أطلق الجيش الايراني أمس صاروخاً جديداً في اطار مناورات "ضربة ذو الفقار" التي تأتي قبل يومين من الموعد النهائي لتقديم ايران ردها علي عرض التحالف الغربى لوقف تخصيب اليورانيوم. يأتي هذا وسط توقعات برفض ايران العرض الدولي بينما أعلن الرئيس الايراني أحمدي نجاد عن وجود وحدة استشهاديين من 50 ألفاً من الحرس الثوري مستعدة لضرب أهداف أمريكية وبريطانية اذا تعرضت بلاده لهجوم أمريكي. وأعلن متحدث باسم الجيش الايراني عن اطلاق صاروخ جديد أرض أرض يصل مداه الي مسافة تتراوح بين 80 الي 250 كيلو متراً ويمكنه تفادى أنظمة الرادار. وأضاف ان الصاروخ يحمل اسم الصاعقة. المراقبون يرجعون القيام هذه المناورة العسكرية الجديدة والتي يبث تفاصيلها التليفزيون الايراني واختبارات المعدات الحربية الجديدة إلى رغبة أيران فى توضيح الوضع الامني الحرج في هذه المنطقة الغنية بالنفط وسط توقعات بقيام أمريكا بمغامرة جديدة بتوجيه ضربة عسكرية الي المنشآت النووية الايرانية. وأشار المراقبون الي أن الصاروخ الرئيسي الذي تملكه ايران هو صاروخ "شهاب 3 " ويمكن أن يبلغ مداه مسافة تتراوح بين 1300 الي ألفي كيلو متر ويمكنه أن يضرب أي جزء في الكيان الصهيونى. وأكد الرئيس الايراني ان بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم وترفض في الوقت نفسه استئناف علاقتها المقطوعة مع واشنطن. وهاجم نجاد في مقابلة مع شبكة "سي.بي.إس" الامريكية سياسة الولاياتالمتحدة ووصفها بأنها تهدد مستقبل الشعوب في العالم كله . وأضاف ان خروج بلاده من الحظيرة الامريكية جعل واشنطن تعارض محاولات بلاده تخصيب اليورانيوم. وقال "نحن في الاساس لا نريد قنبلة نووية ولا يستطيع بوش منعنا من حقنا المشروع في انتاج وقود نووي" . ولم ينف نجاد ما ذكره محاوره الامريكي خلال المقابلة ان الحرس الثوري شكل وحدة استشهاديين من 50 ألف شخص لضرب أهداف أمريكية وبريطانية اذا تعرضت بلاده لهجوم أمريكي قائلاً "وهل تتوقع منا أن نقف مكتوفي الايدي اذا هاجمتنا أمريكا" . وشدد نجاد علي رفض بلاده استئناف العلاقات مع الولاياتالمتحدة وهاجم السياسة الامريكية في العالم وعلق علي اتهامات ايران بزعزعة أمن العراق بتساؤلات عن سر بقاء القوات الامريكية في الاراضي العراقية . واستبعد حميد رضا آصفي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية امتثال ايران للمطالب التي تتزعمها الولاياتالمتحدة لوقف تخصيب اليورانيوم . يأتي هذا في الوقت الذي من المقرر أن تعطي ايران ردها علي العرض الدولي غداً . وقال آصفي خلال مؤتمره الصحفي الاسبوعي "ان مسألة التعليق هي عودة الي الماضي وليست مدرجة علي جدول أعمال الجمهورية الاسلامية" . وقدمت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي اضافة الي ألمانيا عرضاً في أوائل يونيو الماضي بوقف تخصيب اليورانيوم مقابل مجموعة من الحوافز الاقتصادية أو التعرض للعقوبات . واشترط العرض لبدء المفاوضات حول التعاون والحوافز الاقتصادية تعليق ايران كل نشاطات التخصيب واستئناف التعاون الموسع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية . وطالبت ايران بمهلة حتي 22 أغسطس لتقديم ردها إلا أن الدول الكبري استصدرت في 31 يوليو قراراً من مجلس الامن ضد ايران . وتشتبه مصادر دبلوماسية أجنبية في طهران ان ايران اغتنمت المهلة حتي تتمكن من الاعلان عن تحقيق تقدم جديد في برنامج التخصيب أو في بناء مفاعل أراك النووي .