للمرة الثانية أسدلت أمس محكمة جنايات الجيزة الستار علي قضية مقتل هبة العقاد ونادين خالد جمال الدين المتهم فيها محمود سيد عبدالحفيظ عيساوي 25 سنة حداد مسلح بإصدار حكمها بالإعدام شنقا علي المتهم, وذلك بإجماع الآراء وموافقة مفتي الديار المصرية علي القصاص من المتهم لثبوت ارتكابه للواقعة. صدر الحكم برئاسة المستشار محمد عبدالرحيم إسماعيل وعضوية المستشارين محمد جمال عوض ومحمد عبدالرحمن وبأمانة سر سيد الوحش. أكدت المحكمة في حيثيات حكمها أن القضاء المصري الشامخ حفظ حقوق المتهم الأثيم, فقد أشارت مذكرة نيابة النقض إلي إدانة المتهم إلا أن محكمة النقض بقضائها وعلمائها راعوا ضمانة الجاني وهي متيقنة من ارتكابه للجريمة, وأوضحت المحكمة أنها اطمأنت لارتكاب المتهم لواقعة قتل الفتاتين المجني عليهما هبة العقاد وصديقتها نادين خالد جمال الدين بقصد السرقة واستندت إلي وجود المتهم في مكان الواقعة في كل الأزمنة من بعد الساعة2 صباحا وحتي4.30 فجرا فضلا عن إجرائه مكالمات هاتفية من تليفون المجني عليها نادين واعتراف المتهم بارتكاب الواقعة في أوراق الدعوي ومغادرته لمكان الحادث بعد ارتكاب الجريمة. وبالنسبة لمعاينة المحكمة لمكان الجريمة فلأنها كانت متشككة في صعود المتهم للشقة محل الحادث وإمكان الصعود والدخول من الخارج إلا أنه تبين من خلال الانتقال والمعاينة أنه يمكن الصعود والدخول لمسكن الضحيتين فضلا عن تحرك المتهم داخل الشقة والمطبخ دون أن تشاهده المجني عليهما علاوة علي اعترافه في التحقيقات بأنه رأي نادين ووصفها البنت التخينة بينما وصف المجني عليها هبة العقاد بأنها نائمة في غرفتها. وأكدت المحكمة أيضا أنها استندت في حكمها إلي دليل الاستنباط العقلي وهو من القرائن التي أقرتها الشريعة الإسلامية وليس الدليل المباشر وحده في التوصل للحقيقة.ونوهت المحكمة بأن المجرم لا يمكنه الافلات من العقاب, وأن المحكمة لو وجدت ذرة شك في أوراق القضية لكان الحكم بالبراءة للمتهم لأنه خير للامام أن يخطئ في العفو ولا يخطئ في الحكم. وشهدت جلسة النطق بالحكم انهيار أسرة نادين التي حضرت بدون والد المجني عليها, بينما حضر والد المجني عليها هبه العقاد الذي أكد أنه بإعدام المتهم للمرة الثانية تأكد من ارتكاب المتهم محمود عيساوي للواقعة, وتغييبت المطربة ليلي غفران عن جلسة النطق بالحكم وحضر دفاع المجني عليها وقام والد المتهم الذي حضر منذ الصباح الباكر بتوزيع أدعية علي الحضور بالقاعة لفك كرب نجله, بينما أكد دفاع المتهم أنه سوف يطعن أمام محكمة النقض علي حكم الإعدام للمرة الثانية, مشيرا إلي تأكده من براءة المتهم الذي ظهر علي وجهه الوجوم والهدوء وامتنع عن الحديث لوسائل الإعلام بعد أن أجاب عليهم بقوله: الحمد لله أنا بخير ومحدش حرضني. وتم اخراجه من قفص الاتهام فور النطق بالحكم فيما ردد والده أمام عدسات المصورين قوله: حسبنا الله ونعم الوكيل.