قال الأمين العام لاتحاد الكتاب السوادنيين عبد المنعم الكتيابي ان الثقافة النيلية علي امتداد نهر النيل بروافده تعد من أبرز المكونات الثقافية في السودان وقال الكتيابي في حوار مع الأهرام المسائي اننا لا يمكن ان نعفي الجهات المختصة في التخطيط الثقافي والتربوي من مسئولياتهاتجاه تكريس ثقافة حوض النيل حيث كان يجب النظر إليها ببعد استراتيجي أكثر من ذي قبل, وقال ان الأمر أصبح ينادي بضرورة استحداث مراكز بحثية تعمل بتنسيق تام في كل دول حوض النيل ورصد هذه الثقافات. وهذا نص الحديث: * هكذا تكون أهمية النيل.. ما علاقتكم باتحادات الكتاب في دول الحوض ** نحن نعترف بأن من أبرز مكونات الثقافة السودانية هي الثقافة النيلية علي امتداد نهر النيل بروافده ولذلك كان علي اتحاد الكتاب السودانيين بالضرورة ان يهتم بهذه الثقافات ويفرد لها المساحات في مجالات مدارسه والتداول المعرفي خاصة وان العديد من الاثنيات المؤثرة في الثقافة السودانية تقطن حوض النيل, وعمليا لا يمكنك ان تغفل تأثير نهر النيل وبيئته وثقافاته في الانتاج الابداعي في السودان بدءا من التراث الشعبي وحتي اشكال الابداع الحديث والمجال يضيق عن ذكر الامثلة والنماذج ولكن دعنا نكتفي بالقول بأن الحياة السودانية تقوم علي مؤثرات تاريخية أفرزتها حضارات وادي النيل. * هل لك ان تحدثنا عن أهمية التواصل بين الادباء والكتاب في دول حوض النيل, واذا ما كانت هناك خطة لذلك؟ ** لا أعتقد اذا وجدنا هذه الفكرة السانحة نتردد في التحرك نحوها ودعمها, وربما يكون الوقت قد حان لتبني دعوة كهذه ليس علي صعيد اتحاد الكتاب فحسب بل علي كل منظمات المجتمع المدني ان تسعي لخلق روابط اقليمية تعضد من تحقيق الاهداف الاستراتيجية لهذه الدول في كل المجالات خصوصا اذا وضعنا في الاعتبار الاستهداف العالمي لمناطق تزخر بالمياه ولعل البعض اشار إلي أن الحرب القادمة هي حرب المياه. * هل نعتقد اننا تأخرنا في التعامل والتواصل الفعلي والاستراتيجي مع دول الحوض؟ ** ربما هذا التأخير يكون سببه البدايات الأولي لأشكال الأنظمة الحديثة التي ركزت علي الجوانب القارية أو الجغرافية لخلق تكتلات اقتصادية أو رياضية أو ثقافية, وكانت الفرص سانحة عندما بدأت تكتلات اخري مثل دول حوض البحر المتوسط ومجلس التعاون الخليجي وغيرها حيث كان من الممكن ان يطرح مشروع حوض النيل ويصطحب اشكال التعاون المختلفة عبر الازرع الرسمية والشعبية. * ما رؤيتك لتجاوز هذا القصور في التواصل؟ ** أولا لايمكن ان نعفي الجهات المختصة في مجالات التخطيط الثقافي والتربوي عن مسئولياتها تجاه تكريس ثقافة حوض النيل, فقديما كانت المناهج المدرسية في السودان وفي الجغرافيا تحديدا من ضمنها منهج باسم جغرافيا حوض النيل تتناول تاريخ وحدود وثقافة دول الحوض ولا أدري لأي سبب اختفي هذا المنهج, وهذه المسائل يجب النظر إليها من منظور استراتيجي أكثر مما كان سابقا خصوصا اذا نظرنا للجذور الثقافية لدول حوض النيل تجد ان المكون الثقافي الذي تفرضه البيئة وموجوداتها وارثها من اساطير وقصص شعبية وما يتمخض عنها من عادات وتقاليد تكاد تكون متشابهة, الا في اختلافات تفرضها مدخلات محلية, ويمكن تلافي هذا القصور باستحداث مراكز بحثية تعمل بتنسيق تام في كل دول حوض النيل وتكون معنية برصد هذه الثقافات. هل تعني الاشتراك في الجوانب الوجدانية من حيث الغناء للنيل حيث وضح ذلك في مصر والسودان؟ حتي ولو وردت مفردات النيل في أغنية أو لم ترد فإن النيل يشكل حضورا طاغيا خلف النص الغنائي وبين ثنياته, والواضح جدا تعدد أغراض النيل في النفس حيث ان الاغراض المنفعية والجمالية تكمن في انه مصدر السقيا والري والغذاء وهو أيضا محل الاستجمام والترفيه ومصدر للطاقة وفوق ذلك هو رمز للحب والوئام والصفاء النفسي علي مر العصور, فألا تري ان النيل كان معبودا في حقبة من الحقب بل ولايزال عند بعض المجتمعات في مصر والسودان مصدرا للبركة والفال الحسن, ويلفت نظري ونظر الكثيرين زيارة العروسين للنيل في الزفة أو بعدها وكذلك عند اكتمال أربعين المولود الحديث لابد من زيارته للنيل ومن هذه الزاوية النيل يدخل في العادات والتقاليد والاعراف كما يبسط علي جو الاغاني حيث قال عنه أحد الشعراء الغنائيين السودانيين القدامي شوف النهر مار بخشوع تقول هجسان زي مر المنام في مقلة النعسان * أخيرا والسودان يمر بمرحلة مفصلية في هذا الوقت ماذا قدم اتحاد الكتاب السودانيين؟ ** ان المرحلة الراهنة في تاريخ السودان تعد مرحلة تحول تفعل جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية علي خلفية الانتخابات العامة الاخيرة والاستفتاء حول وحدة السودان أو انفصال جنوبه, وطرح الاتحاد في دورته الحالية العديد من البرامج التي تستهدف الحوار حول التقدم الثقافي وحقوق الانسان والتعددية ومستقبل السودان وقد تم بالفعل تنفيذ هذه البرامج عبر ورش عمل ومؤتمرات وندوات في كل من الخرطوم والدمازين وجوبا للامساك بالقضايا الجوهرية وتلمس الحلول الأمثل استنادا علي الارضيات المشتركة في الثقافات السودانية وتوجهات قطاعات المثقفين ونبض الشارع, كما ان أبرز الورش التي أقيمت في جوبا ورشة العدالة بغرض طرح برنامج الحقيقة والمصالحة تمكينا للسلام وبترا للغبن التاريخي.