أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري أمس أن قضية اغتيال والده رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري باتت قضية دولية والتمسك بالعدالة «أمر لابد منه». ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية عن الحريري قوله في المؤتمر التأسيسي لتيار «المستقبل» أمس «هناك من يتخوف ويتمني أن تكون قضية اغتيال رفيق الحريري سببا للفتنة المذهبية ولا مكان في قاموسنا لهذه المخاوف ولا نبني أحكامنا علي أي معلومات موجودة في عهدة التحقيق». وأشار إلي أن «القضية مبدئية وهي التزام وطني بحماية مجريات العدالة، نتعاطي معها بروح المسئولية، فكفي تأويلا وتهويلا واستنفارًا لعواطف الناس». وكان حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله صرح الخميس الماضي بأن الحريري أخبره بأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ستوجه اتهامات لبعض عناصر حزب الله، علي خلفية اغتيال رئيس الوزراء اللبنان الأسبق رفيق الحريري ونفت مصادر في كتلة المستقبل ذلك. وأكد عضو الكتلة، النائب عمار حوري، أن «الحريري لم يبلغ نصر الله بمضمون قرار الاتهام الذي سيصدر عن المحكمة الدولية بشأن اغتيال والده، وإنما تطرق معه إلي المعلومات الإعلامية المتداولة بشأن هذا القرار» من جهته صرح مصدر مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية، بأن المحكمة «الدولية» الخاصة بلبنان، ستواصل عملها. وأعرب عن ثقة حكومته أنها «ستجلب إلي العدالة المسئولين عن التخطيط لاغتيال الرئيس الحريري وتنفيذه وتمويله بدوره، صرح الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية، برنارد فاليرو، بأن فرنسا لا تملك أي مؤشرات أو معلومات عن مضمون الملف وقرار الاتهام الذي سيصدر عن المحكمة، لافتا إلي أن باريس تؤمن باستقلالية المحكمة وتريد كشف ملابسات اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه، وهي تدعم عمل المحكمة ومهمتها. وكان سعد الحريري قد ناقش مع الرئيس السوري بشار الأسد، خلال زيارته الأخيرة إلي دمشق، القرار المرجح صدوره عن المحكمة الدولية في أكتوبر المقبل وانعكاسه علي الاستقرار في لبنان. وذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن الأسد قال للحريري: إن عليه «ألا يخشي حربًا إسرائيلية علي لبنان، لأن الأمريكيين غير جاهزين لها»، وأن إسرائيل «تريد الفتنة في لبنان لا الحرب معه في الوقت الحاضر».