تشهد العاصمة الايطالية روما اليوم مشاورات مكثفة للرئيس حسني مبارك حيث يعقد الرئيس مبارك لقاء قمة مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني. في ختام جولة اوروبية شملت المانيا. وأكد السفير اشرف راشد سفير مصر في روما ان زيارة الرئيس حسني مبارك الي العاصمة الايطالية تأتي في توقيت مهم للغاية للجانبين المصري والايطالي, حيث يتابع الجانب الايطالي بكل اهتمام الدور المصري للتعامل مع قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية, ويتطلع للتعرف علي رؤية الرئيس مبارك وتقييمه للتطورات الاخيرة لهذه القضية انطلاقا من الدور الفاعل للرئيس مبارك والمشاركة الرئيسية له في اطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني في واشنطن, واستضافة مصر للجولة الثانية من هذه المفاوضات في مدينة شرم الشيخ, واللقاءات الثنائية, والاتصالات التي أجراها الرئيس مبارك في هذا الشأن. واضاف ان هناك رغبة واهتماما واضحا من الجانب الايطالي للاستماع والتعرف علي تقييم الرئيس مبارك وكيفية دعم ايطاليا للجهود المصرية والتنسيق مع مصر باعتبار ايطاليا جزءا من الاتحاد الاوروبي ويمكنها القيام بدور فاعل في دعم محادثات عملية السلام كما يمكنها ان تلعب دورا هاما باتصالاتها مع الولاياتالمتحدة وعلاقتها مع اسرائيل. وقال إن مصر تسعي إلي سلام واستقرار وتنمية جنوب المتوسط والشرق الاوسط وأن ايطاليا تقف مع مصر تماما في دفع هذه العملية,مشيرا إلي أن ايطاليا تكن تقديرا لمصر وللرئيس مبارك وتعمل علي توثيق العلاقات الثنائية مع مصر وتطويرها من خلال الزيارات المستمرة التي تتم بين الجانبين خاصة أن الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الايطالي بيرلسكوني اتفقا علي الارتقاء بهذه العلاقات الي علاقات مشاركة استراتيجية منذ عام2008 وأن المرحلة السابقة شهدت ثلاث قمم بين الجانبين في هذا الإطار, الأولي في روما عام2008 والثانية في شرم الشيخ عام2009 والثالثة في روما في مايو الماضي, وستعقد القمة الرابعة في شرم الشيخ منتصف العام القادم. وأشار إلي أهمية هذه القمم في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات نظرا لمشاركة عدد كبير من الوزراء في المجالات المختلفة من الجانبين في تلك المحادثات. وأضاف السفير أن زيارة الرئيس لروما تشكل حدثا مهما كذلك في ضوء ما سيقوم به سيادته خلالها من افتتاح الاكاديمية المصرية للفنون في روما بعد إعادة تطويرها بشكل شامل جعلها منارة لمصر, خاصة انها علي ستحتوي متحف مصري هو الأول من نوعه خارج مصر. واضاف أن اختيار إيطاليا لتكون مقرا لهذا المتحف هو اختيار منطقي في ضوء الخلفية الحضارية والثقافية المعروفة لإيطاليا, والتي تعد من أكثر دول العالم شغفا بالحضارة المصرية, جنبا إلي جنب مع اهتمامها بتطوير العلاقات مع مصر حاليا, مشيرا الي أن هذا الاختيار يلقي ترحيبا وتقديرا كبيرين من الجانب الايطالي علي المستويين الرسمي والشعبي, وهو ما تجسد في حرص رئيس الوزراء الايطالي علي أن يشارك بنفسه, مع الرئيس مبارك في افتتاح هذا الصرح المصري في سابقة غير معهودة في افتتاح الأكاديميات المماثلة في ايطاليا. وتتناول مباحثات الرئيس مبارك مع رئيس الوزراء بيرلسكوني مجمل الأوضاع في الشرق الأوسط, بما في ذلك الوضع في العراق ولبنان, وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية. وفضلا عن ذلك فسوف يتناول الرئيس خلال زيارته الاستعدادات الجارية لعقد القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط المقررة في برشلونة يوم21 نوفمبر المقبل, وسوف يتطرق الحديث إلي وجهات النظر تجاه الموضوعات التي سيتم مناقشتها خلال القمة, لاسيما وأن مصر تتولي الرئاسة المشتركة للاتحاد. كما يبحث الرئيس مبارك مع بيرلسكوني سبل تعزيز العلاقات الثنائية, والتي تشهد تطورا ملحوظا, تمثل في عقد القمة الإستراتيجية الثالثة بين مصر وإيطاليا في19 مايو من العام الجاري في روما, وتم خلالها توقيع عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات, ومن المنتظر خلال الزيارة متابعة تنفيذ ما تضمنته خطة العمل الثنائية الموقعة عام2009, وتغطي الفترة حتي عام2012 وكذلك الاتفاق علي موعد عقد القمة الرابعة في القاهرة العام المقبل. وستطرق مشاورات الرئيس في روما الي سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات الاستثمار والسياحة والصناعة والنقل وتدريب العمالة المصرية ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة واستعراض مراحل انشاء الجامعة المصرية الايطالية التي تجري الان وتأتي اهمية القمة المصرية الايطالية في اطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين إلي مستوي الشراكة الإستراتيجية القائمة بين البلدين لتوطيد التعاون المشترك, و تبلور القمة وتتوج الاتصالات والزيارات والمشاورات الثنائية المستمرة بين البلدين طوال العام الحالي في اطار الاهتمام المشترك بتحقيق أكبر قدر من التعميق والتعزيز خاصة أن ايطاليا الشريك التجار ي الأول لمصر في أوروبا والثاني في العالم بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية.