بالرغم من أنها ابنة السيناريست الراحل عبدالله أنور والفنانة سعاد حسين... إلا أن سماح أنور انطلقت في سماء الفن اعتمادا علي موهبة حقيقية واستنادا علي تقديم كاراكتر الفتاة الشقية الذي كانت السينما تكاد تخلو منه في ذلك الوقت. في الحوار التالي تتحدث سماح عن أسباب غيابها الفني كما تؤكد أن العودة ستكون... قوية!!* بعد أن شفيت تماما من آثار الحادث الذي تعرضت له.. توقع الجميع أن تعودي إلي الساحة الفنية بنفس القوة لكنك بدلا من ذلك اختفيت... لماذا؟ كانت هناك أسباب عديدة لغيابي... فبعد علاجي في أمريكا والذي استمر أربع سنوات عدت إلي مصر لاستكمال العلاج الطبيعي الذي دام خمس سنوات أخري.. وما أن انتهيت منه حتي أصاب المرض والدي ووالدتي في وقت واحد وظللت ثلاث سنوات أخري مشغولة بتمريضهما حتي توفاهما الله.. بعد ذلك انشغلت بتربية ابني ادهم ولم أحب أن يكون له شريك في وقتي واهتمامي. * بمناسبة الحديث عن ابنك ادهم.. اعتقد أنه مازال هناك الكثير من الغموض حول بنوته؟ الحقيقة هي أن ادهم هو ابني من لحمي ودمي وهو ثمرة زواجي من والده الطيار عاطف الذي توفي في حادث طائرة نيويورك.. وقد كان زواجي منه زواجا رسميا ومعلنا في حدود عائلتي واصدقائي مثل هالة صدقي وسمير صبري لكنني لظروف عائلية اضطررت لعدم اعلان الزواج وبالتالي عدم اعلان امومتي لأدهم وبعد ذلك أدركت أنني قد قمت بارتكاب اكبر غلطة من الممكن أن ترتكبها أم في حق ابنها لذلك قررت الافصاح عن الحقيقة علي الملأ. فقد أردت أن اكفر عن خطأي وأن يعلم كل الناس أن أدهم ابني. * هل اعتبرت ان هذه الخطوة كافية لإعلان ندمك وتصحيح الوضع؟ يبدو أنها لم تكن كافية.. فبالرغم من مرور عدة سنوات إلا أن أدهم مازال يتعرض للتجريح والتساؤل من زملائه.. لكنني لا أعلم ما الذي يمكن عمله أكثر من ذلك؟! فالحقيقة أن الناس كبروا الموضوع وأعطوه أكبر من حجمه حتي اصبح تصحيحه صعبا لدرجة أنني اتفقت مع أدهم علي ألا يرد علي ما يقوله اصدقاؤه وأن كل انسان حر في رأيه لأنني اكتشفت أن الجدل مع الناس عقيم وسخيف. * هل وجود ادهم هو السبب وراء اضرابك عن الزواج مرة اخري حتي الآن؟ هو ليس اضرابا.. لكن الحب والزواج يحتاجان إلي تفرغ نفسي ومعنوي ووقت أيضا كما يحتاج إلي حالة استعداد وأنا بصراحة لست مستعدة! * لكنك كنت تعطين انطباعا بأنك الفتاة المرحة المحبة للحياة والانطلاق؟! هذا صحيح لكنني لا أحب الشهرة والأضواء والكاميرات والحياة الصاخبة..! وبالرغم من حبي للتمثيل اعتقد أنني كنت سأحبه أكثر لو كان بلا شهرة.. ربما يكون هذا راجعا إلي أنني قد نشأت في اسرة فنية وفتحت عيني علي الأضواء والمشاهير فتكونت لدي حالة من الزهد لذلك عمري ما سعيت إلي الشهرة. * اذن لماذا قدمت عددا كبيرا من افلام المقاولات؟ لانني قدمتها في وقت لم تكن السينما تنتج فيه غير هذه النوعية من الأفلام! وقدمت تلك الأفلام لمجرد الوجود مثلما نصحوني أيامها.. لكنني ادركت بعد ذلك أنها كانت نصيحة فاشلة بالرغم من أنني استفدت منها كممثلة لان النجاح يعمي العيون أما الفشل فيجعل الانسان يفيق.. لكنني علي كل حال احمد الله علي أنني الفنانة الوحيدة تقريبا التي لا تذاع لها أفلام المقاولات مما ساهم في أن تنسي الناس تلك الأفلام التي اصبحت أنا نفسي لا أتذكرها.. فآخر فيلم حقيقي قدمته وأذكره هو امرأة واحدة لا تكفي ولا أذكر شيئا بعده! * ما هو الفيلم الذي من الممكن أن ينتزعك من احضان أدهم لتعودي به إلي السينما؟ ليست لدي أي شروط سوي أن يكون الفيلم محترما.. فأنا الآن لدي جمهور اسمه ادهم لا أحب أن يري ما يؤذيه لذلك أنا ضد المشاهد الساخنة والعري والشذوذ وأري أنها قبح لا علاقة له بالفن.. والذين يتحججون بأن هذا هو الواقع أقول لهم بل ان الفن الرديء هو الذي جعل الواقع رديئا. * وما الذي تبقي من حلم الفرقة الاستعراضية؟ كانت مجرد مرحلة من مراحل الشباب حيث كنت احب التمثيل والرقص والغناء وقدمت كل هذه الألوان في عدة أعمال مثل مسرحية راقصة قطاع عام.. بعد ذلك وقع لي الحادث الذي اقعدني فترة طويلة لكنني مازلت تقديم الاستعراض لذلك اعتقد أحب أنني سأعود لتقديمه من خلال مشاركتي للفنان العبقري محمد صبحي في مهرجان المسرح للجميع. * كيف جاءتك فكرة الخط الساخن الذي تقومين من خلاله بالرد علي مشاكل الناس؟ عندما كنت أقدم البرنامج التليفزيوني تجربتي اكتشفت أنني استمتع جدا بالتواصل مع الناس ومساعدتهم علي حل مشاكلهم مما جعلني اتعمق أكثر في قراءة الكتب المتخصصة بل انني قمت بالدراسة وحصلت علي دبلومة لايف كوتشي مدرب الحياة وذلك حتي استطيع تقديم المساعدة بشكل مهني.. لكنني فوجئت بعد مرور ثلاث سنوات من النجاح بالمسئولين في التليفزيون يخبرونني بتوقف البرنامج وذلك دون ابداء أي أسباب!! فخمنت أن السبب هو مكالمة تليفونية تلقيتها وكانت بها ألفاظ قد تكون خادشة للحياء... وبعد توقف البرنامج فكرت في كيفية مساعدة الناس ولاحظت أن هناك خطوطا ساخنة كثيرة عن الموضة والاعلام والمسابقات ففكرت أن أنشيء خطي الساخن الذي أتلقي عليه المكالمات يوميا لمدة ساعتين اعتبرهما أجمل ساعتين في يومي كله! لانني اكتشفت أن هناك المئات من الشباب الذين لديهم مشكلات حقيقية ويحتاجون فقط لمن يساعدهم علي ايجاد حل أو حتي مجرد أن يستمع اليهم وأنا سعيدة أن أكون هذا الشخص. * قمت بعمل نيولوك في الفترة الأخيرة التي صاحبت ظهورك في برنامج تجربتي.. هل كان ذلك للهروب من لقب الفتاة المسترجلة؟! هذا اللقب كان يضايقني بل ويشعرني بالاهانة منذ بدايتي الفنية وأنا لم أكن اتعمد الظهور بهذا الشكل وطول عمري لم تكن المرآة من اهتماماتي لذلك كنت أفضل المظهر البسيط.. حتي عندما ضايقني اللقب لم اتعمد تغيير مظهري لكن أثناء عملي في مسلسل العولمة اضطررت لتغييره من أجل الشخصية وكنت في ذلك الوقت اقدم البرنامج فاعتقد الناس أنني قد قمت بعمل نيولوك وبالرغم من أنني لم أحب شكلي الجديد إلا أنني اضطررت للابقاء علي جزء منه لانه كان تغييرا دائما لا يمكن تعديله!