لم يكن قرار شركة نور سات للاقمار الصناعية بغلق قناة فداك الشيعية بعد سب احد مشايخها السيدة عائشة رضي الله عنها هو القرار الاول باغلاق قناة دينية ولن يكون الاخير بعد ان الغت الشركة المصرية للاقمار الصناعية النايل سات تعاقد قناة البدر وقبلها أغلقت قناه الأمة بثها لاسباب مادية حسب ادعائها لكنها ظلت علي ترددها علي العرب سات, كما اغلقت قناة الحكمة لعدة اشهر. والازمة ليست في فدك الشيعية, ولا الرحمة السنية فقط, فالهواء العربي يملأ فضاءه عشرات القنوات الدينية التي تحرض ليس علي الفتن الطائفية بين دينين مختلفين لكنها تشعل نار المعارك العقائدية بين الدين الواحد, حتي ان احداها وهي بعنوان الناس تعتبر نفسها تمتلك صك الدخول إلي الجنة وترفع شعار الناس طريقك إلي الجنة كما تجد قناة سنية ضد اخري شيعية, الارثوذكسية ضد البروتستانتية والاخيرة ضد الكاثوليكية. فهناك10 قنوات مسيحية تبث علي قمر هوت بيرد الأوروبي بدأت منذ7 مايو عام1996 وكانت بداية انطلاق القنوات المسيحية بقناة سات7 أول قناة فضائية مسيحية في مصر والشرق الأوسط كما ان هناك71 قناة دينية اسلامية تبث علي القمر الصناعي عرب سات الذي تملكه السعودية أبرزها اقرأ أول فضائيح دينية في الفضاء العربي ثم المجد والحكمة وقناة ميتا2( أحمدية) التي اشتهرت بمهاجمة المسيحية لتصبح جزءا من اثارة الفتن الطائفية, لأنه بالضرورة ان ترد القنوات المسيحية الهجوم بهجوم فتصبح هناك فتنة طائفية. كل هذه القنوات تمارس عملها دون ترخيص لأن قانون المنطقة الإعلامية الحرة في مدينة الإنتاج الإعلامي والتابعة للهيئة العامة للاستثمار يمتمنع بث قنوات دينية, ولم يحدث ان وقعت الشركة أي عقود لقنوات دينية, ولم يصل أي تصريح من وزارة الإعلام أو المنطقة الإعلامية الحرة ببث قنوات دينية وتمنع القوانين المصرية القنوات الدينية حرصا علي دعائم الوحدة الوطنية ولعدم المساس بالأمن والاستقرار. وهو ما ظهر خلال ازمة التصريحات الاخيرة والتي زادت من اشتعالها فضائيات الفتن الطائفية. ونجد ان النايل سات يبث علي قمره مجموعة من هذه الفضائيات, مثل قنوات أزهري التي يملكها في الظاهر الشيخ خالد الجندي, وقناةCTV التي يملكها ثروت باسيلي, وقناتي أغابي وملكوت التابعتين مباشرة للكنيسة المصرية. كما ان هناك قمر يوتل سات طرازAB4 ويدور حول نفس مدار القمر المصري نايل سات7 درجات غربا وبإطلاقة في هذا المجال بإمكان جميع قنواته ان تظهر علي الريسيفر الذي يستقبل قنوات نايل, ولن يعرف هل تأتي القنوات من نايل سات أم من القمر الآخر, وذكرت دراسة قام بها الصحفي محمد السيد بصحيفة الاهرام ويكلي أعدها منتصف العام الماضي لمعهد رويترز لدراسة الصحافة بجامعة أوكسفورد البريطانية أن منصور بن كدسة رجل الأعمال السعودي مالك قناة الناس الفضائية التي انشئت عام2006 لتكون قناة ترفيهية اغاني وكليبات وبرامج منوعة, حولها لقناة دينية حظيت بشعبية واسعة مما دفعه لتغيير قناة الخليجية التي يملكها أيضا لقناة دينية. قناة الناس تحديدا شهدت مراحل تغيير عديدة في مضمونها فمن قناة ترفيهية إلي قناة رفعت شعار قناة الناس وتشرح الدراسة ان هذه القنوات لا تسعي الا للربح حتي لو كان عن طريق الطعن في العقائد واشعال الفتن بين المذاهب والاديان وان هناك خطا يضعه اصحاب هذه القنوات للحصول علي الربح بانماط مختلفة, فمثلا قناتا اقرأ والرسالة تعتمدان في الاساس علي تمويل المالكين الشيخ صالح كامل الملياردير السعودي والأمير وليد بن طلال اللذين أنشأ القناتين لاكمال باقة القنوات التي يملكانها ايه آرتي وروتانا أو لمواجهة التيار الاسلامي المتشدد وليس بغرض التربح أساسا... وتقول ادارة القناة ان مكاسب الاعلانات التي تذيعها لا تكفي لتغطية المصروفات. أما النوع الثاني فهو مثل قناة الساحور التي تعتمد علي تبرعات الأثرياء والمنظمات الخيرية أو الشخصيات السياسية( ومنهم الرئيس السوداني عمر البشير وفق مدير القناة عبدالله طاهر) ويعتبر النوع الثالث من القنوات هو الذي ينفق القليل علي التجهيزات الفنية لجني الكثير من ارباح الاعلانات مثل قناة الناس. وتشير الدراسة إلي انتشار القنوات الدينية السلفية التي تعبر عن نهج متشدد يرفض التأقلم مع الحداثة, وهو ما يرجعه البحث إلي رغبة رجال الأعمال السعوديين في استثمار موجة السلفية المتنامية في العالم العربي. واتهمت الدراسة تلك القنوات انها تحمل طابعا تبشيريا بالفكر السلفي, حتي انها تمنع ظهور المذيعات علي شاشاتها فيما يظهرن علي قناة الحافظ مرتديات النقاب.