للمرة الحادية عشرة يقام أسبوع النقادLaSemaineDelaCritique وهو قسم مستقل بمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي من تأسيس اتحاد النقاد بسويسرا بالتعاون مع المهرجان تقدم خلاله سبعة أفلام تسجيلية طويلة يتم اختيارها بناء علي قيمتها الفنية وتنوعها وتناولها قضايا ومشاكل تدعو للنقاش. لن أنسي فيلمين شاهدتهما في دورة سابقة أحدهما سويسري يصور مراحل حياة مريض قبيل وفاته المقدرة طبيا تم الاتفاق حوله بين المخرج وصديقه المريض الذي يحدثنا عن حياته وتقبله لمصيره. الفيلم الثاني ألماني عن قضية مهمة مازالت لها آثارها حتي اليوم هي الأدوية الفاسدة, وشركات إنتاجها التي تحقق أرباحا ضخمة, في حين يؤدي استهلاكا الي ولادة أطفال معاقين, المهم ان مخرج الفيلم نفسه يذهلك بشخصيته المرحة وأنت تحاول أن تغض البصر عن ذراعيه اللذين يلتحمان بجسده, ومع هذا كان شخصية مرحة وقوية, وأخرج وأنتج فيلما مذهلا عن المعاقين مثله ممن فقدوا أذرعهم أو سيقانهم, ووجد مشقة في أول الامر في اقناعهم بالتصوير, ثم وجدوا أنفسهم في الفيلم نوعا من العلاج النفسي, وقد شاهدنا منهم الفنان التشكيلي الذي يرسم بأصابع قدميه, أو يسبح, أو يحاول أن يبدو طبيعيا, المهم أن هذا الفيلم أدي الي مقاضاة شركات الادوية الفاسدة التي دفعت تعويضات بالغة.. مع هذا فمازلنا نقرأ حتي اليوم عن قضية فساد الأدوية وفساد الضمائر! سفينة هداف الكرة فيلم الافتتاح ألماني سويسري سفينة هداف كرة القدم للمخرجة هايدي سبيكونياHeidiSpecogna يبدأ الفيلم بلاعب كرة القدم النيجيري أكبو بوريAkpoborie وهو يلعب الكرة في ملعب كبير يحدثنا عن حياته وتطلعاته الي الشهرة, وقد عرف كهداف ماهر, وذاع صيته إعلاميا, وهو الآن عضو في فريق كرة القدم في الدوري الالماني بونديسليجاBundesliga.. ينقلنا الفيلم بعد هذا الي مشكلة أو مأساة فظيعة.. عن غرق سفينة أمام شاطئ جابون يكشف الحادث عن جريمة انسانية فقد غرق43 طفلا كانوا علي ظهرها من خلال تجارة غير شرعية.. وغير إنسانية.. هذا الحادث هز العالم.. وأذيع ان صاحب السفينة هو لاعب الكرة النيجيري المشهور اكبو بوري. مما دفع النادي الألماني الي فسخ عقده.. رغم انه لم يتأكد اذا كان متورطا في جريمة تجارة العبيد.. ومن مكافأته من النادي اشتري هداف الكرة بيتا فخما في احدي الجزر الدنماركية من أجل تأمين أسرته.. يسترجع الفيلم الحادث.. من خلال لقاءات مع أهالي الأطفال.. الذين يعيشون في بيئة فقيرة, واضطروا الي ارسال أطفالهم للخارج ؟ للعمل من أجل إعاشتهم.. تلتقي المخرجة وزميلتها المشاركة في كتابة السيناريو بالأسر الفقيرة.. قري خالية من وسائل المدنية.. يشعر أهالي الاطفال الضحايا بالندم.. ولكنهم يؤكدون أنهم كانوا مضطرين.. حتي يستطيعوا أن يعيشوا عيشة كريمة.. الأطفال ضحايا.. والأسر ضحايا.. ونري مشاهد لاطفال أفارقة يمارسون هوايتهم في كرة القدم.. أملا في أن يحترفوا مثل الهداف النيجيري الشهير, ويحققوا أحلامهم في الثروة! وداعا فنلندا وداعا فنلندا.. فيلم فنلندي إخراج فيربي سوتاريVirpiSuutari.. هنا مأساة أخري.. ضحايا