ندعو للدولة المدنية ونحتمي بالمؤسسة الدينية وننطلق منها للضغط للحصول علي مطالبنا, نحتج علي المادة الثانية من الدستور ونحملها وزر كل اخفاقاتنا ونرفض الاحتكام الي قواعد حقوق الإنسان في ضبط مسيرة المجتمع القبطي. نرفض ولاية الفقيه ونترك مصائرنا المدنية معلقة علي رؤية الإكليروس, نقول بحرية الإعتقاد ونجيش ونحشد الشارع عندما تقرر احداهن إعلان رغبتها في تفعيل حريتها هذه, وعندما نستردها وكأنها شئ لا إنسان نعتقلها بغير حق أو سند من القانون أو المنطق حتي ترحل عن عالمنا, تحت زعم اعادة تأهيلها, في اعادة انتاج للأنساق الشمولية القمعية, ولا نريد أن نقر بخواء منظومتي الرعاية والتعليم, غير مدركين أن القهر قد ينتج طاعة ظاهرية لكنه لا ينتج ولاء وإيمانا. نتساءل عن الحكمة من تقسيم المحافظات الي ايبارشيات صغيرة الإيبارشية هي النطاق الجغرافي لعمل اسقف المكان هل نحن جادون في سعي الإصلاح؟, وهل نحن جادون في خيار الدولة المدنية ؟ وهل نحن جادون في عودة الكنيسة لتكون كنيسة وحسب ؟ بارعون في الكيل بمكيالين وربما ثلاثة أو اربعة, فعندما تكون صاحبة قرار الفرار زوجة كاهن تحشد الجماهير الغاضبة والمغيبة في أقل من24 ساعة, تصرخ وتزأر وكأن علي رأسها الطير, بعد أن صور لها أن الكنيسة مستهدفة وعلي وشك الإنهيار, ولا تهدأ حتي تستعاد, فيحملون زوجها علي الأعناق بدلا من محاكمته وعزله بعد ان فشل في تدبير بيته كأحد مبررات اقامته علي خدمته, فيما لو كانت ذات الاحداث متعلقة بآحاد الناس لا تهتز شعرة واحدة في ذقن أحدهم وعندما تستحثهم علي التحرك للبحث عن الخروف الضال أو الدرهم المفقود بحسب تشبيهات السيد المسيح تأتيك الإجابة هادئة وواثقة ومسترخية يابني هذا اختيارها فابن الهلاك للهلاك يدعي, وقد يتجاسرون فيقولون أن السيد المسيح في صلاته الأخيرة قال للآب( حين كنت معهم في العالم كنت احفظهم في اسمك الذين اعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم احد الا ابن الهلاك ليتم الكتاب يو17:12), أفنقيم حراسا علي كل أحد؟!!. نتساءل عن سر زيادة انقسامات الأسر, وانحراف الشباب, وعدم اقبالهم علي اجتماعات الكنيسة وفق القراءة القريبة للواقع وشهادات الخدام والكهنة, هل هو جمود اليات التوصيل؟,هل هو في تحول التعليم الي الانساق الاجتماعية والسير الذاتية وقبس من الخرافات؟, هل هو في الخشية من طرح القضايا اللاهوتية الحياتية خوفا من تعقب محاكم التفتيش المحاربة لفكر الآباء؟, هل في ضعف المعاهد المعدة والمؤهلة للصف الثاني من الإكليروس ؟, هل في انهيار الأديرة وانفتاحها العشوائي علي العالم, وتعقب الملتزم منها والمنضبط لتخريبه كما حدث في دير انبا مقار مؤخرا؟, هل في العجلة في وضع اليد بغير التحقق من مستوي وقامة المختار للصف الأول من الإكليروس؟. نطرح تراجع هيبة الكهنة المحليين في عيون رعيتهم وما ينتجه من تداعيات, قد لا يراها من يقولون بامتلاء الكنائس بالمصلين, خاصة في المواسم والأعياد, ومهرجانات الكنائس الصيفية ونشاطاتها المثيرة للجدل, ورحلات الأديرة علي مدار الساعة وعلي مدي الإسبوع, والتي تمثل استثمارا مضمونا يوزع ريعه علي جميع اطرافه, فتضعف الكنيسة المحلية بعد أن وقر في ذهن الرعية أفضلية الدير علي كنيستهم وتهتز اساسات الدير ونذور الرهبنة بعد ان اخترقته الرحلات بكل ما تحمله من ضجيج وعدم التزام بضوابط الدير, فيفسد من يفسد وينحرف من ينحرف ويهلك من يهلك ويعثر من يعثر. نتساءل في ايبارشية البابا عن ظاهرة اسناد الإشراف علي قطاعات جغرافية فيها الي اساقفة عموميين, ومدي نجاح هذه التجربة وقد يبتدع لها مؤيدوها مبررا في الترتيب الكنسي المشكلة فيها, وفق متابعة ميدانية لها, أنها ارتبطت بعدم منح رتية الإيغومانس القمص للكهنة المحليين, وهي رتبة تضبط العلاقة بين الكهنة, إذ يرقي لها أقدم كهنة الكنيسة, ويصبح حاملها شيخ الكهنة يرجعون اليه في خلافاتهم ويقرر هو سير خدمتهم ويضبطها, ويكون شيخا مختبرا وهو ما كنا نعرفه في تاريخ الكنيسة بالشيخ المؤتمن, فحدث أن انصرفت الرعية عن كهنتهم المحليين باتجاه الأسقف العام المسئول عن المنطقة, في الوقت الذي لا يحمل الاسقف العام صلاحيات حقيقية تكفل له امكانية ضبط ايقاع خدمته دون الرجوع لأسقف المدينة, ويبقي متوجسا من قرار بعودته الي مكتبه بالكاتدرائية نتيجة لشكاوي أو وشايات قد يكون مصدرها بعضا من كهنته أو بايعاز من اساقفة القصر ممن لم يرق لهم, فتختل قدرته علي الادارة فتصبح عين عنده علي الخدمة والأخري علي القصر, فهل يمكن ان نجني من الخوف عملا جادا ومن التذبذب استقرارا, وهل يصب هذا في مربع خلاص النفوس؟ نتساءل عن الحكمة من تقسيم المحافظات الي ايبارشيات صغيرة الإيبارشية هي النطاق الجغرافي لعمل اسقف المكان قيل حين بدأت هذه الخطة أنها لدعم الخدمة بعد ان كانت الايبارشيات مترامية الاطراف تضم في بعض الأحيان اكثر من محافظة, فلا تتوفر معها خدمة فاعلة, صار الأسقف يرعي مركزا أو أكثر وما يتبعه من قري ونجوع, في المحافظة مما يتيح له خدمة فاعلة ومؤثرة, لكن هناك من رأي في هذا التقسيم تحركا مسيسا مدروسا لتذويب الحرس القديم من شيوخ المطارنة الذين كان ينظر اليهم أنهم مناوئين لمجموعة مدارس الأحد, استنادا الي أنهم طاعنون في السن, وهو ما حدث بشكل متواتر, فعندما يرحل الاب المطران تقسم مطرانيته الي ثلاث أو اربع أو خمس ايبارشيات, لينتقل اعضاء المجمع المقدس من نحو18 مطرانا واسقفا في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم إلي ما يتجاوز المائة اليوم. وكان اختيارهم من الشباب حديثي السن والايمان, وكانوا فاعلا مؤثرا في احداث سبتمبر1981 وهو ما حذرنا منه القديس بولس الرسول في اشتراطات اختيار الأسقف( صادقة هي الكلمة ان ابتغي احد الاسقفية فيشتهي عملا صالحا, فيجب ان يكون الاسقف بلا لوم بعل امراة واحدة صاحيا عاقلا محتشما مضيفا للغرباء صالحا للتعليم, غير مدمن الخمر ولا ضراب ولا طامع بالربح القبيح بل حليما غير مخاصم ولا محب للمال, يدبر بيته حسنا له اولاد في الخضوع بكل وقار,وانما ان كان احد لا يعرف ان يدبر بيته فكيف يعتني بكنيسة الله, غير حديث الايمان لئلا يتصلف فيسقط في دينونة ابليس, ويجب ايضا ان تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج لئلا يسقط في تعيير وفخ ابليس رسالته الاولي الي تلميذه تيموثاوس فصل3) يري الدارسون لترتيب الكنيسة وحكمته أن البديل الآمن هو إقامة مطران لكل محافظة يتبعه اساقفة المراكز, وهو أمر يضمن لنا توافر حكمة الشيوخ متمثلة في الاباء المطارنة وحيوية الشباب متمثلة في الاباء الأساقفة, ويرون في هذا انهاء النزاعات حول الولاية المكانية بين اساقفة المراكز المتجاورة, وتجفيف منابع المصادمات بين الاساقفة والإدارة, المحافظ والادارة المحلية, ووجود خطة محلية للخدمة متكاملة ومنظمة داخل المحافظة. ومازالت التساؤلات ممتدة حول الاكليريكيات سواء في القاهرة والاقاليم ومدي اكاديميتها وتواصلها مع المراكز العلمية الارثوذكسية في العالم, ومؤهلات من يقومون بالتدريس فيها هل هم مجموعة من الهواة من المقربين ومن اهل الثقة, أم من المتخصصين والحاملين لدرجات الماجستير والدكتوراة من معاهد اكاديمية معترف بها؟, وما موضع دراسات الآباء في تلك المعاهد وما هي مصادرها ؟, وما موقع التأهيل العلمي والنفسي العملي والاكاديمي لطلابها في الامور الحياتية المتعلقة بالرعية, علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الاقتصاد وعلوم الإدارة وغيرها, هل لها نصيب في مناهج المعاهد الاكليريكية, سواء داخل الحرم الاكليريكي أو من خلال بروتوكولات مع الجامعات المصرية؟, ولماذا انزوت الاكليريكية النهارية وتقلصت لحساب اكليريكية الدراسات الحرة المسائية, ألا يمثل هذا انسحاب نهج التلمذة المعايشة في الاكليريكية النهارية التي تشبه في مناخها الكليات العسكرية, في الانضباط والحياة اليومية الداخلية, والتي فيها يتشبع الطلاب بالحياة العسكرية الكنسية بجوار العلوم النظرية, في مقابل شيوع الدراسة النظرية في الاكليريكيات المسائية والتي تشهد اقبالا من خريجي الجامعات والمعاهد المختلفة ليست كلها لحساب الخدمة وحسب بل تتخللها محاولة لاختزال فترة البطالة العامة وضمان موقع محل تطلع بقياسات زماننا والتي تري فيه بديلا مبهرا لغربة الخليج. يبقي السؤال هل نحن جادون في سعي الإصلاح؟, وهل نحن جادون في خيار الدولة المدنية ؟ وهل نحن جادون في عودة الكنيسة لتكون كنيسة وحسب ؟. وهل انتظر حوارا موضوعيا حول ما طرحته, أم أواصل التواجه مع ردود الصبية الذين يرونه عمالة لأعداء الكنيسة وربما لأمن الدولة أو غيرها من الجهات المتربصة في ذهنيتهم بالكنيسة؟! هل نحن جادون؟!( ثم رجع ووجدهم أيضا نياما إذ كانت أعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه مرقس14:20). [email protected]