من حق الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن يسجل براءة اختراع باسمه حول الطريقة التي يتعامل بها مع الولاياتالمتحدة وعلي وجه التحديد مع ادارة الرئيس أوباما..انه يتعمد اختيار اشد العبارات واقساها والتي يمكن ان تثير الرعب والفزع في نفوس الامريكيين ولايحاول علي الاطلاق ان ينفي عن بلاده سعيها لموازاة القوة الامريكية بل ويقول علانية.. لقد أصبح في العالم الآن قوتان.. أمريكا وإبران فقط.لكنه لايكتفي بذلك وانما أراد ان يطلق اهاناته وتهديداته من نيويورك حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة, ولم يتردد في ان يقول للصحفيين الأمريكيين ان امريكا لاتعرف الحروب ولم تكسب واحدة منها, ولو حاولت القيام بعمل ضد المنشآت الايرانية فانها ستكون حربا بلا حدود.. الغريب والمدهش ان تهديدات نجاد تحقق نتائج فعلية في التأثير علي الرأي العام الامريكي حيث تسارع كبريات الصحف والبرامج الي الالتقاء به والاستماع الي آرائه حول القضايا الدولية وامكانية قبوله للتفاوض مع واشنطن والمجتمع الغربي.. الاهتمام الاعلامي بالرئيس الايراني يرسم علامات تساؤل حقيقية داخل المجتمع الامريكي, هل الهدف هو التعرف علي العدو الاكثر وضوحا لسياسات وتوجهات الولاياتالمتحدة, ام ان احمدي نجاد قد حقق اهدافه من إخافة امريكا؟.. في كل الاحوال, سيكون نجاد نجم هذا الأسبوع في كل وسائل الاعلام الامريكية وفي البرنامج الشهير لاري كينج, وستكون كلماته مثارا للجدل بين المحللين السياسيين داخل أروقة البيت الابيض والكونجرس.. ولاشك ان هذه اللهجة المتغطرسة من طهران تجاه العواصمالغربية وفي مقدمتها واشنطن تستند الي قوة عسكرية قادرة علي ردع أي عمل قد تفكر فيه اسرائيل او الولاياتالمتحدة, وقد تزامنت زيارة الرئيس الايراني مع الكشف عن صواريخ جديدة اضيفت الي ترسانة الاسلحة الايرانية.. ويمكن القول ان سياسة إخافة امريكا قد نجحت حتي الآن وان تصريحات نجاد اكثر قوة من الصواريخ التي يمتلكها.