الحرب.. كان الألمان قد احتلوا فنلندا في بداية الحرب العالمية الثانية وقامت علاقات وزيجات بين الضباط والجنود الالمان وبين فتيات فنلنديات, تنتهي الحرب بهزيمة ألمانيا.. ينسحب الألمان اضطرارا.. يتبع انسحاب الألمان رحلة مريعة لزوجاتهم ومع بعضهن أطفالهن.. إلي ألمانيا.. وبدلا من تحقيق اللقاء المنشود يتعرضن لتحقيق ومحاسبة.. خاصة علي يد الضباط الروس المنتصرين علي النازي.. نشاهد مظاهر دمار المدن الألمانية وفظائع النازي.. ومعاناة الشعب.. تجبر النساء الفنلنديات والألمانيات علي مشاهدة أفلام حول فظائع النازي.. مشاهدة تحت السلاح من تغض عينيها أو تنعس تتعرض للعقاب.. عليهن أن يرضين بما يسد رمقهن ورمق أطفالهن.. تلتقي المخرجة مع سيدات مسنات عجائز مازلن يعشن حتي اليوم.. يروين أمام الكاميرا قصصهن.. قالت المخرجة في الندوة بعد الفيلم ان بعضهن قد توفيت بعد وقت قليل من هذا اللقاء.. تبقي قصصهن كوثيقة دامغة للحرب وفظائعها.. الفيلم السويدي.. الدم يناديك للمخرجة ليندا ثورجينLindaThorgen يندد بسوء معاملة الرجال للنساء.. من خلال مأساة امرأة سويدية زارت هافانا وتزوجت رجلا كوبيا.. مما ساعده علي الهجرة الي السويد ولكنها لم تجد منه الا القسوة حتي بعد مولد ابنتها.. فيلم المادة12 إنتاج بريطاني ارجنتيني.. اخراج جيواني مانويلJuanMannuel.. يبدأ بنص المادة12 من اعلان حقوق الانسان حول حرية الانسان في التعبير شفاهيا أو كتابة, وعدم فرض أي قيد علي حياته الخاصة أو العامة, وعدم التعنت.. الخ. الفيلم يدفع بقوة الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تساعد علي استلاب حرية الانسان الشخصية, والتلصص أو التجسس عليه, ليس بالضرورة من قبل السلطات أو المخابرات وحدها, بل في الحياة الشخصية أو العائلية الزوج علي زوجته أو الاب علي ابنائه أو بناته.. يناقش المخرج هذه الظاهرة السياسية والاجتماعية من خلال لقاءات علي علماء اجتماع ونقاد ومفكرين من بينهم نعوم شومسكي, الذي يدافع في كتاباته وأفعاله عن حقوق الانسان, وسيمون ديفيز عالم الاجتماع والموسيقار والناشط بريان انيوBrianEno.. علي مجال أوسع يناقش الفيلم القضية علي أساس أعم.. أي هذا المجتمع الذي تعولم وفقد شخصيته, وخطر أجهزة الأمن والمراقبة وفرص القيود أو قانون الطواريء مثلا بحجة حماية الوطن أو المواطن. سحر الموسيقي ونختتم بفيلم طريف عن الموسيقي هو, القوة المفاجئة للإيقاعات انتاج فرنسي أمريكي اخراج جوشوا أيتش لينJoshuaAtechLille وسيناريو ومونتاج له يقول المخرج بالنسبة لجيلي, ان موسيقي الراب اقتحمت حياتنا, كانت هي الصوت المعبر عن الشوارع الامريكية وعكست حقيقة اجتماعية كوسيلة ترفيه من خلال كل اشكال موسيقي البوب والهيب هوبhiphop لتؤكد العلاقة بين الموسيقي والسياسة, قائمة بنفس دور الروك اند رول في الستينيات.. موسيقي البوب نابعة من المجتمعات في أمريكا وجامايكا في السبعينيات, يتابع الفيلم نجوم هذه الموسيقي وكذا الرقص من كل أنحاء العالم, مؤكدا مغزاها السياسي والاجتماعي, فهي جسر بين الثقافات وناشطة تدعو الي التغيير الاجتماعي.