أوضح وزير الأوقاف الأردني الدكتور هايل داود في كلمة ألقاها أمام الحضور خلال "الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان" "إن الأديان أصبحت تستخدم أداة للعنف والبغضاء وبدل أن تكون الحل أصبحت هي جزءاً من المشكلة لدى البعض"، مؤكداً على أن "دور العبادة وبدل أن تكون منبراً للتعارف والتعاون أصبحت منبراً للكراهية والدعوة للقتل والعنف مما يستوجب مراجعة خطابها وأولوياتها ، منوهاً عن النموذج الأردني في الوئام بين الأديان بناء على منهج الاعتدال والتسامح ، معتبراً ان ما يجمع الديانات أكثر مما يفرقها إذ يجمعها الإيمان بالله ورسله واليوم الآخر وخير الإنسان وكرامته ومواجهة مسائل الجوع والفقر والبطالة والمرض . وخلال الحفل، قام الأمين العام المساعد لوزارة الأوقاف، الدكتور عبدالرحمن إبداح، باستعراض صور تاريخية من الوئام والتعايش الديني بين أتباع الديانات والتي قال إنها تشكل خارطة طريق للراغبين في الحوار الإيجابي بين الأديان، منطلقين من القواسم المشتركة والإيمان بحرية الاعتقاد وحرية التعبير والرأي واحترام الآخر. من جانبه، قال الأب نبيل حداد، مدير مركز التعايش الديني، إن التجربة الأردنية هي خير دليل على الوئام بين الأديان إذ على مدى قرون "عرف الجميع كيف يلبي نداءات المآذن وأجراس الكنائس وهي تردد نداء حب الله أما مسؤول الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف، حسن كريره، فأكد من جهته أن الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان "أردني المنشأ عالمي التطبيق"، ويدعو إلى الحوار الفعال بين العلماء المسلمين والمسيحيين بناء على وصيتين مشتركتين وهما: حب الله وحب الاخر ، موضحا ان الإسلام يدعو إلى الانخراط والمشاركة في المجتمع الإنساني المعاصر والإسهام في رقيه وتقدمه من خلال التعاون مع كل قوى الخير والتعقل، ومحبي العدل عند الشعوب كافة". وضمن فعاليات الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان أقام المعهد الملكي للدراسات الدينية، بالتعاون مع وزارة الأوقاف ندوة حول "التربية الأسرية والوئام بين الأديان". واشتملت الندوة على ثلاثة محاور، حيث تحدث عبد الرحمن أبداح، الأمين العام المساعد في وزارة الأوقاف، حول "السياق التاريخي للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين في صدر الإسلام"، من ثم حسن كريرة، مدير الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف، حول "الوعي الديني لدى الأسرة وأثره في الوئام بين الأديان"، فيما قدمت السيدة باسمة السمعان، مديرة مكتب فضائية نورسات في الأردن، محاضرة حول "النظرة المسيحية للتربية الأسرية والوئام بين أتباع الأديان من خلال النموذج الإعلامي وتجربة المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام"، تطرقت خلالها إلى العديد من الخبرات الوئامية الحياتية في المجتمع الأردني. وبمناسبة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان أصدرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- ، بيانًا جاء فيه أنه « انطلاقًا مما جاء في قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي أكد أن التفاهم والحوار بين الأديان بعدان مهمان من ثقافة السلام، ودعا إلى اعتبار الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم، فإن الإيسيسكو ترى أن الوئام بين الأديان وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان، هو من جملة المبادئ والقيم التي يتضمنها ميثاقها وتعتمدها خطط عملها وتتبناها رسالتها الحضارية الإنسانية». وأهابت الإيسيسكو بالدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى دعم هذا الأسبوع لنشر رسالة الوئام في مختلف المجالات الفكرية والتعليمية وأماكن العبادة، على أساس طوعي ووفقًا للاعتقادات والتقاليد الدينية الخاصة بكل بلد ، داعية المجتمع الدولي في هذه المناسبة إلى التحرك للتصدي لحملات العنصرية والكراهية وازدراء الأديان ووقف موجات الكراهية التي يتعرض لها المسلمون والمقدسات الإسلامية ، كما ناشدت الدول الأعضاء في هيئة الأممالمتحدة لتفعيل القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 224/65 حول مناهضة تشويه صورة الأديان كافة. ومن الجدير بالذكر ان أسبوع الوئام العالمي بين الأديان هو حدث سنوي يُحتفل به فى شهر فبراير من كل عام ابتداءً من عام 2011 ، وقد أقّرته الجمعية العامة للأمم المتحدة لادراكها مدى الحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان، ولتعزيز التفاهم المتبادل والإنسجام والتعاون بين الناس، تُشجّع الجمعية العامة جميع الدول إلى دعم هذا الأسبوع لنشر رسالة الانسجام والوئام من خلال كنائس ومساجد ومعابد العالم وغيرها من أماكن العبادة، على أساس طوعي ووفقا للقناعات والتقاليد الدينية الخاصة بهم.