ماحدث أمام زامبيا في أولي جولات تصفيات كأس العالم الماضية تكرر بنفس المشاهد أمام سيراليون.. مباراة لم نتوقعها ولم يكن أحد ينتظر نتيجتها لكن منتخبنا تعادل1/1 مع سيراليون في أولي جولات التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا2012 في الجابون وغينيا الاستوائية والتي أقيمت مساء أمس علي ستاد القاهرة.. وهذه الخسارة ستصعب كثيرا من مهمتنا في التأهل لأن كل مجموعة يتأهل عنها فريق واحد فقط, ويتصدر المجموعة حاليا فريق جنوب إفريقيا بفوزه علي النيجر2/ صفر. المنتخب ظهر علي غير المتوقع لاسيما مع تغيير طريقة لعبه من2/5/3 إلي2/4/4 فاصبح الطريق مفتوحا إلي مرمي الحضري فسجل سيراليون هدف التقدم عن طريق مصطفي بانجورا بعد11 دقيقة من الشوط الثاني وتعادل محمود فتح الله في الدقيقة ال14 من نفس الشوط, وكما ضاعت منا فرص وتصدي القائم للتسديدتين ضاع من سيراليون اكثر من فرصة وانقذ الحضري انفرادين. لم يقدم خط وسط المنتخب المنتظر منه وظهر معظم اللاعبين دون المستوي وافتقد الفريق للرأس الهجومية في ظل غياب كل الخبرات والمؤثرين مثل عماد متعب وعمرو زكي ولم يتمكن الجدد أحمد علي وأحمد مكي من تعويضها ولم تكن لها أي بصمة.. ولعب دور البطولة في الهجوم ابوتريكة ولم يوفق وحاول جدو ولكن تصويباته افتقدت للدقة. وكما أخطأ حسام البدري في لقاء الشبيبة أخطأ حسن شحاتة في لقاء سيراليون فهو يواجه دفاعا متكتلا ويحتاج لزيادة عددية في الهجوم فاذا به يسحب مهاجمين ويدفع بمهاجم ولاعب وسط, الأمر الذي أبقي عدد مهاجمي مصر في نقص أمام مدافعي سيراليون الزائر ولم يقم أبوتريكة أو جدو في لعب دور المهاجم الصريح ولم يضف أحمد عبدالظاهر أي جديد وحاول وليد سليمان المهاري ولم يجد المعاونة. وعاني خط الدفاع وظهرت به الثغرات وكان من السهل اختراقه وحدث أكثر من مرة وبسهولة فظهر الشكل الهجومي لسيراليون في ظل تخبط جمعة وفتح الله فأجاد مصطفي بانجورا ومحمد بانجورا ورودني وشكلوا خطورة فسجلوا هدفا وانقذ الحضري هدفين. قدم الفريق الضيف عرضا قويا لم يكن أحد ينتظره في مصر.. وإذا كان فريقنا سيئا وفقد الكثير من لعبه المنظم واستحواذه وسيطرته والانقضاض علي المنافس فانهم كانوا جيدين ومنظمين ولديهم رغبة في تحقيق نتيجة جيدة فلعبوا بحماس وفي نفس الوقت بأداء خططي وتكتيكي في الدفاع القوي المنظم بتضييق المساحات فحرمونا من تمرير الكرة علي الأرض وفرض الرقابة الجيدة علي عناصر اللعب بجانب مدافعين جيدين وحارس يقظ ولم يكتفوا بالدفاع بل شنوا العديد من الهجمات المرتدة التي أزعجتنا وهددت مرمانا فهو فريق جيد يستحق الاحترام والنتيجة يستحقونها ولابد أن نعترف أنهم فريق جيد شاب طموح. .. الذي حدث أن البطل لم يكن عند حسن الظن به وربما استهنا بالمنافس لندفع الثمن مجددا فقد انتهت نظرية الفوز مقدما فالفوز لا يتحقق إلا في أرض الملعب لهذا فقدنا نقطتين في منتهي الأهمية سنظل نعاني بسببه طوال التصفيات. لم يكن الشوط الأول علي المستوي المطلوب بسبب سوء الأداء الهجومي وعدم وجود مهاجم يترجم السيطرة إلي أهداف.. فالمنتخب يصل من الأطراف والعمق ولا يعرف كيف يدخل الكرة في شباك الفريق السيراليوني وقل الشكل الهجومي للفريق علي مدار45 دقيقة صنع النجم أبوتريكة بمهارته من خلال3 محاولات في منتهي الخطورة سواء عن طريق تسديدة من ركلة حرة ارتدت من الحارس ولم تجد من يسجل. ومن خلال تسديدة صاروخية حولها الحارس كريستيان كولي لتصطدم بالقائم الأيمن وتخرج إلي الملعب بدلا من أن تأخذ طريقها إلي الشباك وثالثة راوغ بها الحارس وحولها عرضية وأنقذها الدفاع قبل أن تصل لجدو. أجاد سيد معوض في الناحية اليسري ولكنها لم تجد من يستغلها بالرأسيات ربما لقلة خبرة المهاجمين الدوليين, أحمد علي وأحمد حسن مكي اللذين لم يكن لهما حضور واضح خلال هذا الشوط ربما لعدم دقة التحركات أو احتلال المراكز الجيدة, ولكن لابديل سواهما حتي في الجالسين علي