علي الرغم من الصراع العالمي المستمر للسيطرة علي مصادر الثروة وفي مقدمتها الألماس والذهب والبترول تأتي الفضة لتدخل إلي دائرة المنافسة والصراع بقوة خاصة أن الانتاج العالمي من الفضة21 ألف طن تقريبا نهاية عام2008 حيث احتلت بيرو المرتبة الأولي والمكسيك المرتبة الثانية والصين المرتبة الثالثة وتمثل هذه الدول أكثر من(44%) من الانتاج العالمي, وباقي الانتاج موزع بين دول العالم الأخري مثل شيلي واستراليا وبولندا وكندا, بينما كشفت الاحصائيات الدولية أن الانتاج العربي من الفضة بلغ190 طنا فقط وأن المغرب تنتج وحدها أكثر من(93,5%). وذكر تقرير للبنك الدولي, أن تقرير هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية الصادر في يناير2009 ذكر أن الانتاج العربي من الفضة بلغ في نهاية عام2007 م(190 طنا) وهو رقم قليل مقارنة بالانتاج العالمي وقد تصدرت المملكة المغربية المرتبة الأولي عربيا في انتاج الفضة حيث بلغ انتاجها في نفس العام(178 طنا) وهي تمثل أكثر من(93,5%) من الانتاج العربي للفضة, وجاءت في المرتبة الثانية المملكة العربية السعودية, حيث بلغ انتاجها(9,1 طن) تليها في المرتبة الثالثة الجزائر حيث وصل إنتاجها(0,045 طن), بينما بلغ الانتاج العالمي من الفضة في نهاية عام2008 م(20900 طن) وقد احتلت بيرو المرتبة الأولي عالميا في إنتاج الفضة حيث بلغ إنتاجها(3600 طن) وجاءت في المرتبة الثانية دولة المكسيك حيث بلغ انتاجها(3000 طن) تليها في المرتبة الثالثة الصين حيث وصل انتاجها(2800 طن) وتمثل هذه الدول أكثر من(44%) من الانتاج العالمي, وباقي الانتاج موزع بين دول العالم الأخري مثل شيلي وإستراليا وبولندا وكندا. وذكر التقرير أن الفضة توجد في ترسبات للفلز الطبيعي, أو خامات الفضة, وتعطي مناجم الفضة الطبيعية كمية قليلة فقط من انتاج الفضة العالمي. وتحتوي خامات الفضة الأكثر شيوعا علي معدن الأرجنتيت, أو مركب كبريتيد الفضة. وتوجد الفضة غالبا مع فلزات النحاس, والذهب, والرصاص, والخارصين. ويتم انتاج نحو80% من الانتاج العالمي للفضة بوساطة تعدين ومعالجة هذه الفلزات. وأشار إلي أن الصين تعد دولة تقليدية مستهلكة ومصدرة للفضة فقد وصل حجم صادرات الصين من الفضة عام2008 إلي2800 طن, لتصبح ثالث دولة في العالم, وكان انتاج الفضة قد وصل في عام2006 إلي أكثر من7000 طن منها الفضة المجددة وأضافت نقلا عن هوي مين نائب رئيس الاتحاد التجاري الصيني أن نهضة صناعة الفضة الصينية جعلت الصين تصبح إحدي الدول الرئيسية المقدمة للفضية في العالم, وتبحث بعض شركات الاستثمار في تنمية المعادن الدولية عن التعاون مع الصين في استغلال مناجم الفضة بالصين. وفي السياق ذاته أعلن وزير الطاقة والتعدين في بيرو بيدرو سانشيث أن بلاده لديها مشروعات تعدينية باستثمارات واعدة تصل إلي14 مليار دولار العام الحالي, وأوضح سانشيث أن بيرو تحتل حاليا المركز الأول علي مستوي العالم في انتاج الفضة حيث تنتج ثلاثة آلاف و854 طنا, والمركز السادس في انتاج الذهب حيث تنتج182 طنا. فيما أبرز رئيس لجنة التعدين في الاتحاد الوطني للتعدين والبترول والطاقة خوسيه ميجل موراليس أهمية أن تدعم بيرو مركزها الأول في انتاج الفضة وأن تتقدم في المراكز في مجال الذهب لتصبح بين الأربعة الكبار في إنتاجه والاستفادة من ارتفاع أسعار المعادن. يشار إلي أن بيرو تحتل المركز الثاني في انتاج الزنك والنحاس في العالم والمركز الأول في انتاج الفضة والسادس في الذهب, بينما تحتل المركز الرابع في إنتاج الرصاص والثالث في إنتاج القصدير. وأشار إلي أن الفضة تؤدي أيضا دورا مهما في طب الأسنان والتصوير الضوئي والالكترونيات ويوجد في معظم بلاد العالم ترسبات من الفضة وخاماتها. ومن الواضح أن تحركات سعر المعدن الأصفر قد حظيت بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة باهتمام المستثمرين وذلك إلي الحد الذي تم فيه بعض الشيء إغفال تطورات سعر المعدن الأصفر قد حظيت بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة باهتمام المستثمرين وذلك إلي الحد الذي تم فيه بعض الشيء إغفال تطورات أداء سعر الفضة. وتأتي تلك الحقيقة علي الرغم من أن أداء الفضة قد تفوق علي تحركات سعر المعدن الأصفر, حيث تقدر نسبة ارتفاع سعر الفضة بنحو29% منذ بداية العام الحالي ليسجل أعلي مستوياته ببلوغه14,6 دولار للأونصة, بينما قدرت نسبة ارتفاع سعر الذهب بنحو14,5% أعلي مستوياته حتي الآن للعام الحالي ببلوغه1005,4 دولار للأونصة. فمن الملاحظ أن الاتجاه الصعودي لسعر الفضة مثل الذهب كان وراؤه بشكل أساسي ذلك الاندفاع الملحوظ نحو شراء المعادن النفيسة بغرض الاستثمار كملاذ آمن خلال المرحلة الراهنة للأموال بعيدا عن مخاطر تقلبات أسواق المال والعملات والتي مازالت تعاني من نزيف الخسائر رغم خطط وإجراءات تحفيز النمو الاقتصادي في مواجهة الكساد العالمي الراهن. وتشير الأرقام إلي أن حجم تدفق الموجودات من الفضة إلي صناديق الاستثمار في المعدن بالبورصات عالميا قد بلغ منذ بداية العام الحالي نحو1676 طنا ليصل إجمالي حجم المعدن المستثمر في تلك الصناديق إلي نحو9929 طنا. وتتجاوز بذلك تدفقات الفضة المستثمرة في تلك الصناديق حجم تدفقات المعدن الأصفر التي قدرت منذ بداية العام الحالي بنحو322 طنا. ورغم مؤشرات الطلب بغرض الاستثمار كدافع قوي لاستمرار ارتفاع سعر الفضة إلا أنه إذا تم الأخذ في الاعتبار العوامل الأساسية الأخري المحددة لاتجاه المعدن فإن الصورة قد لا تبدو مشجعة حيث يتوقع الخبراء انكماش الطلب علي الفضة للأغراض الصناعية بنحو4,7%, ويتوقع في المقابل لذلك ارتفاع المعروض العالمي للفضة من قبل المناجم خلال العام الحالي بنحو3,5% ليصل إلي نحو22,9 ألف طن علي أن يشهد حجم الفائض في الأسواق زيادة من1014 طنا المسجلة العام الماضي إلي نحو2500 طن العام الحالي.