قال السفير أشرف راشد سفير مصر في إيطاليا ان زيارة الرئيس حسني مبارك للعاصمة الإيطالية روما ومحادثات القمة التي اجراها مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني, تعد بمثابة دفعة اضافية للتعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر وإيطاليا جنبا الي جنب مع الابعاد السياسية المهمة للقمة, وهو ما يعد نموذجا للتعاون بين الدول. واضاف ان هناك مؤشرات مبشرة بعودة مستويات التبادل التجاري بين البلدين الي سابق عهدها بعد تجاوز اثار الازمة الاقتصادية العالمية التي تسببت في انخفاض حجم التبادل بين البلدين بنسبة10% في عام2009 واوضح ان حجم التبادل التجاري قد زاد بالفعل بنسبة20% خلال النصف الاول من عام2010 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. واعرب أشرف راشد عن امله في ان تؤدي هذه المؤشرات الايجابية الي عودة التبادل التجاري الي مستواه الذي كان قد بلغه في عام2008 وهو2,5 مليار يورو( خمسة مليارات و200 مليون يورو), وان تستمر الصادرات المصرية في التزايد الي الاسواق الإيطالية, بما يحافظ علي اتزان الميزان التجاري وهو ما يميز مجمل حركة التجارة بين مصر وإيطاليا في السنوات الاخيرة.. كما اشار الي تسجيل زيادة في واردات إيطاليا من الحاصلات الزراعية المصرية, خاصة بعد القمة المصرية الإيطالية التي عقدت بروما في مايو الماضي وما ادت اليه من تدشين الخط الملاحي المباشر بين الاسكندرية وفينيسيا, والذي يسهم بدوره في تسهيل وصول الصادرات المصرية للموانئ الإيطالية بشكل سريع وبتكلفة اقل. وقال السفير المصري في إيطاليا, ان الاستثمارات الإيطالية في مصر في تزايد مستمر, حيث تصل الي ما يعادل14 مليار جنيه من خلال اكثر من300 شركة إيطالية, وهو رقم تتوقع زيادته في ضوء مساعي مصر لتشجيع الاستثمارات الإيطالية لا سيما في الصناعات الصغيرة والمتوسطة, التي تتجه الان بشكل متزايد الي الاسواق الخارجية. واضاف قائلا:' اننا في مصر نشجع علي اجتذاب المزيد من هذه الاستثمارات خاصة في مجالي المنسوجات والازياء, وهو ما بدأ يتم بالفعل علي ارض الواقع من خلال اجتذاب المنطقة الحرة ببرج العرب لعدد من المشروعات الإيطالية المخصصة لاعادة التصدير.. وهو ما يتيح المزيد من فرص العمل للشباب واكتساب الخبرات والمهارات العملية والفنية'. واوضح راشد ان تزايد مثل هذه المشروعات والاستثمارات الإيطالية في مصر قد دفع الجانب الإيطالي الي البدء في اقامة مراكز تدريب متخصصة للعمالة المصرية, من اجل تأهيلها للعمل سواء في المشروعات الاستثمارية الإيطالية بمصر او في إيطاليا نفسها. وقال السفير أشرف راشد, ان اقامة مثل هذه المشروعات ومراكز التدريب المتخصصة- والتي تهتم بتعليم اللغة الإيطالية ايضا لشباب المتدربين يتم الان بمشاركة من القطاع الخاص من خلال مجلس الاعمال المصري الإيطالي, والذي يضع تدريب الكوادر المصرية ضمن قائمة اولوياته. واشار أشرف راشد في هذا الخصوص الي اهمية مثل هذه المراكز التدريبية مثل مدارس' الدونبوسكو' التي تم افتتاح الافرع الحديثة منها في القاهرةوالاسكندرية. واوضح انه بالاضافة الي الفوائد الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن هذه المشروعات, فانها تساعد في الوقت نفسه علي الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تعرض شباب المصريين للخطر والهلاك, حيث تتيح لهم فرص العمل داخل مصر وفي إيطاليا, خاصة ان السلطات الإيطالية قد تشددت في فرض عقوبات واحكام قضائية للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي اصبحت جريمة تعرض من يقوم بارتكابها للعقوبات المشددة. وحول مشروع اقامة الجامعة المصرية الإيطالية.. قال السفير أشرف راشد, انه تم الاتفاق علي اقامة هذه الجامعة خلال القمة الاولي للشراكة الاستراتيجية المصرية الإيطالية, وتم تشكيل فريق عمل مشترك من المسئولين والجامعات لوضع الهيكل الخاص بانشاء هذه الجامعة وخطوات تنفيذها علي ارض الواقع. وقال ان الجانب المصري اوفي بقدر كبير من التزاماته بما في ذلك تخصيص الارض التي سيقام عليها المشروع في القاهرةالجديدة والتي نأمل في افتتاحها خلال عامين. واكد ان الهدف من هذه الجامعة هو التركيز علي العلوم المتخصصة في التكنولوجيا ذات المستويات العالية والمهارات العملية والفنية.. وسوف تكون الشهادة التي تمنحها هذه الجامعة معترفا بها في مصر وإيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي. وفيما يتعلق ببرنامج مبادلة الديون المصرية, اوضح أشرف راشد ان البرنامج يقضي بتحويل هذه الديون المستحقة لإيطاليا الي مساهمات في مشروعات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.. واشار الي ان الشريحة الاولي من هذا البرنامج تم تنفيذها بالفعل, ويجري حاليا تنفيذ الشريحة الثانية التي تنتهي في عام2012, فيما بدأ التفاوض علي تفصيلات الشريحة الثالثة. وحول ما يعرف بالممر الاخضر والخاص بتصدير الحاصلات والمنتجات الزراعية المصرية لأوروبا عبر إيطاليا.. قال أشرف راشد ان هذا المشروع اكتسب زخما ملموسا مع تدشين الخط الملاحي بين الاسكندرية وفينيسيا, وهو ما سيؤدي الي زيادة ملحوظة في الصادرات المصرية الزراعية. واشار الي برنامج تعده إيطاليا مع المسئولين المصريين بشأن رفع كفاءة انتاج وتعبئة المنتجات الزراعية, لضمان توافقها مع المعايير الأوروبية, وهو ما بدأ بالفعل في احدي المزارع في منطقة النوبارية. وحول مدي تجاوب الجانب الإيطالي مع الخطة المصرية الخاصة بازالة الالغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي, قال السفير أشرف راشد ان الجانب الإيطالي قدم بالفعل بعض المعدات التي تساهم بدورها في ازالة الالغام, واقامة المشروعات التنموية. وحول ارقام السياحة الإيطالية الحالية لمصر.. اشار راشد الي زيادة تدفق السياح الإيطاليين الي مصر, حيث تجاوز عددهم المليون سائح, وسط مؤشرات مبشرة علي المزيدة حركة السياحة الإيطالية الي مصر, في ضوء الاهتمام المصري الإيطالي المشترك لتعريف السائحين بالمناطق السياحية غير المعتادة في مصر, وهو ما بدأ يؤتي بماره من تدفق السياح علي مناطق مثل مرسي علم والوادي الجديد واسوان وغيرها.