الدكة, المهم أن معوض أرسل أكثر من كرة رائعة لم تجد من يستغلها وكذلك فعل أحمد المحمدي من اليمين لكن كل العرضيات ذهبت أدراج الرياح ليفشل فريقنا في التسجيل في مرمي فريق بلا تاريخ لكنه ظهر أمامنا وكأنه منافس لنا. فريق سيراليون ظهر بشكل جيد من خلال أداء دفاعي قوي نجح في هدفه أو هجوم مرتد شكل خطورة علي مرمي الحضري عن طريق رودني المحترف في الدوري الايطالي أو مصطفي بانجورا, وكان الهجوم سريعا ينتهي بتسديدات مرت بجوار قائمي الحضري وكان من السهل أن تسكن احداها الشباك لو كانت هناك دقة أكبر. حكم اللقاء بدارا دياتا السنغالي ظهر في هذا الشوط من خلال انذارين لمنتخب مصر للعنف ضد وائل جمعة وجدو ولم تكن هنا أي مواقف صعبة وانتهي الشوط بالتعادل السلبي بصورة لم يتوقعها أحد نظرا للفارق الكبير بين الفريقين. ويتدخل حسن شحاتة مع بداية الشوط الثاني بالدفع بلاعب مهاري يملك المقدرة علي الاختراق عندما سحب المهاجم أحمد حسن مكي ودفع بوليد سليمان في وسط الملعب وتقدم تريكة أو جدو للزيادة العددية بجوار أحمد علي وسدد أبو تريكة لكن اخطأت طريقها إلي الشباك. ويتوالي الهجوم ويسدد فتحي وينقذ الحارس ثم تسديدة أخري تصطدم بالقائم, وفي الدقيقة11 ومن هجمة مرتدة وحيدة تصل الكرة إلي مصطفي بانجورا علي حدود المنطقة يفشل الدفاع في التعامل معها لتعود إليه ويسدد كرة قوية يفشل عصام الحضري في التعامل معها لتسكن الشباك وتصبح النتيجة تقدما مفاجئا بهدف لسيراليون. وبعده يهاجم المنتخب ويرد بسرعة بعد3 دقائق بهدف من رأسية رائعة لمحمود فتح الله تسكن الشباك ليتعادل الفريقان1/1 بعد14 دقيقة, وكاد المنتخب السيراليوني يتقدم بعدها بدقيقة من انفراد بسبب خطأ دفاعي ساذج عندما سدد مصطفي بانجورا صاروخا أنقذه عصام الحضري ببراعة لركنية. ويلعب وليد سليمان عرضية متقنة حولها أحمد علي برأسية بجوار القائم رغم سهولتها. ويلجأ الفريق السيراليوني للمرتدات من خلال كرات طويلة للمهاجمين مستغلين سرعتهم التي تفوق سرعة فريقنا ومدافعينا وينجح محمد بانجورا في الانفراد بسرعته وتصدي الحضري ببراعة وأنقذ هدفا محققا. ووضح أن الفريق السيراليوني ليس سهلا ويمتلك رؤية وفكرا خططيا في أرض الملعب وليس هو الفريق السهل الساذج البسيط, فهو يدافع بنظام ويعتمد علي المرتدة وظهر ذلك منذ أول5 دقائق وشكل خطورة علي فريقنا ربما لم يشكلها أي فريق آخر علينا في السنوات الأخيرة, كما ظهرت عيوب دفاعنا المفتوح في ظل طريقة2/4/4 رغم أن فتح الله وجمعة يلعبان بها في الأهلي والزمالك ولكن فريقنا تأثر بغياب الليبرو وطريقة2/5/3 الأكثر أمانا لنا في الناحية الدفاعية وفزنا من خلالها بثلاثة ألقاب قارية. وصنع وليد سليمان نشاطا هجوميا من خلال أكثر من اختراق من الأطراف ولعب أكثر من عرضية دون أن تجد من يسجل. ويدفع حسن شحاتة بأحمد عبد الظاهر المهاجم بدلا من أحمد علي المهاجم وكان من الأفضل أن يزيد عدد المهاجمين لا أن يستبدل أحدهم بالآخر لكنه فضل أداء لاعبي الوسط لدور المهاجم المتأخر عن المهاجم الصريح. ويصاب أحمد حسن ويخرج ويلعب بدلا منه عمرو السلية في وسط الملعب لاستغلال قدراته في التسديد من خارج المنطقة. ويتراجع سيراليون بالكامل للخلف للدفاع عن تعادله مع بطل إفريقيا ويلجأ حتي للعنف لايقاف فريقنا ويؤدي التكتل الدفاعي إلي صعوبات كبيرة أمام لاعبينا سواء في الحركة أو الاختراق أو التمرير, الأمر الذي أربك لاعبينا وأفقدهم القدرة علي السيطرة وأصبحت قدرتهم علي التسليم والتسلم غاية في الصعوبة وأصبح اللقاء سجالا وتعرضنا لازعاج من بانجورا. ويتحرك وليد سليمان من اليمين لليسار والعكس ويصنع خطورة ويفشل فريقنا في استغلال الركنيات التي كانت من نصيب الدفاع والحارس كريستبان كوكا. وتتاح الفرصة لأبو تريكة بكرة مهيأة علي حدود المنطقة ووضعها ببطن القدم أخطأت طريقها إلي الشباك. ويلعب المحمدي عرضية علي رأس جدو سدد فوق العارضة لينتهي اللقاء بالتعادل1/1.