رفض حزب القوات اللبنانية مضمون كلام حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله حول قرار ستصدره المحكمة الدولية في قضية اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء الأسبق, والذي اعتبره وسيلة لتبرئة سوريا وحلفائها في لبنان وتوجيه الاتهام إلي حزبه للقضاء عليه في غضون ذلك ناشد سليم الحص رئيس الوزراء الأسبق المحكمة الدولية بإعادة النظر في قرارها الاتهامي مراعاة لظروف لبنان الدقيقة ومنعا لحدوث فتنة بين السنة والشيعة. فقد اعتبر النائب انطوان زهرا أن الظهور المتكرر للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله دليل علي انه لن يقبل باستمرار عمل المحكمة الدولية وصدور قرار إتهامي عنها. وقال زهرا في تصريحات أمس ان نصر الله افترض في مؤتمره الصحفي أمس الأول ان المحكمة ستبرئ سوريا وحلفاءها كلهم في لبنان وستوجه الإتهام الي حزبه علي أساس انها اداة للتآمر. وأضاف ان نصر الله وضع سلسلة شروط يطلب فيها من قيادات14 آذار ليس المراجعة بل التراجع عن كل شيء وكأن الوضع المثالي هو الوضع الذي كان يعيشه لبنان في فترة الوجود السوري وصولا الي اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. وأكد زهرا رفض قوي14 آذار لمضمون كلام نصر الله معتبرا ان المحكمة الدولية تسعي لإظهار الحقيقة وكشف الجهة التي اغتالت القيادات السياسية. واعتبر ان نصر الله يريد من رئيس الحكومة سعد الحريري وقف عمل المحكمة الدولية علي أساس ان مضبطة الاتهام صدرت عن حزب الله بأن المحكمة مسيسة. من جانبه, أبدي رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الدكتور سليم الحص قلقه من التوتر الذي ينذر به مضمون القرار الإتهامي المفترض أن يصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والذي كشف عنه أمس الأول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وناشد الحص في بيان له أمس المحكمة الدولية أن تعيد النظر في قرارها التزاما بالحقيقة المجردة عن أي ضغوط دولية ومراعاة لأوضاع لبنان الدقيقة. واعتبر الحص أن لعبة تفجير فتنة بين السنة والشيعة أضحت مستهلكة ومرفوضة باجماع الفريقين وليس بين المسلمين من سنة وشيعة من يسمح لنفسه بشهر سلاح في وجه الآخر تحت أي ظرف من الظروف. وشدد الحص علي التماسك الوطني في الظرف الخطر المحدق بلبنان في ظل صراعه المصيري مع اسرائيل.محذرا من المكيدة الإجرامية التي تحيكها اسرائيل لتفجير فتنة في البلاد تصرف قوة الوحدة الوطنية عن مواجهة عدوانها المستمر. في غضون ذلك, شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان علي أن خلاص بلاده يكمن بوحدة أبنائها وتفاهمهم ووحدة موقفهما في كل القضايا الوطنية. وكان الرئيس سليمان قد تابع أمس لقاءاته بكل الأطراف اللبنانية لاحتواء التصعيد السياسي والإعلامي الأخير والتأكيد علي التهدئة حفاظا علي الاستقرار السائد. كما التقي الرئيس اللبناني وفد رؤساء الطوائف والأحزاب الأرمنية الذي أكد وحدة الطائفة الأرمنية في الأمور الوطنية والتفافها حول الرئيس سليمان. فيما استعرض الرئيس سليمان مع رئيس الحزب القومي النائب أسعد حردان, اخر التطورات الراهنة علي الساحة الداخلية, بالإضافة إلي إطلاعه من قائد الجيش العماد جان قهوجي علي الوضع الأمني في البلاد وشئون المؤسسة العسكرية واحتياجاتها.