يدخل لبنان مرحلة خطيرة تصعب فيها التكهنات وخاصة مع اقتراب اصدار ممثل الادعاء بالمحكمة الدولية التي تتولي التحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري لائحة الاتهام قريباً. كان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله قد اتهم المحكمة الدولية بحماية ما يسمي »شهود الزور« كما تحدث عن مؤامرة لزرع الفتنة بين مختلف الطوائف اللبنانية وترددت اتهامات حول مصداقية عدد من الشهود بالمحكمة الدولية وقال البعض ان هدف هؤلاء الشهود هو تضليل المحكمة وتوريط بعض الجهات وخاصة حزب الله في مقتل رفيق الحريري. وأشار نصر الله الي أن أهداف المحكمة كانت منذ البداية هي إضعاف حزب الله داخليا وإحراج حلفائه خارجياً ثم زرع الفتنة في البلاد مؤكداً أن تفاصيل القرار المنتظر صدوره باتت معروفة ليس للحزب فقط ولكن لكل الاطياف السياسية في لبنان وخارجه. من ناحية أخري فشل رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان في التوصل الي اتفاق حول الملف الشائك لشهود الزور، وتمسك كل فريق بموقفه إما بإحالة الموضوع الي المجلس العدلي كما تطالب المعارضة أو القضاء العادي كما يدعو فريق 41 آذار. وهذه هي المرة الثانية التي تفشل فيها الحكومة اللبنانية خلال اكثر من شهر في مناقشة مسألة الشهود الزور. وتثير إمكانية توجيه تلك التهمة الي حزب الله مخاوف من تجدد أعمال العنف في لبنان، وانهيار حكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها سعد الحريري. وعلي الجانب الاخر هناك جهود سعودية وسورية لنزع فتيل التوتر السياسي في لبنان والحيلولة دون تفجر أعمال العنف اذا وجهت المحكمة الدولية اتهامات لاعضاء حزب الله بالضلوع في مقتل رئيس الحريري. ولم تفصح سوريا أو السعودية عن تفاصيل المبادرة لكن مصادر مقربة من سعد الحريري قالت ان المبادرة تتركز حول تعهد من حزب الله بعدم اللجوء الي العنف اذا ما وجه الاتهام الي أي من أعضائه بينما يتعهد الحريري بعدم استغلال اتهام أعضاء حزب الله المحتمل لاغراض سياسية. ويتوقع دبلوماسيون انه ربما يقدم مدعي المحكمة الخاصة بلبنان ومقرها هولندا مسودة لائحة الاتهامات هذا الاسبوع. وقال كريسبين ثورولد المتحدث باسم المحكمة ان مضمون لائحة الاتهامات لن يعلن وسوف يستغرق قاضي المعارضات نحو شهرين كي يقرر ما اذا كان سيعتمد اللائحة. واذا صدرت لائحة اتهامات تشمل أعضاء من حزب الله فهناك احتمال ضعيف ان يتم القبض عليهم مع الاخذ في الاعتبار قوة حزب الله العسكرية وما سبق ان هدد به الامين العام للحزب حسن نصر الله عندما قال »يخطئ من يتصور أننا سنسمح بتوقيف أي من مجاهدينا واليد التي ستمتد الي أي واحد منهم ستقطع«.