقيمة 720 مليون دولار منذ حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله ، وذلك بهدف بناء جيش لبناني يشكل قوة توازن في مواجهة الحزب المدعوم من إيران وسوريا. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد وصل أمس إلى لبنان في زيارة تستغرق ثلاثة أيام استهلها بلقاء مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان وحضر احتفالية لحزب الله كما التقى اليوم الخميس برئيس الوزراء سعد الحريري. وكانت الولاياتالمتحدة قد عبرت عن استيائها من زيارة الرئيس الإيراني إلى لبنان ، حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس إن توجه أحمدي نجاد إلى القرى الحدودية مع إسرائيل يظهر تمادي الرئيس الإيراني في "سلوكه الاستفزازي" ، كما رأى أن هذه الزيارة تظهر أيضا أن "حزب الله يبدو أكثر ولاء لإيران منه للبنان