عندما أطلق وارن بافيت الملياردير المعروف الذي يعد واحدا من أغني أثرياء العالم مبادرته قبل ستة اسابيع داعيا نظراءه الي التبرع بنصف ثرواتهم للأعمال الخيرية في حين تبرع هو بأكثر من90% من امواله التي تقدر بنحو46 مليار دولار, تحدثنا هنا طويلا عن ضرورة قيام الاثرياء في مصر والبلدان العربية بخطوة مماثلة تؤكد المعاني النبيلة للتكافل الاجتماعي الذي تدعونا اليه عقيدتنا واعرافنا وثقافتنا الأصيلة. وقد اعلن وارن بافيت امس الأول عن استجابة40 من مليارديرات امريكا لندائه وان منهم من وقع تعهدا بالتبرع بأكثر من نصف ثروته لمصلحة الفقراء وذلك في حملة شارك فيها صديقه بيل جيتس الملياردير الشهير وجاءت تحت اسم تعهد العطاء. عمدة نيويورك الذي تبرع هو الآخر بنصف ثروته قال كلمة بليغة إذا كنت تريد ان تفعل شيئا لأولادك وتظهر لهم كم تحبهم فإن الأمر الأفضل ان تقوم بدعم مؤسسة تجعل العالم افضل لهم ولأبنائهم. ألسنا نحن أحق بهذا السلوك؟ وأين أثرياء مصر والعرب من تلك المبادرات الإنسانية التي تزيل تشوهات عالقة في أذهان الرأي العام فضلا عن الحقيقة الأهم التي أشار اليها عمدة نيويورك في أن تجعل العالم أفضل لأبنائك. وأكاد اجزم ان نصف ثروة الأثرياء أكثر بكثير مما هو مطلوب لتغيير الأوضاع الاجتماعية, فقط يكفينا الربع نعم25% من ثرواتهم كافية لإحداث نقلة نوعية في مؤسسات العمل الخيري مع الالتزام المطلق بالشفافية والمصداقية والإدارة الناجحة للمشاريع التي توفر فرص العمل للمحتاجين والفقراء. لن ندخل إلي تفاصيل مظاهر الإسراف والبذخ وكلها عوامل سلبية تولد الأحقاد والاكتئاب في نفوس الشباب الباحث عن بناء مستقبله. وقد يكون هناك رجال اعمال يتسابقون إلي عمل الخير ولكن ما نتحدث عنه هنا امر يختلف تماما مؤسسات كبري لها برامج معلنة يجري تمويلها من اموال المتبرعين بجزء من ثرواتهم. ونحن نكرر دعوة اطلقناها يوم اعلن وارن عن مبادرته فهل يطلق احد رجال الأعمال المصريين مبادرة مماثلة؟